رسالة من مراهقة

إلي أمي

أنظر إليكي فأتساءل ...

كيف يمكنك أن تكونين بهذه القسوة ؟ أو ليست الأم مصدر الحنان ؟ أليسا ذراعاك هما المكان الذي من المفترض أن ألجأ إليه إذا ضاقت عليا الدنيا ؟ ألست أنتي المفر و المخبأ ؟

اتتساءلين يوما عن ما أشعر به ؟ اتنظرين الي يوما و ترين الدموع المختبئة وراء إبتسامتي ؟ اتشعرين يوما بالظلام المحيط بي ؟ أتفهمين المعاني المختبئة وراء كلامي ؟

أتندمين يوما ؟ اتندمين يوما علي الكلام الجارح الذي تقوليه لي في ساعة غضب ؟ أتندمين يوما علي الدموع التي تنهمر من عيناي عندما توبخيني ؟ أتندمين يوما علي تصرف أتخذتيه ضدي ؟

كيف يا أمي ؟ كيف يا أمي تستطيعين قضاء اليوم دون محادثتي ؟ كيف يا أمي تنظرين إلي و تريني مهمومة و حزينة ثم تديرين رأسك ؟ كيف يا أمي تنظرين إلي أبكي ولا تضمينني في ذراعيك ؟ كيف يا أمي لا ترين أن هذا كل ما أريد ؟ كيف تشعرين من ألمي ؟ كيف لا تتألمين معي ؟

أنا ضائعة يا أمي ، ألا ترين ذلك ؟ أنا مرهقة ، مرهقة من سباق لا أعرف أين أو متي نهايته ، مرهقة من حرب تدمرني و تبتلعني . أكره نفسي ، أكره نفسي عندما أنظر في المرآة ، أكره نفسي عندما أتحدث مع الآخرين ، أكره نفسي عندما أنظر إلي من حولي فأجد نفسي شخصا لا يلفت الأنظار ،  أكره نفسي عندما أقارن نفسي بغيري فلا أجد ما أتميز به ، أكره نفسي عندما أستمع إلي أحلام الآخرين ولا أجد حلمي ، أكره نفسي عندما أبكي برغم محاولتي لكتم الدموع .

أكره نفسي .. في كل وقت .. لذلك في بعض الأوقات ، لا ألومك ... أكرهيني ، فأنا أتفهم .

لكن سؤال أخير : " إذا مت اليوم ، هل ستتمنين تغيير أي شيئ فعلتيه معي ؟ هل ستحبينني كما أتمني أن تحبيني الآن ؟ "