.... الراوية.....
بعد ان رحل جورج وهو يجرُ وراه اذيال حبه الذي فشل حالما علم انه يسكن قلبه ، فدارين ليست بتلك الفتاة التي تكسر الثقة وحبها لمجردِ اقوال ، حاول جورج بكل الطرق ان يقنعها ولكن ابى لعقلهل بل قلبها ان يظن السوء بذلك الحبيب ، تردد جورج كثير لبيت عيسى ، بحجة زيارة جودي ، ولكن زياراته تصدف أن تكون دارين في منزل عيسى، فلقد اصبح هم جورج مراقبة دارين وحمايتها ، وفي يوم ، ذهب في الصباح الباكر ولكن قدماه قادته إلى شقة دارين ، شاهد من بعيد ، وفي هذه اللحظة خرجت دارين ، اختبئ وبدأ بلحاقها ، وصلت عند متجر الجواهر ولكن عيسى ينتظرها ، مل قلب جورج بس تفجر من كثرة ما شاهد حبه الاول وهو عاجز عن فعل شيء
رحل بقلب حاول اقفال تلك المشاعر المميتة ولكن لم يستطع ، اوقف احدى سيارات الاجرة وذهب للبحر يشتم نسيم البحر ويلقى بألالامه الى القاع ، بعد مرور ساعة وهو جالس على الساحل بمكان لا يوجد اي احد ليقاطع تحدثه مع امواج البحر ، قاطعه صوت الهاتف المزعج ، تأفف ، سمح لمقلته الاخيرة بالسقوط ، امسك الهاتف واجاب :
" اهلا عيسى "
رد عيسى عليه :
" ايها الاحمق ، اين انت ! اليوم مولد جودي الثامن عشر ، واريد منك ان تأتي لتساعدني "
قال جورج :
" حسنا ، ساتي بعد دقائق ، الغبي"
اغلق هاتفه وانطلق لهناك ، ساعده بالتزين المنزل ، ودارين اعدت كعكة بثلاث طوابق ، وحين حان غرق الشمس بين الافق ، دخلت دارين لاحدى الغرف للتبديل ، وذهب كلا من عيسى وجورج لارتداء ملابسها ، انتهى جورج قبل عيسى وذهب ليؤية جودي ، طرق الباب قبل الدخول ، خرجت الخادمة ودخل هو ، ليجد امامه جمالاً جالساً ، خصلاتها البنية التي عرفت بأجمل التسريحات ، بثوبٍ سندي اللون كأنه تناسق مع عينيها اللؤلؤتين ، جلس بجانبها وقال لها :
" ما هذا الجمال ؟ "
قالت وقد احمرا وجنتاها :
" صحيح انني لا ارى ولكنني اجزم اني جميلة بعينيك انت "
ضحك على طفولتها البريئة ولكنه لاحظ عقد من الزمرد قد زين عنقها ، سأل :
" من أهداكِ هذا العقد ؟!"
قالت بفرح :
" انها من والدتي اعطاها لي عيسى اليوم "
تذكر جورج دخول عيسى ودارين لمتجر المجوهرات ، يبدو انها من دارين ، خطر بباله دارين ، خرج هو بسرعة ولم يأبه لمناداة جودي ، اصطدم بها ، قال خشية اذائها :
" هل انتِ بخير ؟"
اجابت دارين :
" اجل جورج "
نظر لها وتأمل ملامحها الخلابة ،انها آية من الجمال ، ذلك الكحل الذي زين مقلتيها ، وخصلاتها السوداء التي انزل بعض منها ورفع الاخر ، وفستانها بلون أحمر اخاذ ، وسترة من الفرو الابيض تغطي كتفيها ، ذهبت هي ومازال نظاره عليها إلى ان استفاق من سحرها ، ضرب بقيضته على الحائط وقال بغصة :
" اقسم ان كانت ملكي لجعلتها اسعد انسانة ، ولكن الحظ يقف لجانب الشخص السيء ، اللعنة ، اقسم انك لن تقتلها عيسى ، اقسم "
أنت تقرأ
ذكريات ومطر
Mystery / Thrillerوحين سقوط تلك القطرات ،تعبق بذكريات ما إن تلامس حبتها جسدك سيدخل إليك الحنين ، وما إن تستنشق تلك الرائحة يزرع في قلبك مفتاح للصندوق الذي طالما حاولت اغلاقه ، ولكن ماذا لو كانت تلك الذكريات تتناول كل شيء ، فهل ستتجرأ على الوقوف تحت المطر ام ستتجنبه !