#هاروكا:
فتَحت عيناي بنفس اللحظة التي فتح بها عيناه .. لقد كنت اراقب العالم من خلال عينه .. احببت ومن احبهم، كرهت من كرههم ، حزنت لحزنه، وفرحت لفرحه .. لطالما كنت الى جواره مترقبة تلك اللحظة التي اتمكن بها من الخروج من هذا الجسد والوقوف الى جانبه ..
قضيت عدة سنوات رايت بها كيف يعامل النايتمير ارواحهم .. كانوا يعامَلونَ كالخدم، بل كالعبيد .. كان النايتمير قبيلة خالية من الرحمة بدمٍ بارد .. مما جعلني اتمنى الا ياتي ذلك اليوم الذي اخرج فيه الى العالم بقدر ما كنت اترقبه .. كنت خائفة ان اعامل كما يعامل الاخرون .. ولكن ليس هناك مفر من ذلك اليوم، فقد أتى بالفعل.
حدث ذلك عندما اقتحم اعوان الملك القبيلة بهدف تدميرها كبقية القبائل .. كان اي عاقل ليقوم بتجنبنا، فقبيلة النايتمير هم وحوش لا يمكن ترويضها، او بالاصح! لا يمكن النجاة من قبضتها ..
اندلعت حرب هائلة رغم قلة اعدادنا واعدادهم، وعلى غير المتوقع! كانوا مستعدين بقوة لم ارها من قبل !.. قوة كانت كفيلة بجعل النايتمير يذوقون الهزيمة لاول مرة منذ قرون ..
كان ري حينها يوشك ان يبلغ الثامنة .. بالنسبة لشخص اعتاد الجميع ان يكرهوه كونه لا يمتلك صفة النايتمير الاساسية، الا وهي السادية وقسوة القلب .. كان يبكي بشدة وهو يرى هؤلاء الذين آذوه يقتلون على يد اعوان الملك بلا رحمة .. ولكن شيئا به منعه ان يتقبل موته معهم .. لقد كان ولازال ذلك الشخص الذي لا يدع مشاعره تؤثر في تصرفاته، ينظر الى الامام دائما بينما يتخذ القرار الصائب مهما كانت الظروف .. هذا ما جعله يحاول نسيان ألمِه ويفكر بطريقة للهروب ..
تحت كومة من الجثث قرر الاختباء .. لم اعلم ما كان يشعر به حينها ولكن لابد وان الامر كان مؤلما .. كانت الدماء تسيل من جثثهم لتسقط عليه بينما يكتم شهقاته اثر بكائه ..
ساعات مضت وهو هناك حتى هدأ المكان تماما، ليبدأ في التحرك بهدوء وبحذر .. تسلل وهو يتلفت خلفه بعد كل خطوة حتى ابتعد بما فيه الكفاية ثم بدات خطواته تتسارع حتى نجح في الهروب ..
حتى لحظات الحرية لا تدوم طويلا .. فلم يكد يبتعد عن ساحة المعركة الا وأحد الجنود قد عثر عليه .. كان متخلفا عنهم لذا لم يقم بمناداة احد .. كل ما فعله هو الاقتراب دون قول كلمة واحدة والهجوم على ري بدم بارد والذي لم يكن حتى يستطيع الدفاع عن نفسه .. اكتفى فحسب بتلقى الهجمات والتالم بصمت فلا احد موجود بعد الان لمساعدته .. مع انني كنت هناك ! .. اردت حينها الخروج لكني لم استطع .. كان يفترض ان تكون هذه هي اللحظة المناسبة لانقاذه .. ومع ذلك لم انجح رغم محاولاتي المتكررة ..
وعندما اقترب كثيرا من الموت شعرت بقوة غريبة داخله .. روح اخرى تشاركني نفس المكان .. لكن هذا الشعور لم يدم طويلا .. لانني اصبحت في الخارج بالفعل .. كانت هذه المرة الاولى التي انظر فيها لسيدي من زاوية اخرى .. وكانت هذه هي اللحظة التي انتظرتها لاتمكن من الدفاع عنه وحمايته .. لقد كنت قوية ،ولقد ادركت هذا بعدما تخلصت من الجندى بسهولة .. لكنني كنت اعلم جيدا ان هذه لم تكن قوتي وحدي ..ذلك الكيان الاخر كان السبب ..
أنت تقرأ
Blood nightmare || دماء النايتمير
Fantasiالقاتل يقتل لكي يقتل .. اما هو فوجد لكي يقتل، سيقتل رغما عنه، ففي داخله يحمل تلك الدماء الملعونة التي يخشاها العالم الاخر .. يعيش عالما لا يعرفه ،ثم يكتشف عالمه الحقيقي الذي لا ينتظره فيه سوى المزيد من الالم ؛ فهو يحمل تلك القوة .. القوة التي اختفت...