همسات من خيالي

من لي حبيب سواه

مات الحبيب فمن لي حبيب أحب سواه
بكت عليه العيون و الطيور و السماء
و إنحنى النخل يتألم
و اهتزت الأرض بمن عليها
و كذا الأنهار تتحدث عن رحيله فمن ستسقي بعده
تأرجحت القلوب من الصدور تهوي و تبكي و تشتكي فقدان الحبيب فلمن سواه ستنبض
و جُنَّت العقول لوهلة
و اعتقدت العيون أنها من بعد نوره لا تبصر
و اشتهت الأنامل لو تمسك طرفا من خيط روحه تقبل و تودع
و غدت النفوس تتسائل بحرقة فُقِدٓ الحبيب فمن لي حبيب بعده ؟
و كُتبت بخجل الأحرف
بقلم يستحي
و يد تستحي
و عيون تستحي
على و رق شديد الحياء مهين يخجل
أن يحمل اسم الحبيب و كماله و نوره
و أستحت الشفاه أن تنطق باسمه
و اليد تدون اسم الحبيب محمد صلى عليه الله و سلم
المصطفى بالحق و العدل و الأمانة يذكر
أحمد كثير الحمد و الدعاء لأمته يرجوا النجات و يسئل ذلك ربه
البشير ببشرى انشقت لها الضلمات و تبددت لا ترجع
النذير على يديه تخشع القلوب و العيون بصدق تدمع المعلم الكريم الرؤوف من اختاره الله يحمل أثقالا أبت الجبال حملها لكنه لا يمل و لا يتعب من ذكر ربه و هدي أمته و بشاشة وجهه
لا زال رغم كل شيء يتبسم
الحبيب فمن لي حبيب بعده
خُيرت فاخترت الرفيق الأعلى و أنت تعلم
أن هذه الحياة مهما طالت تفنى و أن الله حي واحد أوحد
ربي إني بذكر نبيك أستحي من معصياتي و دنوبي و أنت أعلم
فكيف إذا لاقيته عند حوضه أشرب
و أنا الذي كثرت زلاته و غفلاته و أعمته شهواته ربي فما لي أفعل
و يوم أقف بين يديك فتسأل
عن كل ذنب و معصية و كل إثم جنيته
فكيف يا ربي سأفعل
فلو أني غبار لا يسئل
رحماك ربي يومها و سترك أوسع
و القلب يسئلك حبك و حب نبيك عله يشفا من دائه و يبرؤ
مات الحبيب و الله حي لا يموت و لا ينام و لا يغفل
مات محمد لكن حبه في القلب حي مشتعل لا يخمد لا ينسى لا يباع و لا يبدل