حياتي ...

2.5K 74 56
                                    

أنا إنكيوبس (incubus) أو ما يعرف بالجاثوم 

لأكون صريحاً أنا خجل من هذه الحقيقة ...

فكما يعلم الكل فنحن نتغذى على الرغبة الجنسية في الإنسان ...

رغم كوني هذا النوع من الشياطين ، إلا أني خجول و ضعيف للغاية ، و لا يمكنني فعل نفس الأشياء التي يفعلها الباقون

طوال سنوات حياتي لم أقم بأي مهمة قط ، لكني أعلم الكثير عن عالم البشر ، حياتهم رائعة جداً ، لو ولدت بشرياً لكان أفضل 

لكن تم استدعائي من قبل ملكنا ، لقد أرغمت على الخروج في أول مهمة لي ، من شدة يأسي قررت الدخول إلى أول منزل أراه ، فرحت بالبداية لأنه كان منزل فتاة بالفعل ، لكن هذه الفتاة !

إنها غريبة جداً ، قضيت في منزلها فترة تكفي لأعرف كل شيء عنها تقريباً ، و علمت أشياء كثيرة أخرى ... فعلى سبيل المثال هي تسمي نفسها " Otaku " أي ما يعني مهووس ، و مهووسة بالأخص بأشياء تدعى " أنمي و مانجا " ...

في البداية وجدت الأمر غريباً للغاية ، فهي تصرخ و تقفز و تبكي على شخصيات لا تراها إلا في حاسوبها المحمول 

جميع مشاعرها تخرج عندما ترى شاباً بلون شعر أزرق في الشاشة ... ليس كأن لون الشعر هو المشكلة ، فأنا شعري أحمر * ليس بالدرجة التي يعتاد البشر على رؤيتها* ...

مر شهر على مراقبتي لها ... أتبعها أينما ذهبت * لا أعني ذلك حرفياً * ، في جامعتها تجلس لتحادث صديقاتها عن مغامراتها الخيالية ، مع أحبائها الخياليين ...

تعود من جامعتها لتجلس مجدداً أمام حاسوبها المحمول ، تشغل ما يسمى بالـ"AMV"، لو سمعته دون أن تراه لظننت أنها و ككل فتاة بعمرها تستمع لأغانٍ عادية ، لكن كلا ! إنها تشاهد أفضل المقاطع لشخصياتها فقط ! لا أعتقد أنها حتى تهتم لما تقوله الأغنية ...

ظننت أن بمحبتها للشخصيات الخيالية لن تقع بحب أي بشري ، لكني كنت مخطئاً ... إنها تقع بالحب بسهولة كبيرة ! أي شاب ظريف ذو ملامح بريئة تقع بحبه ...

لهذا شعرت بالغيرة ، فبعد كل شيء المدة التي قضيتها و أنا أراقب فيها جعلتني أغرق في حبها ، فرغم غرابتها ، إلا أنها الشخص الذي كنت أتمنى أن أحظى به ...

منذ اليوم الذي وقعت في الحب ، و أنا أُؤذي أي شخص تقع في حبه ، أو تفكر أن تقع بحبه ، لكن أعتقد أني بالغت في هذا 

فلقد أصبحت وحيدة ... الآن يظن الجميع أنها مصدر نحس ... فغيرتي وصلت لأبعد حدودها ، أصبحت أغار من أن تلمح الشخص فقط ...

بعد أن تخلصت* مع الأسف * من الشباب البشريين ، الآن بقي الـ"2D Boys" ...

فكرت طويلاً بخطة ، إلى أن جاءت لي الفكرة المناسبة ...

في أحد الأيام و هي في طريقها إلى الجامعة ، تشكلت بهئية شابٍ لطيف * كل ما تتمناه بفارس أحلامها * ، سرت من أمامها ، لتحدق بي بعيونها الجميلة ، احمر وجهها خجلاً حينما رأتني بهذا الشكل ... أتمنى فقط لو تنظر لشكلي الحقيقيّ بهذه العيون ... لم أنتبه لنفسي حينها ، تعثرت بحجر صغير كان أمامي * ماذا أقول عيونها أعمتني * ...

ضحكت حالما رأت منظري ، اقتربت مني و مدت يدها لتساعدني ، لم أنطق بأي كلمة ، تحركت يدي من تلقاء نفسها ، لتلمسك بيدها الناعمة ، عيوننا التقت لفترة طويلة ، شعرت و كأن قلبي سيخرج من مكانه ، وقفت و وجهي محمر لآخره و قلت :" أشكرك "...

بعد تلك المرة ، ظهرت لها عدة مرات بأماكن متفرقة ، لكني لم أقترب منها ، تأكدت قبل أن أختفي عن أنظارها أنها وقعت بحبي ...

لقد وقعت بحبي بالفعل الآن ... لكن ... لم تعد تصرخ كما في السابق على شخصياتها ... لم تعد تنتظر فارس أحلامها في كل شاب ... 

أصبحت كئيبة الآن ... تبحث كل يوم عني في عيون الآخرين ، تبكي و تتمنى رؤيتي ، لم تعد حيوية كما في السابق ، لمعان عيونها ضعف من شدة بكائها ... هل هذا لأني لم أظهر لها منذ أربع سنوات ؟


🎉 لقد انتهيت من قراءة Sweet Devil ( ون شوت ) 🎉
Sweet Devil ( ون شوت )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن