زيارة الواء

369 3 1
                                    

وبعينيه الخبيرتين فهم ماحدث
كان العمال متجمعين حول احدهم الذى سقط فوقه لودر قديم ضخم كانوا يستخدمونه فى هدم حائط الفيال
الكبير القبلى وهم يحاولون تخليص نصفه السفلى منه
اندفع على بدون تردد واندس تحت اللودر الضخم الثقيل
وحاول مساعدة العمال فى رفعه بكلتا يديه وبمساعدة األيادى القويه الكثيره استطاعوا رفع اللودر قليال
مد اثنين من العمال ايديهما وسحبوا الرجل من تحته ولكن اللودر انزلق على يد علىاال انه استطاع فى ّ فصرخ على : اخرجوه من تحته
آخر لحظه سحب يده بسرعه لكنها لم تسلم من اصابه شديده نتيجة احتكاك اللودر بها بشده
شعرت ساره بتوتر شديد وهى ترى الدماء تنزف من ذراعه بغزاره وهو يلهث بشده والعمال يلتفون حوله
جميعا بقلق معبرين عن حبهم واحترامهم له بكلمات المواساه والتشجيع
نظر على الى الحاج صابر وقال بقلق : كيف حال محمد ؟
قال الحاج صابر : اطمئن . سيكون بخير ان شاء اهلل
قال على بلهجه آمره : اتصل باإلسعاف بسرعه
ثم التفت الى احد العمال وقال بغضب صارم : كم مره قلت ان هذا اللودر يجب ان يركب له قطع غيار
جديده؟
أجاب احد العمال : لقد كان فى الورشه اإلسبوع الماضى
على بغضب عارم : حسابى مع حسن سيكون عسير
.............................................
فى المساء ,كان على يجلس فى فراشه يقرأ الجرائد وذراعه مضمده عندما دخلت عليه أمه وقالت :
على..هناك ضيوف قد اتوا لزيارتك هل انت مستعد إلستقبالهم؟
هز رأسه بالموافقه وهو يبتسم ألمه
دخل عليه اللواء ابراهيم وسلم عليه بحراره وقال : حمدا هلل على سالمتك يا على ..لقد اتيت مباشرة
بمجرد ان عرفت الخبر
قال على بتهذيب : ما كان يجب ان ترهق نفسك فاألمر بسيط ففى مهنتنا هذه الحوادث معتاده
ظهر على وجهه بعض الدهشه عندما وجد ساره تدخل الحجره بخطوات متمهله تمتلئ بالثقه وهى تقول
بابتسامه هادئه : حمدا هلل على سالمتك يا باش مهندس
رد وهو يخفض عينيه كالعاده : اهلل يسلمك ..لم يكن هناك داعى لتعبك ..فكما قلت األمر بسيط
نظر الى اللواء ابراهيم وقال : ان شاء اهلل لن يتعطل العمل فى الفيال ..فالعمال يعرفون المطلوب منهم
.والحاج صابر معهم وانا اثق به كثيرا
قال اللواء ابراهيم بود : ال تشغل بالك ..فأنا لست قلقا على هذا األمر . خذ ماتريده من وقت واهتم
بصحتك جيدا
قالت ساره بأسلوب مباشر : هناك شئ يحيرنى حقا ..لماذا فعلت ما فعلته وعرضت نفسك للخطر بهذه
الطريقه
صمت قليال من اثر الدهشه من سؤالها ثم ظهر على جانب فمه شبح ابتسامه وهو يقول : أعضاء الجماعه
الواحده مخلصين لبعضهم البعض ويبذلون دماءهم رخيصه فى سبيل الجماعه..فال يجب ان تنقص جبهتنا
ابدا
هل هناك اختبارات اخرى؟
قالت بتخابث : نحن لم نبدأ بعد
قال بسخريه مقنعه : امازلت تحلمين؟
ردت بتحدى مستتر : واحقق احالمى مهما كانت العقبات
قال بثقه : ليست كل األحالم من الممكن تحقيقها
قالت : سنرى
نقل األب عينيه بينهما فى عجب لكنه لم يعلق

الرجل ذو الحية السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن