النفاق..
دقت ذرعا بهذا المجتمع المنافق في كل شيء, من صغائر الأمور إلى كبائرها, سئمت من تغطية مشاعرنا وكبت ما نريد قوله حقا بحجة العادات والمقامات, سئمت من تَخَفينا خلف أقنعة كما لو اننا على خشبة مسرح والمسرحية تدور حول الجمود والملل والكذب, لماذا سأخفي ما أريد أن أفصح عنه ولماذا لا أقول لكل شخص ما يستحق سماعه وما هو حقا مناسب له, "لا تقل هذا, لا تفعل ذاك, لا تكتب عن تلك الحادثة, لا تقرأ ذاك الكتاب, لا تكن كما أنت فأنت مريض, أنت عالة, أنت خارج عن الطبيعة وسلطان الرب, أنت شاذ عن الجميع ".
لا.
لن انصت لأحد بعد اليوم
سأنصت لروحي المعلقة على صليب الذكريات, عندما أغرز فيها مسامير المجتمع الذي يقيدني بكل شيء, ستهمس لي بأنين انني سأخسرها على هذا المنوال وسافقد معها كل طموح وكل معنى وكل حس وذوق, لن يكون للحياة أهمية أو كينونة بدونها.
سأخاف من اليوم على روحي, وسأسحب المسمار تلو الآخر وأحررها رويدا رويدا لتنطلق بعدها بكل عنفوان ثائرة على المجتمعِ والحُكمِ والعادات والتقاليد والحياة والممات والكون إن لزم الأمر, ستتحرر من كل القوانين وتكون على سجيتها, تتغلب على الجاذبية وتطفو بأستمرار,
سأكون حراً يومها ومدفوعا بكل طباعي وأفكاري ومشاعري, بحرية ساحرك الكون حولي وسيدور معلنا انتصاري على حُكم الجميع فِيَّ وبضربة مني سأحرر المزيد من عبيد المجتمع المتسلط, لن أكون الوحيد الذي سيفهم معنى الحياة الحقيقي, معنى الحرية على سعتها, معنى التمرد بدون تردد, معنى أن تكون مُلكاً لنفسك وحاكمها.
التمرد هو الحل, فتمردوا...