اخر محطة في الظلم

42 1 0
                                    


ذاقت جميع انواع العذاب , مات ابوها و هي في الرابعة  و ماتت امها في السابعة  عاشت مع عمها و زوجته "الحقيرة" نعم هكذا كانت تنعتها ' بية ' .. لقد عاشت بية معهما كالغريبة او بالاحرى كالحيوان .  و اخر مكيدة من زوجة عمها " سكينة " اودت بها الى السجن .  و من هناك بدأت مسيرتها .. حيث رأت جميع اصناف الانحراف و جل انواع الفساد لكنها صمدت لم تتأثر . ضلت وراء القضبان سنتان بتهمة السرقة . و خرجت من هناك اقوى من قبل , لم يهدها سوء العلف , نعم كانت تصف الاكل هناك بالعلف .
فتح الحارس الباب انها ترى الاشجار بعد سنتين .. ظلت واقفة . لم تتحرك كصنم .
-اهل اعجبتك الاقامة هنا ؟ هيا تحركي اذهبي من هنا ! صاح الحارس .
ايقضها كلامه من حلم خفيف كان يراودها . لكنه لا يعرف ان لا مكان لها
لمن تذهب في هذا الليل ؟ فلقد طردها عمها بعد حادثة المصوغ عندما اخفت سكينة الذهب و اتهمتها بسرقته .
ضلت واقفة تفكر جسد بدون روح لكنخا فجأة تذكرت ذلك الكتاب انه شبيه برواية .  رواية تحكي قصتها حياتها و المها . لقد ظل في ذلك الفراش او القن كما كانت تصفه . انه كل ما تملك من هذه الحياة . عادت مسرعة اوه ! انه ذلك الحارس اللئيم :
- و ماذا تريدين الان !
- اريد كتابي لقد نسيته في الداخل ارجوك انه مسيرة 19 سنة .  ارجوك لن انسى لك هذا المعروف !
- حسنا  لكن  خدمة مقابل خدمة . ادخل لاجلب الكتاب و في المقابل انتظرك في الغرفة .
سمعت هذا الكلام و قد دخل اذنها كرصاص من عيار ثقيل . الشرف هو الشيء الذي ظلت تدافع عنه طيلة 19 سنة . لم تتحمل بصقت في وجهه !!
كيف تجرأت ؟ اهانته و ازاحته عن ميدان الرجولة . عاقبة وخيمة . نادى زملائه ليشهدوا عنها انها قضية كبيرة اعتداء على موظف اثناء القيام بعمله ! - ارأيتم ؟ لقد منعتها من الدخول فعرضت علي نفسها كرشوة ! و عندما رفضت بصقت علي .
- انها ساقطة بدون شرف ! اراها في الزنزانة  منظرها لا يريحني  . دعم صديقه .. خذوها الى الزنزانة !
لم تنبس بكلمة فما يفيدها الكلام .. و هي التى لها سوابق و سجلها ليس بصالحها و هو منهم و مع كل زمالائه اهل سيصدوقها ؟ مستحيل حتى لو كان جيمس بوند بنفسه حاضرا ! رجعت الى نفس الزنزانة . راحت تبحث عن رواياتها و لقد وجدتها اخيرا  ضلت تتصفحها .
- بية ! وه ! و كأنني احلم ما جاء بك الى هنا ثانية اهل اشتقت الينا سريعا ؟ انها محرزية شهرت " حروس " نسبة لاسمها .. و خاصة لطبعها الرجولي . فكذلك محرزية مأساة في حد ذاتها . اخذت بية تسرد عليها الحادثة  .
- ماذا و اين القانون ؟
ههععههههه ! قهقهة طويلة عميقة   تروي اوجاعا عديدة لكنها ضحكة غير متقنة فهي نسيت كيف تظحك و قد نسيت الضحك من سنون .. و كانت هذه اغرب ضحكة سمعتها محرزية طيلة 17 سنة في السجن . اي قانون تتحدثين عنه ؟ و من يتحدث عن القانون و العدل انت !!؟ هل نسيت ما حدث لك يالا الحماقة ! لقد ورطوك في قضية قتل بالرغم من انهم لم يجدوا اي دليل ضدك ..
و كيف لبية ان تعرف ؟ هاا لقد حدثتها انهار عن قصتها او عن سرها بالحرى .  لا و كيف تجرأت ان تحدثها هكذا ؟ انها حروس صاحبة مكانة عالية في السجن؟ لكن الاكثر غرابة ان محرزية لم تبدي اي ازعاجا . فجأة راح شريط حياتها كله امام عينيها . زوجها اللئيم السكير و حماتها الشريرة و تلك الحياة التعيسة .
راحت بية تكتب في تلك الرواية . فهي تأمل ان ينشر الكتاب .
مرت اشهر .. و في صباح دخلت الحارسة تبث لهم خبر انطلاق ايام قرطاج السينيمائية و ان فيلم من الافلام سيبث في السجن .
-اسعددن للتحضيرات جيدا . و لا اريد تشكيا و اقسم انني اذا سمعت شيئ لا يليق عن الحراس او عن سلطة السجن سترين الامرين و ستكونن من ظلمن انفسهن ! و احذروا ان تمثلوا دور الضحية امام الممثيلين الاتون لانني لن  ارحم اي منكن ..
و تمتمت عيشوشة
- يالاها من سمينة ! و لما كل ذلك الماكياج ؟ كم اكرها !
بدأت التحضيرات سريعا  الكراسي مرتبة و الطاولات قد و ضعت مع غلافات ممتازة . الحلو جاهز و المنادل الورقية و كل شيء على احسن ما يرام . الكل متحمس . بية استيقضت صباحا احست بقبض باءحساس غريب لم يسبق ان احست مثله . انها على يقين ان شيئا ما سيحدث . فالانثى لها حدس قوي . لكنها استطاعت ان تلبس ثيابها التي اعطتهم لها امينة . و لم تنس ان تطلع على كتابها . احساس قوي احست انه اخيرا سيرى الناس كتابها .
بعد ساعا ت اجتمع الناس . تحول السجن الى شيء اخر ايمكن للسجن ان يصبح جنة ؟ لا مستحيل انها المبالغة .
ستفعلها ! بعد انتهاء الفيلم ستصعد فوق المنبر  لتحكي قصتها و ستعرض كتابها للبيع . انها فكرة تراودها من اشهر و ها قد اتت الفرصة الذهبية .
انتهى الفيلم .  ستفعلها تقدمت نحو المنبر .. اوووه يالله رجل يصعد قبلها . لابد انه ممثل معروف . لن تقاطعه . !!!!!!!!! يالله من هذا ؟ انه "العاتي " لا مستحيل ! انه الشاب الذي يكبرها 10 سنين . كان جارها قديما و حبيبها سابقا . احبا بعظهما لكن القدر لم يكن حليفا لهما . سكينة الشريرة زوجة عمها هي من وشت لعمها و ضربها بشدة في ذلك اليوم ااه كم كان ضربا مبرحا .. لقد المها اكثر مما المها عندما ذهبت لشراء المقرونة و اضاعت النقود ! لكن ما اتى بالعاتي  هنا ؟
لقد اكمل دراسته و درس المسرح و هو الان اشهر مسرحي و سينمائي ! لم تتغير ملامحه مازلت تذكره خاصة و انه مازال يحتفظ بالشارب .
لقد اشتاقت له كثيرا . و بدون سابق انذار احتضنته امام الجميع ! اشرأبت الاعناق و ارتفعت الاصوات .
-من هذه ؟
- لعل انها معجبة به . 
- لا اظن انها تعرفه .
ضلت تحظنه و قد سالت الدموع لاول مرة . فحتى عندما كان يضربها عمها لم تكن تبكي و هذا ما كان يستفزه . فجأة صعد الحارس و انزلها من على المنبر معتذرا للسيد . سقط الكتاب الذي كان في يدها و تبعثزت اوراقه . و انخفض العاتي ليأخذ ورقة رأى فيها اسمه  . نعم لقد تحدثت عنه بية كثيرا . اوقف الحارس
-من انت و لماذ اس..... !
هوووو!!  بية . لا غير معقول !
سكت و تصبب العرق و حضنها بقوة و قد مر من امام عينيه شريط طفولة . تذكر عم بلقاسم بائع الفول . لقد كان يسرق 10 فرنك ليشتري قرطاس الفول الذي تعشقه بية . كلها ذكريات مرت امام عينيه الزرقاواتان . و افاقا من حلمهما . و اخذ الميكرو و قال
- ان الحياة كالمسرح كل منا يأخذ دوره . اما ان نتقنه جيدا او ان نظل حالمين نقتني التذاكر لنتفرج في نجاح الاخر . .. و اخذ يروي على الحاضرين قصتهما و دعمت هي كلامه و هي تحمل الكتاب . الجميع في ذهول عجيب . بعد سماع القصة . وعدها مدير السجن ان ينظر في القضية و وعدها مدير المهرجان ان كتابها سينشر و اخذه منها للطباعة و وعدها العاتي انه سيرجع بعد ان تنتهي مدة السجن .
-هههههههعهه !! قهقهة اخرى لكنها عالية اعلى من القهقهة الفارطة و هي هذه المرة من عيشوشة لبية عندما قالت لها سيأتي العاتي .
- كلها وعود  .. اخذوا منك الكتاب املا في نشره . هههه خذي امها نسخة من نسخ الدفعة الثانية . قالت امينة .
- واااه لما لم يكتبوا اسمي في مكان المؤلف ؟ و من هذه سليمة العثماني ؟؟ لقد تلاعبو بي مستحيل .
- قلت لك انك حمقاء الكتاب ذهب و حق التأليف سلب منك و مدير السجن لم ينظر في القظية . اما العاتي فلا اثر له . ..
اتكأت بية على الجدار و قد سلب كل حق لها . الكتاب الادب و حتى حق الحب و الحياة . اهل كان العاتي يمثل ليلتها ام كان محقا لكن ظروفا منعته و ماذا حدث في الكتاب ؟ اضن انها لعبة دنيئة و ظئيلة .

و هل نظر مدير السجن في القضية؟ مستحيل ربما الزاني يتوب و ربما الماء يروب لكن لا يبرأ الحكام من ذنب الشعوب .....

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : Nov 12, 2016 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

اخر محطة في الظلمOù les histoires vivent. Découvrez maintenant