بسيارتها التى على الجانب اآلخر من الطريق
فتح باب سيارتها بعنف وقال بصوت مخيف : اذهبى من هنا
تسمرت فى مكانها تحملق فيه بذهول
فصرخ بغضب : اآلن
ركبت سيارتها بخوف وانطلقت بها بسرعه وجسمها ينتفض غضبا او خوفا ال تدرى
مرت عدة ايام على هذه الحادثه
لكنها لم تستطع التخلص من شعورها بالحنق والغضب لما حدث وكان اكثر ما يغضبها هو شعورها
بالخوف واإلرتباك أمام هذا اإلرهابى الهمجى المتخلف
ركنت سيارتها ودخلت الى فيلتها واتجهت الى الساللم الرخاميه لتصعد الى غرفتها ..وعبرت فى طريقها
من امام حجرة مكتب ابيها ولكن قدماها تسمرتا عندما سمعت صوتا تظن انها تعرفه ..اندفعت يدها دون
تفكير تفتح الباب ..اتسعت عيناها بدهشه من اثر المفاجئه...
انه هو !!!!
الرجل ذو اللحيه السوداء الذى التقت به يوم الجمعه
لكن مالبسه كانت مختلفه ..كان يرتدى قميص وبنطال وستره انيقه
كان يتحدث مع ابيها وتوقف الحديث عندما دخلت بشكل مفاجئ
قال ابوها : تعالى يا سارة ..
ثم التفت الى ضيفه الذى خفض عينيه وادار وجهه ليتجنب النظر اليها وقال له : ابنتى الكبرى سارة
عادت من امريكا من شهرين
قال الضيف ذو اللحيه السوداء دون ان يرفع عينيه اليها : تشرفت بمعرفتك
لم ترد ..بل اخذت تتأمله بتعالى وهى ترفع احدى حاجبيها ألعلى ثم قالت ألبيها : ابى ...اريدك لحظه
اعتذر األب من ضيفه وذهب خلفها... قالت بغضب عندما اصبحا بعيدين عن الغرفه: ما الذى اتى بهذا
المخلوق المتخلف الى هنا؟
األب بصرامه ..اخفضى صوتك ..سيسمعك
قالت بانفعال : ال يهم ..يجب ان يغادر البيت حاال
األب : ماهذا الذى تقولينه؟ انه ضيفى ..وابن افضل اصدقائى رحمه اهلل
قالت باستنكار: ضيفك؟ انه ارهابى بلحية سوداء
األب بدهشه : ما هذا الهراء ..انه مهندس الديكور الذى استعنت به لتجديد الفيال ..انه انسان مثقف من
عائله محترمه
قالت : ليس هذا مقياس ..فالدراسات واألبحاث تقول ان اإلرهابيين من الممكن ان يكونوا من عائالت
غنيه وحاصلين على أعلى الشهادات العلميه..لقد رأيته بنفسى يوم الجمعه ..انه همجى متطرف ..مهووس
متعصب آلراءه الدينيه
قال بغضب : توقفى ..أنا اعرفه جيدا وتعاملت معه ..انه انسان محترم هادئ متزن وذو خلق رفيع
قالت بعناد : لقد درست حاالت كثيره مثله ..ان امثاله ال يظهر عليهم السلوك العدوانى اال اذا وقعوا تحت
نوع معين من التأثير ..وفى الغالب يكونون شديدى الذكاء ويخدعون من حولهم ..صدقنى يا ابى ..انه
سيكوباتى
األب بانفعال : توقـ ....
قاطعه صوت فتح باب الغرفه فالتفت الى ضيفه الذى خرج من الغرفه قادما نحوه يبتسم وهو يقول بلهجه
شديدة التهذيب : سيدى استميحك عذرا لقد تأخرت والبد أن ارحل
كانت ساره تتأمله بدهشه وتوجس برغم انه لم ينظر اليها ابدا
قال األب : لكننا لم نتفق بعدعلى التغييرات المطلوبه فى حجرة المكتب والدور العلوى
قال بصوته العميق وبلهجه مهذبه تسلل اليها بعض السخريه وعلى وجهه ابتسامه غريبه :
عفوا سيدى سأكلف خبير استشارى كبير ليشرف على العمليه ...فأنا ال أصلح لهذه المهمه
األب بدهشه : كيف تقول هذا؟