ربما يوما ما .

776 14 1
                                    

لن أصف أبطال القصة ، الخيال سيفعل ذلك كأول لقاء بينهما ،  أ نسميه لقاء أو صدفة ؟

الإعجاب توأم الحب ، فكل أسطورة حب حظيت بمرحلة إعجاب، أجمل ما في الإعجاب هو تلك النظرة التي تخترق المسافات بين قلبين مجهولين ، دقا بنبضة واحدة  ليعلن الحب اسمه وسط ساحة المعركة .
لك الخيار في ان تستسلم لتهدم حواجز الخوف من مغامرة قد تحيى أو تموت في خوضها ، أو ربما تضغط على أزرار التحكم بمشاعرك فتسجن احاسيسك هربا من المعركة ضد حب مجهول .

لم يكن يملك الخيار فقد كان هو عكس العشاق من قبله ، فقد افترست بعيناها قلبه ، و حطمت كل الحواجز ما عدا واحدا : كبريائه.

لم يحصل أن فقد الكلام او عجز عن وصف شيء ما ، رجل شرقي متكبر و مثقف ، ذكائه بحد داته نجاح لمساره،  رجل أعمال ناجح ،  غني و مجد لم يحصل و أن تقبل الهزيمة ، أو رضي بالتراجع، يصر على رسم أحلامه ثم يبطبعها على أوراق الواقع ، يرتبها بكتاب يتمعن فيه القراءة ،  فيعيش كل صفحة و يعطي لكل ذي حق حقه نعم فهو حقاني .

تجمدت أفكاره لرنات صوتها ، و لحركات جسمها ، و ملامح وجهها ، حوراء و طويلة القامة و اللسان أيضا، جنس ضعيف لكن لا تقبل أن ندوس على أطراف أنوثتها ، تلقن ذاك الشخص المنحني الرأس أمامها درسا لن ينساه طوال حياته.

- بالله عليك لا تستحي من حالك ؟ تجرؤ على فعل شنيع كهذا ؟  أي قلة أدب هذه ؟  اتحسب أنني مثلهن ... انت مخطئ في حقي و في حق رجولتك يا سيدي.

ثم انصرفت تاركة خلفها ذاك الشخص عاجز عن الدفاع عن نفسه ، أو حتى عن المضي قدما ، نعم فقد أدرك أن شيء ما برجولته قد خدش .

- ها هي تبتعد ، ما الذي تفعله إلحق بها ، إلحق بقلبك ، لا تضيعها فربما هذه آول و آخر يوم تلتقي بها ؟ و ما اسمها ؟

-لا اجننت أم ماذا أن تذل نفسك و رجولتك لأجل امراة تجهل حتى اسمها ماذا ستقول لها و ماذا و إن اهانتك كذاك الرجل ، كرامتك فوق كل شيء .

هكذا تركته وسط صراع بين عقله و قلبه ، و ما إن حررته أفكاره المتضاربة فيما بينها  ، حتى اختفى ظلها ، و ما بقي منها إلا رجولتها التي باتت تسكن باله و تتزاحم مع أفكاره. 

ثم علم حينها أن الأوان قد فات فأضحى يقنع روحه : " عسى أن نلتقي بمشيئة القدر ربما يوما ما "

ظلمة طيف . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن