الان يرضيك ذلك ، أليس كذالك ؟

204 15 0
                                    

اخذ عيسى اخته لداخل الغرفة ، قال لها بهدوء:

"ارجوكِ جودي ، هدئي من روعكِ ، بعد ايام قليلة عمليتك لذلك لا تنفعلي لتنجح فإن ارتفع ضغط دمك ستلغى"

عندما سمعت كلمة العملية ، بدأت تاخذ شهيقاً وزفيراً ، اجلسها على السرير ، قال مُطمئاً :

" سأدع جورج يدخل وتحدثي معه ، ساذهب انا وساعود لاحقاً "

خرج بسرعة دون انتظار الاجابة ، لانه على يقين ان ما يفعله صحيح ، جعل جورج يدخل وذهب ليلحق بدارين ، يعلم انها لن تذهب للبيت ، بحث عنها قريبا من منزله ، وفي هذه الانثاء ، دارين تتجول منكسرة النفس ، باهتة العينين ، ذلك المشهد اقام امامها ، ماذا تفعل ! هل تخون مقلتيها وتصدق حبها له ام تثق بهما وتسجن قلبها ؟

جلست في احدى الحدائق ويجول في عقلها افكار كثيرة ، مر شابان من جانب الحديقة لمحا دارين بفستانها الاحمر الفاتن ، ابتساما بخبث اقتربا قال احدهم :

" ما بال هذه الجميلة بائسة ؟"

لم تنطق بحرف ، نهضت وارادت الرحيل ولكن احداهما امسك بمعصمها ونطق بإزدراء:

" والى اين تظنين انك ذاهبة ؟! "

تأففت وألقت عليه نظرة حادة جعلت من قلبه يرتجف ، نطقت بإزعاج :

" حثالة ، ألن تبتعد !"

اراد صفعها ، ولكن لكمة في وجهه اوقعته ارضاً قال بصراخ :

" ستلقى حتفك إن لمستها ، هل فهمت ! "

ثار الاخر على صديقه ولكنه تلقى قبضة في معدته جعلته يتلوى من الألم ، امسك عيسى يد دارين وركض بها ، بعد ان ابتعدا  توقفت دارين وانتشلت كفها من بين قبضتيه ، وهمت بالرحيل ، امسك بمعصمها مرة اخرى وادرها إليه قال بصوت ساكن :

" ارجوكِ ، استمعي إلي ، انها غلطتي ان جودي تصرفت هكذا ، فالعقد قلت لها انه من والدتي وليس منك ، وايضا كرستين من رمت بنفسها علي ، اقسم انني لم ابادلها العناق "

نظرت له بحقد ، قالت بغصة :

" ايها الاحمق ، كيف تسمح لها بعناقك؟! كيف ! ايها اللعين "

تساقط الدمع من عينيها رغماً عنها ، اصبحت تضرب صدره بيديها وتقول :

" ألم تقل انك تحبني انا ! ألم تقل انني ملكك ! ألم تقل ان لا حد سواي استحوذ على قلبك  ، فهل انت تكذب !"

امسك يديها وقال بأسف :

" انا أعتذر ، انا اعتذر "

بكت  كثيراً  حتى جفت دموعها ، ارخت يديها وقالت له بخجل :

" اسفة ، لجعلك تراني في هذا الموقف "

قال وهو يمسك وجهها بيديه :

" لا عليك، حلوتي ، ساوصلك للمنزل الان لترتاحي "

اوصلها وعاد الى منزله ، نظم ابراهيم كل شيء وصرف الجميع ، خرج جورج من غرفة جودي بعد ان غفت ، اودع جورج وصعد لغرفته  جاء ابراهيم وراه وقال له :

" لماذا لم تقتلها في ذلك الوقت !"

قال عيسى بصراخ اشبه بالصوت الخافت :

" بحق الجحيم ، لماذا تريد ان تقتلها! هي لم تفعل شيء ؟ ولكن سأنفذ طلبك ، سأقتلها في يوم عملية جودي ستكون دارين تعانق التراب ، الان يرضيك ذلك ، أليس كذالك ؟ "

نثر تلك الكلمات وخرج غاضباً ، لا يعلم هل ما يفعله الصواب ام ماذا؟ ، لقد فقد عقله ، ولكنه سيقتلها لكي لا يدخل اخاه السجن ، هو سيدخله عوضاً عنه فأبراهيم قاضي لن يستطيع قتل احد ، فهل ما يأمره ابراهيم لعيسى من الصواب ! أم انه مجنون ليجعل اخاه في السجن بدلاً عنه

ذكريات ومطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن