رحلة قلب

31 2 0
                                    

#رحلة_قلب..❤
(مستوحاه من قصة حقيقية )
جلس محمد علي المقعد الخاص به في الطائرة المتجهة الي فرنسا ، كم كان قلبه يرقص فرحاً اخيرا سنحت له الفرصة للسفر الي باريس عاصمة لسحر والجمال ...
لم يكن يصدق انه علي بعد ساعات فقط من الارض التي طالما حلم بزيارتها وتمني .. قضي وقت الرحلة يمني نفسه ويتخيل الاوقات الجميلة التي سيقضيها بصحبة الجميلات في شوارع باريس المضيئة وانواع الملذات التي سيجربها هناك ...
كان محمد شاب قوي البنية علي قدر كبير من الوسامة ذا وجه بسام .. والده رجل واسع الثراء لم يكن يحرم ابنه الوحيد من اي شئ مهما كان ...
وصل محمد اخيراً الي باريس واستأجر شقة في افخم المباني هناك وبدأ يجوب المدينة ليلاً .. من مرقص الي مرقص ومن ملهي الي ملهي يقضي الليل مع فتيات الليل وشرب للمحرمات .. لم يدر يوماً ان الذي اعطاه القوة والشباب وانعم عليه بالاموال قادر علي ان يسلب منه كل شئ في غمضة عين بل اقل من ذلك...
قضي أيامه التالية علي نفس المنوال سهر حتي الصباح ونوم طول النهار شرب وسكر حتي لم يعد يدري بشئ من حوله ... هكذا اعتقد محمد ان هذه هي السعادة ان تفعل ما يحلو لك كيف ما يحلو لك ... راي ان السعادة في كأس يتشاركه مع غانية تهب نفسها لمن تقع عليه القرعة كل ليلة .. راي ان الشباب لابد وان ينفق علي اشباع حاجات النفس من كل ما تطلبه وتشير اليه .... ويا له من فخ !!
كان يسمع الاذان يرفع في احد المساجد هناك ولكنه لم ينتبه للحظة ان النداء انما رفع لأجله يخاطبه هو ولكنه كان في عالم اخر لا يدري بشئ ...!
ذات ليلة دخل محمد ملهي ليلي لم يدخله من قبل جلس واخذ يجوب بنظره في ارجاء المكان ، كان الملهي ملئ بالفتيات الجميلات الفاتنات يتمايلن يمنةً ويسرةً علي انغام الموسيقي .. طلب كأساً بدأ يرتشف منه علي مهل ...
كان يعلم ان الله قد حرم الخمر ولكن زهرة الايمان في قلبه لم تكن بقوة وحش الرغبة الذي يأمر فيطاع بلا اي ذرة ندم ...
وقع بصره علي احدي الفتيات التي ثبتت نظراتها عليه فأخذ يتطلع اليها ويتفحصها وكانت هي الاخري بدورها تسدد اليه نظرات ناعمة ادارت رأسه مع الخمر ... اقتربت منه ثم القت نفسها بين ذراعيه ومالت عليه بدلال دون ان يطلب منها ....
كانت ملامحها تدل علي انها عربية .. قالت بلكنة عربية مكسرة : انت عربي ؟
قال محمد بفرح : نعم .. وانتي ؟
قالت : نعم ولكني ولدت هنا واعيش هنا ... ما اسمك ؟
قال : محمد ..
اعتدلت بين ذراعيه وقالت علي الفور بقرف : انا لا احب هذا الاسم !!
تعجب محمد منها وسألها : لماذا ؟!
قالت : انا لا اؤمن بالاديان ولا بوجود آلهه تتخفي خلف السماء تلك تراهات .. !!
ارتعد محمد لدي سماعه ما قالت وانتفض قلبه منها فقد شعر بعداءها لمعقتداته ودينه .. ولكن هذا الشعور تلاشي ولم يدوم طويلاً حيث ان قلبه لم فيه متسعاً للإيمان ليدافع عن معتقداته فإن ظلمة الشهوات والملذات كانت قد استغرقت كل اركان وزوايا قلبه حتي غمرتها بسوادها ..
ابتسم محمد لها وطلب منها الرقص فوافقت بسعادة وقضوا الليل كله بين الرقص والكلام والشرب حاول محمد بشتي الطرق ان يأخذها معه الي بيته لكنها رفضت حتي انه اغراها بالمال ولكنها اصرت علي رفضها ..
مرت الليلة الثانية والثالثة والرابعة معها وفي كل ليلة يحاول محمد ان يغويها لتأتي معه لكنها كانت ترفض علي وعد بالتفكير في المرة القادمة ...
كان محمد في كل ليلة يزداد تعلقاً بها حتي ضعف قلبه ووهنت عزيمته وشعر ان في امكانه فعل اي شئ لينالها ولو لمرة واحدة ..
كان قد جافاه النوم يحلم بها ليلاً ونهاراً ولا يكف عن الاتصال بها في الوقت الذي لا تكون معه فيه ...
وذات ليلة تقابلا فقال محمد بتوسل : اسمعي انا لن احتمل ان تبتعدي عني مرة اخري لابد ان تأتي معي الليلة ..
قالت : موافقة لكن بشرط ..
قال بتلعثم وقد عقدت الفرحة لسانه : موافق قبل ان تقولي شيئاً ..
ضحكت ثم اخرجت من حقيبتها علبه واعطتها له وقالت : احضرت لك هدية واريدك ان تلبسها لتكون تذكاراً لليلة حبنا الاولي ..
امسك محمد بالعلبة وقام بفتحها واخرج منها سلسلة ذهبية معلق في نهايتها نجمة داود !!
نظر محمد للسلسلة وشعر بنفس الشعور عندما اخبرته انها تكره اسم محمد ..
قال لها بتعجب : هذه نجمة داود شعار اليهودية كيف وانتي لا تؤمني بالاديان ؟!
قالت بلا مبالاة : لم انتبه فقد اعجبني شكلها وتذكرتك لما رأيتها خلف الزجاج فقررت ان اهديك اياها ..
صحيح انه عاص لله .. صحيح انه لا يصلي . صحيح انه لا يصوم ولم يفكر في السؤال علي والديه منذ شهور ولكنه يبقي مسلم ..!!!!
لكن حب الفتاة كان فوق كل شئ قد تسلق عرش قلبه وطغي علي كل شئ فيه حتي ما عاد يفكر في عواقب ما يفعله لاجلها ...
اسرع محمد بارتداء السلسلة فاقتربت منه الفتاة بجرأة وتحست السلسلة باصابعها المطلية بعناية بلون احمر جذاب ثم تركت اصابعها عمداً علي صدره .. قالت : كم هي جميلة عليك احب ان اراك دائماً تلبسها ولا تخلعها ابداً ..
كالعبد المطيع كان لها محمد تقول فيبتسم ويجيب سمعاً وطاعة ، عاش محمد ليال معها بعد ان تخلي عن ارادته وسلمها لها...
ومرت الليالي بصحبه الفاتنة طوال الليل في المراقص واخر السهرة في بيت محمد شعر حينها انه امتلك الدنيا وما فيها وانه لا ينقصه شئ طالما هو بصحبة الجميلة ...
وهي بدورها لم تبخل عليه بشئ من جمالها وذات ليلة خرجوا من احد الملاهي الليلية اراد محمد اصطحابها معه كما هي عادة كل ليلة لكنها أبت ورفضت فشعر بالحزن فقد كان في شدة شوقه اليها اخذ يستعطفها وحاول اغرائها حتي كاد ان يجثو علي ركبتيه امامها وهي ترفض وتعتذر حتي قالت في النهاية : بصراحة لا استطيع ان ارافقك بعد الليلة !!
صدم محمد مما قالت وقال : لماذا هل مللتي صحبتي انا احبك بشدة ؟؟!
قالت : لم امل منك انا ايضاً احبك ولكني لا استطيع ..
قال حائراً : وما المانع ؟!!!
قالت بعد ان اقتربت منه حتي التصقت به : انت مسلم هذا هو المانع ...
حيره كلامها فقال : وما المشكلة ان اكون مسلماً ؟؟!
ابتعدت عنه وقالت : انا احبك بجنون وكونك مسلم يعيق حبنا ...
قال مستفسراً : وكيف ذلك هل رأيتي مني طوال الايام الماضية ما يضايقك ما علاقة ما اؤمن به بحبنا بالله عليك لا تتركيني ؟؟
قالت : انظر هذا ما اتحدث عنه انت تقول بالله عليك وانت تعلم اني لا اؤمن بوجود آلهة هل تسخر مني ؟؟
قال بلهفة : لا والله لا اسخر منك ...
قالت بعصبية : ها انت تذكر الهك مرة اخري امامي .. اسمع اذا استمرت علاقتنا هكذا لن تدوم طويلاً فانت لا تنطق جملة الا وتذكر فيها الهك حتي اسمك علي اسم من تتدعون انه نبي مرسل ... اخر كلام بيننا اما انا او دينك !!؟
تركته واقف قرب الملهي ورحلت كان يشعر ان دلواً من الماء المثلج قد سكب فوق رأسه حتي كؤوس الخمر التي افرغها في جوفه من اول الليل ضاع تأثيرها بعد الذي سمعه ..
عاد الي شقته وجلس شارداً لم يدري كيف ولا متي وكأن عقله توقف عن العمل او نسي كيف يعمل ؟؟!
في تلك الليلة زاره شيطانه كيف له ان يفوت فرصة ذهبيه مثل هذه .. هذا ان لم يكن كل شئ من اخراجه وتأليفه من البداية ....
قال له شيطانه : ما يضرك لو قلت كفرت بالاسلام تلك الفاتنة ستريحك هل تظن انك مسلم حقاً ؟ يالا السخرية انت لا تصلي ولا تصوم ولا تقيم شعائر الاسلام انت مسلم فقط علي الورق ما الذي يضرك لو ارحت الفاتنة بكلمة فهي لن تشق صدرك لتعلم بماذا تؤمن ام انك ستحتمل فراقها الي الابد هل تتذكر تلك الليالي معها كم كنت سعيداً ...
خدرت عقله هذه الكلمات واعطته المبرر المناسب لينال ما يريد دون ان يشعر بتأنيب الضمير وكالعادة بلا ايمان يمكن لاي احد ان يسلم نفسه للشيطان بازهد الاثمان ..
وتلك الزهرة التي تقبع في احد اركان قلبه تتخفي خشية ان تطالها ظلمة الشهوات
لم تعش طويلاً فقد وشي بها الشيطان واكتشفت مكانها ظلمة القلب فأطبقت عليها بلا رحمة وأخفت نورها الضئيل حتي لا تستطيع بشعاعها الضعيف ان تحيي شمس الايمان في قلب محمد فلا يبقي لظلمة القلب مكاناً فيه ...
في اليوم التالي قابل فتاته الفاتنة وكانت تبدو اكثر جاذبية واشد جمالاً حتي ان لبه طار لمرآها ابتسم ونسي صراع الامس الذي كاد ان يفتك بعقله .
لما رأته قادماً صوبت تجاهه ابتسامه رائعة واخذت تقترب منه حتي التصقت به واصبح وجهها قريباً من وجهه قالت : يا قاسي كل هذا التأخير الم تعلم ما يفعله حبك فيا؟
لو فرضنا ان محمد كان يحمل شئ من تأنيب الضمير او الشعور بالذنب فان كلماتها تلك قد قضت عليه تماماً .. ذاب محمد من كلماتها حتي كاد يسقط فضحكت بدلال من حاله فقال لها : ما الذي جعلني اتعلق بكي الي هذا الحد ؟؟
قالت بمكر : اذا ما الذي يمنعك ان تكسر كل الحواجز التي تمنعنا ان نقضي معا اياماً وليالي جميلة ، ما المانع ان تتخلي عن اشياء بسيطة في سبيل ان تطفئ نيران الشوق التي تلتهم قلبي ان فعلت سأنتقل للعيش معك في شقتك ونكون دائماً معهاً ...
والي هنا خارت عزيمة محمد تماماً ونسي كل شئ !!!!
نسي ان اسمه محمد علي اسم رسول الله ( صل الله عليه وسلم ) !!
نسي لما كان يصحبه والده لصلاة الجمعة !! نسي والدته لما كانت تدعو له بالهداية !
نسي يوم ان زار بيت الله الحرام وبكي عند المقام !! اذا نسي كل هذا هل يمكه ان ينسي الله؟! ان يمحو هذا الاسم من قاموس حياته ؟؟
نعم انه الهوي الذي بامكانه ان يصل بالانسان الي ابواب الكفر بل يمكنه ان يصنع منه شيطاناً يتفوق علي شياطين الجن !!
ذهب معها الي شقتها ليلبي لها ما طلبت ولما وصلوا قادته الي الصالون واحضرت له كأساً وقالت : هيا يا حبيبي دعني اخلصك من كل القيود واول شئ عليك ان تتخلص منه هو اسمك !!
نظر لها محمد ولم ينطق ظل يحدق في كأسه بينما انشغلت هي باختيار له اسم جديد يليق بكفره !! وبعد لحظات قالت : ما راىك في جايكوب سيكون رائعاً ..
الان هيا اعلنها امامي وامام نفسك صريحة انك لا تؤمن بأي آلهة ولا كتب ولا اديان لا تؤمن سوي بنفسك وبي وبالحب هيا قلها لأهبك بعدها نفسي كما تريد !!
نظر لها محمد نظرة الذي يحتضر وقال بصعوبة : انا .. انا .. ل لا .. اؤمن .
سكت و نظر الي الارض فاقتربت منه واحاطت رقبته بذراعيها كالحية وقربت وجهها من وجهه حتي لفحت وجهه انفاسها الحارة وقالت ببطئ : هيا حبيبي انا لا احتمل الانتظار اكثر اشتاقك كثيراً هيا قلها لاجلي .لاجل حبنا ...
قال هامساً ببطئ وبلا شعور : انا اكفر بالله ....
قالت مشجعة اياه اكثر : اااه يا حبيبي هيا اصرخ عاليا وقل كفرت بكل الترهات التي زرعها الدجالون في رأسي بدون اختيار مني ...
قامت وفتحت ذراعيها ونظرت الي الاعلي : هيا اصرخ ان كان حقاً هناك إله خلف السحب فليأتيني ويشاركني كأساً من الخمر ... ثم ضحت بشدة والتفتت الي محمد
فإذا به منكس الرأس ودموعه اغرقت وجهه تندفع من عينيه كانها سجين فر من الجحيم لتوه بدأ نحيبه يعلو شيئاً فشيئاً وتخرج من صدره شهقات حارقة ..
اقتربت منه وقالت : ما الامر يا حبيبي ؟؟
اخذ يبكي بصوت عال وقد غطي وجهه بكلتا يديه ثم قال محدثاً نفسه بصوت متقطع :
بعد هذا العمر ثلاثون عاماً مسلم اكفر بالله ؟؟! ماذا سيكون مصيري الان الي النار التي اعدت للكافرين ؟؟ا ين خوفي من الله ؟ اين حيائي منه ؟؟ كيف ارفع رأسي وانظر للسماء وانا اعلم انه هناك يراني ؟؟ كيف اذا ما جاءني الموت كيف اجيبه اذا سئلت من ربك ؟ أأقول كان لي رب فكفرت به ؟؟! يا ويحتاه يوم ان القاه واقف بين يديه ماذا سأقول له ؟؟ اين حيائي وانا اعلم علم اليقين انه يراني ويسمعني الان ؟؟ ماذا سأقول له اذا سألني لماذا اخترت الكفر ديناً ؟؟ ماذا سيكون جوابي ؟؟ بماذا سأجيب يا ويلي من لقاء ربي ...!!
قام من مكانه وعاد الي شقته كالمجنون لا يدري ماذا يفعل ؟؟ اخذ يتلفت حوله ينظر في كل الاتجاهات حتي وقع بصره علي وجهه في المرآة فتحرك ببطئ واخذ يتحسس وجهه وبدأ يرتجف بقوة وهو ينظر في عينيه : هل حقاً اصبحت كافراً ؟؟؟؟!
جلس ارضاً وعاد لينتحب من جديد ويبكي حتي اذا ما رأيته لن تصدق ان ملابسه مبلله بدموع عينه !!
اتاه الشيطان صديقه القديم ليضع اللمسات الاخيرة علي المشهد فقال له : لا تتعب نفسك قد اصبحت كافراً وانتهي الامر لا طريق للرجوع كيف يقبلك الله مرة اخري وانت جاحد به وبكل نعمه عليك ستموت كافراً وتدخل النار ثم تخلد فيها ان الله لن يغفر لك ابداً ...
صرخ محمد بكل ما اوتي من قوة : لا يا رب لا اريد ان اموت وانا كافر .. لا اريد ان ادخل النار . سامحني يا رب .. وعزتك يارب انا احبك واخشي يوم لقائك واخشي عذابك ، انا .. انا لن احتمل دخول النار فارحمني يا رب ...
لا تقبض روحي الان .. لا تقبض روحي الان سأعود للاسلام .. سأعود للقران .. فقط امنحني فرصة اخيرة يا رب سأعود اليك وعزتك سأعود اليك فاقبلني انا الفقير اليك من لي سواك تركت معسكر الايمان والتحقت بمعسكر الشيطان وقاتلت معه ونصرته وانا الان بين يديك اعترف بجرمي من لي سواك ... لمن ستتركني ؟؟ للشبطان ليخبرني انك لن تقبلني ! ليخبرني اني اصبحت كافرا وانتهي الامر ؟؟ لا تتركني له انا التجئ بحماك سأعود اليك سأعود اليك ولن اترك بابك ابداً ما حييت ...
قام محمد من مكانه ودخل الي الحمام وامسك بالسلسلة التي كانت ماتزال معلقة في رقبته كدليل علي الكفر والشرك خلعها والقاها في المرحاض واغتسل ثم توضأ وخرج من الحمام ثم قال : اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله ...
وكررها كثيراً ودموعه تجري انهارا ... ما احلاها من كلمة تترك طعماً علي اللسان احلي من العسل يدغدغ القلب ويقشعر له الجلد شعر ان حملاً كان جاثماً فوق صدره قد ذاب وتفتت بمجرد ذكر اسم الله ففكر اذا كانت هذه حلاوة ذكر اسمك فكيف برؤياك ؟؟
نظر الي الاعلي وقال : يا رب انا عائد اليك .. انا آت يا رب ..
لم يحتمل البقاء في هذا المكان اكثر فقام بجمع اغراضه وكان علي اول طائرة متجهه لوطنه .. عاد الي بيت والده وما ان فتحت له الخادمة الباب وراي امه جالسة من بعيد حتي القي حقائبه ارضاً وطار نحوها وجثا تحت قدميها يقبلهما ثم ارتمي في حضنها واخذ يبكي بحرقة كالاطفال وهو يتوسل امه كي تسامحه علي تقصيره معها ..
في ذلك اليوم عاهد امه ان لن يقصر في حقها مرة اخري كما عاهد ربه ان لن يترك بابه ابداً حتي يحين موعد اللقاء ... ومن ذلك الحين ومحمد من روضة الي روضة ومن جنة الي جنه ... اذا ما طافت به الذكري وعاد وتذكر تلك الرحلة تهاجمه الدموع بلا رحمة ينكس رأسه خجلاً مما فعله فهو ابداً لن ينسي ان لسانه قد نطق بالكفر يوماً ...
كانت امه اذا اقتربت من غرفته ليلاً تسمع انيناً ونحيباً واذا ما اقتربت منها نهاراً تسمع القران بصوت محمد عذباً ندياً ..
نعم انها زهرة القلب التي ظنت ظلمة الشهوات انها قضت عليها وقتلتها لم تموت ربما خفت ضوؤها في قلب محمد حتي توهمت الظملة انها انتهت ولكن يبدو ان الزهرة كانت تحمل بذرة اليقين بالله والتي لم تحتمل ان تقترب شوكة الكفر من قلب محمد فقامت وانتفضت واعلنتها ثورة وصرخت بما بقي فيها من ايمان ويقين حتي اشرقت شمس التوحيد في قلبه مجدداً وافاق من سكرة الشرك واندثرت ظلمة القلب بامر الله ...
ذات ليلة اقتربت والدة محمد من غرفته لتوقظه لصلاة الفجر فاخترقت انفها رائحة طيبة لم تشم مثلها قط .. طرقت الباب ولما لم تجد اجابة فتحته ودخلت نظرت للسرير فوجدته مرتباً فتوقعت ان محمد قضي ليله في الصلاة ... جالت ببصرها في ارجاء الغرفة فوقع بصرها عليه وهو ساجد فجلست تنتظره حتي ينتهي من صلاته ولما طال انتظارها اقتربت منه ونادت عليه : محمد ... محمد
فلم يجبها فربتت علي ظهره فمال علي جنبه وسقط علي الارض ...
يالله مات محمد وهو ساجد بين يدي ربه هنيئاً له احب لقاء الله فأحب الله لقائه ..
رحم الله محمد المسلمين والمسلمات ...
................................................
#بقلمي

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 30, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رحلة قلب ❤ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن