(رحله..إلى..المجهول)

7.2K 293 3
                                    

بقيت جالسه في الحمام ما يقارب الساعه. .غسلت وغيرت فستانها بثوب محتشم عريض طويل لونه فضي وله أكمام طويله . .يخفي كل مفاتنها ..سرحت شعرها. .وارتدت الحجاب. .وبقيت تنتظر. .لعله نام الآن. .فهو متعب. .هذا واضح من
الخطوط التي تحت عينيه .
ستنتظر لدقائق أخرى لعله يغط في نوم عميق. .
كم المها هذا الوضع. .لم تكن تتصور أن ليلة زفافها ستكون هكذا. .ولم يخطر ببالها أن تكون في مثل هذه الليلة جالسه في الحمام بانتظار عريسها لينام  .

-شوق. .هل نمت. .هناك؟
جاء صوته ساخرا مثير للغضب. .
وطرق الباب بقوه. .العشاء سيبرد. .

أطلقت صرخه بداخلها. .لقد نسيت العشاء تماما. .اخبرها به قبل دخولها الحمام
يالغباءها وهي التي كانت تأمل بأن يكون قد نام الآن.
أجبرت نفسها على الخروج وهي تتحلى ببعض الشجاعه المزيفة.
خرجت وكادت تقع لانها داست على حافة ثوبها. .تمسكت بلجدار القريب منها والخجل يكاد يجننها. .وكم تمنت أن تهرب الآن.
تهرب من عينيه المحدقتان بها بغرابه. .
لملمت شجاعتها وقالت وهي تتمنى أن لايرى ارتجافها.: سانام على السرير. .وانت أين ستنام؟
اجابها وهو يمغض اول لقمه من عشاءه :مازال الوقت مبكرا على النوم. .الست جائعه. .تعالي وكلي. .كنت انتظرك. .لقد تأخرت بلداخل. .هل كنت تهربين مني؟
لم يجب على سؤالها وهذا ماجعل قلبها يدق بقوه وخوف. .فأجابت :لست جائعه أريد أن انام فقط. .انا متعبه. .هذه المره الأولى وانا أسافر بطائرة. .
تجاهل كلماتها وعاد يسالها نفس السؤال :هل كنت تهربين مني بجلوسك في الحمام لأكثر من ساعه؟
كادت تبكي. .قالت بصوت يرتجف :كلا. .ولم اهرب. .مادام بيننا اتفاق. .وقد اقسمت ..اذاكنت نسيت. ...
قاطعها وأصبح عصبي  المزاج بسرعه : اذا كنت تتوقعين أن شيء تافها مثل باب حمام مقفل يمنعني مم اريد فأنت مخطهء ..وفري عليك هذه المشقه. .كما أنني لم أنسى ذلك الاتفاق اللعين. .وسانام على الاريكه. .إذا كان ضميرك يسمح لك بأن تنامي لوحدك على هذا السرير الكبير.
تنفست الصعداء
وتمددت وهي تسحب الاغطيه لراسها. .
-أجل يسمح لي ضميري. ..وهذا غطاء زائد يمكن أن تأخذه مع الوساده  .
شرب بعض الماء. .
-شكرا يا صاحبة السمو. .من الكرم الكبير منك أن تتذكري خادمك المطيع.
ولم تستطع أن تمنع الابتسامه التي علت شفتيها. .فغطت وجهها حتى لا يراها. .وسألت نفسها منذ متى لم تبتسم بصدق  وامامه. .

وفجأة تلاشت الابتسامه لكلماته الموجهه اليها :هل ستنامين هكذا. .وانت ترتدين الحجاب. .وانت بهذه الملابس التي تبدين فيها وكأنك راهبه عجوز. .
هل تتظاهرين بعدم الفهم والمعرفة. .ايعقل إلا تعرفي يتوجب عليك خلع حجابك أمام زوجك. .
لم تستطع تجاهل كلماته الجافه ..فابعدت الغطاء عن رأسها وهي ترد عليه بحده : لكنك لست زوجي.
-أحقا ماتقولين. .انا زوجك شرعا وقانونا ولم يبقى سوى العلاقة الحميمة التي ترفضينها  .
اصطبغت خدودها بلون الأحمر وقالت : لقد تم
الاتفاق بموافقة منك.
-وانت من طرح الفكره.
-وانت قبلت الزواج بي على هذا الشرط. والآن أريد أن انام اطفىء النور عندما تنتهي من الأكل.

بعد هذا الحوار رأته يغير ملابسه ليرتدي تشيرت ابيض مقلم بخطوط رمادية رفيعه. .وبنطلون جينز. .وخرج وهو يغلق الباب بقوه.

أين ذهب ياترى. .؟

♡♡♡♡♡♡♡♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤♤
تلك الليله كان نومها عباره عن احلام متواصله لأحداث اليوم السابق ..تقلبت في فراشها الناعم عدة مرات. ..سمعت صوتا. .صوت وكأنه قراءة قرآن. .كان الصوت قريبامنها. .أجبرت نفسها على عدم الاستماع.لانها بلتاكيد مازالت تحلم. ..🌹
وتناهى صوت رجولي لمسمعها  ..صوت تعرفه. ..إنه يصلي. .
فتحت عينيها بضعف وهما شبه مغمضتين ..ولمحت طيفه الطويل تحت ضوء الغرفه الخافت. .وهو يركع. .وسيجد. .
لم تتوقع انه يصلي. ..إنه يصلي صلاة الفجر. .
ولسبب  ما شعرت بشيء أشبه
بلسعاده. .والسرور. .فهي تحترم الشخص الذي يصلي.

استمرت تراقبه من تحت الاغطيه  ..أكمل صلاته وعاد للنوم على الاريكه. .
بعد عشره دقائق. .نهضت للوضوءوالصلاه.
وعندما دقت الساعه السابعه صباحا نهض. .واغتسل وقال لها موعد الطائره في التاسعه والنصف المتجهه إلى لندن. .لذا علينا الاستعداد باكرا.

♢♢♢♢♡♡♡♡♤♤♤♤
ارتدت فستانا بدون أكمام بلون الزيتون الأخضر. ..وعليه ستره قصيره لها أكمام طويله لونها يميل للون قشرة الجوز وحذاء له كعب عالي لونه لون الستر ه أما حجابها فارتدته بطريقه مرتبه وأنيقة. .حملت حقيبة ملابسها الصغيره. ..اخبرها بالاتجلب معها ملابس سوى ماتحتاجه أثناء السفر. .سيشتري  لها لاحقا عندما يصلون. .
تبعته إلى السياره التي تنتظرهم بباب الفندق واتجها نحو المطار..
ورن هاتفه المحمول. .وعندما تكلم. .أول كلمه نطقها. ...مرحبا امي. .انا بخير. .وكذلك زوجتي. .

بدت وكأنها لم تصدق ماتسمعه. ..أمي. ..هل أمه مازالت على قيد الحياة. .لم تعرف الكثير عن حياته الشخصيه ولا عن عائلته. .لربما الذنب ذنبها. .لأنها لم تسأل. .

عندما صعدا الطائرة وانطلقت بهما في الهواء. .شعرت شعورا غريبا. ..شعورا ممزوج بلخوف والترقب والانتظار. .شعورا مخيفا وكأنها ذاهبه للمجهول. .أو للقمر بدون استعدادات. .ذاهبه لعالم جديد. .وحياة جديدة. .واناس جدد ..و...و..مشاعر جديده لم تتوقع أنها تملكها ولالمره واحده.

كان يجلس بجانبها ورائحة جسده وعطره تسببان لها اضطرابا في معدتها. .وعندما غفى ووقع رأسه على كتفها ..أغمضت عينيها بقوه محاوله إنكار وتجاهل المشاعر الجديده والغير مالوفه. .وخصوصا عندما  لامس شعره الأسود الناعم خدها. .
مابها مالذي دهاها. .إنها مازالت شوق نفسها التي تعرفها. ..وهو مهند البغيض الذي تكرهه. .فأين التغيير. .وماهو الجديد الذي يجعلها  لاتعرف حتى نفسها. ..ولا حتى أحاسيسها .....

🌹🌻🌹🌻🌹🌻🍁🍁🌹🌻🌹🌻

أمنيه اسمها الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن