ولكنك تبدين جميلة

376 21 0
                                    

في الصباح الباكر ، استيقظت بنشاط استعدت للذهاب إلى ، ارتدت تنورة تصل لركبتها من المخمل بلون اسود  وقميصاً ابيض فوقها، وجعلت مقدمة شعرها على الجانب الايمن ،ملابسها رسمية فهذا اول يوم لها،لبست كعبها الابيض ببعض الخطوط السوداء وذهبت إلى الجامعة ، إلتقت بعيسى امام الباب الكبير للجامعة ، اتسعت اعينه لرؤيتها بكل تلك الاناقة والجمال، فجمالها عربي لا مثيل له ، إقتربت إليه قالت بنبرة تعلوها الخجل:

" عيسى إلى ماذا تنظر ؟ "

استفاق هو من سحرها وقال وهو غائم ببياض وجهها المذهل :

" اه، لا شيء ، ولكنك تبدين جميلة "

احمرت وجنتاها كالكرز وقالت وقد بدا الارتباك على صوتها :

" ف فلنذهب إلى الداخل "

ابتسم هو لخجلها الجميل  ودخلا ، لقد ابهرت الجميع بجسدها المثالي والمتناصق وقامتها الملفتة ، وذلك الشاب العربي بسماره الخفيف ولحية ذقنه المحددة ، وشعره الاسود الكثيف ، اطول منها بقليل ، انهما مناسبين لبعضهما البعض ، جلسا في مقهى الجامعة ، والانظار مسلطة عليهم ، وهما يتحدثات قدمت فتاة اجنبية ، بخصلات شقراء ليست بطويلة ولا قصيرة ، ومقلتان السندس اللتان تلمعان بشدة ، يبدو كأن بركان غيرة على وشك الانفجار ، جاءت وتحدثت باللغة الاجنبية :

" اوه، اهلا عيسى ألن تعرفنا على هذه السيدة "

قال بإبتسامة فخر :

" اهلا كرستين ، هذه حبيبتي دارين قدمت من دمشق للدراسة هنا "

قالت وقد جلست الصدمة بمقلتيها :

" حبيبتك؟ "

قال وهو ينظر لدارين:

" اجل بعد سنتين سنتزوج "

اعتقد ان صخرة سقطت على احلام كرستين ، قالت بإبتسامة وحاولت إخفاء توترها :

" اه ، اجل هنيئاً لكم ، ساذهب لمحاضرتي ، وداعاً دارين "

ألقت كرستين نظرة ملئت بمشاعر مخطلة على دارين حزن ، غيرة ، حقد ، احتقار  ، استغربت دارين من تصرفها ، فهي لم تشك لمرة ان تلك الفتاة قد وقعت بحب من سيصبح زوجها مستقبلاً ،  هي ليست بحمقاء ولكن قلبها هو المغفل ، هي لا تعلم ان العالم يحوي الجميع القذر والطيب، في يومها الاول كانت حديثا على كل لسان ، فهذه الجامعة ناداً ما تستقبل طلاباً عرب ، وهم لاول مرة يرون جمالاً عربياً فاتناً
عادت لشقتها الصغيرة ، ارتمت على السرير بطفولية ، تعتقد انها في عالم من الاحلام ، لا تريد ان تستيقظ منه ابداً ،

ذكريات ومطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن