كانت تقرأ عن هذه المرحلة في كتب كثيرة ، قرأت أنها من مراحل الإكتئاب المختلفة ، يسمونها " التخدير " أو " فقدان الإحساس " ، و هذا هو ما كانت تشعر به تماما ، فهي لا تشعر بشئ ، ما عاد يفرحها ما كان يفرحها و ما عاد يحزنها ما كان يحزنها ، كأنها ممثلة ، كأنها غريبة عن حياتها ، الأيام بالنسبة لها أصبحت شريطا يعاد تشغيله كل يوم ، و هي لا تفعل شيئا سوي أن تشاهده ، ببرود ، بلا حركة
تستيقظ .. تقوم .. تخرج من البيت .. تتحدث مع الآخرين .. تعود إلي المنزل .. تأكل .. تقوم بعملها .. تنام . و هكذا ينتهي يوم ليبدأ آخر بنفس الأحداث .
تشعر أنها لا تفعل شيئا مفيدا في حياتها سوي أنها تستنفذ الأوكسوجين لتخرجه في شكل ثاني أوكسيد الكربون الذي يتغذي عليه النباتات .. ربما هذا هو الشئ الوحيد .... !!
صمت كبير ، صمت قاتل يملأها من الداخل ، صمت يفرغها من كل شئ و يرحل ، يتركها بلا هدف ، بلا غاية ، بلا روح ، فراغ يكاد يبتلعها ، وهي ماذا تفعل؟
لا شئ ... تقف ، تشاهد ، تنتظر ، تنتظر أن تنتهي تلك المرحلة ، تنتظر أن يعود إليها إحساسها ، تنتظر أن تشعر بأي شئ يحركها ، أي شئ يدفعها للأمام ، تنتظر أن تدخل في شريط حياتها بدلا من أن تشاهده من الخارج ، لكن لا شئ يحدث ... تظل كما هي ، تشاهد ما حولها كالطفل الذي يمر من أمام محل ألعاب لكنه لا يستطيع أن يدخل يشتري فيكتفي بالنظر من الخارج ، و تظل الأيام تمر ، تنزلق من بين أيديها ، لا تدري إن كانت الأيام تمر سريعا أم أنها هي التي لا تجري لتلحق بها ، لكنها تدرك أنا تمر ، تنساب من الماء المسكوب و مهما حاولت فهي لا تستطيع أن ترفع يدها لتحافظ علي ما بقي من الماء ...
و تتسائل : " هل يمكن للإنسان أن يخسر نفسه؟ هل يمكن له أن يتركها تضيع هائمة وسط الدروب؟"
و كم هي تريد الإجابة ... و كم تخشاها !!!
أنت تقرأ
رسالة من مراهقة
Short Storyالكلام الي هيتقال هنا كلام أنا ببقي نفسي أقوله لحد و احساس بيجيلي في موقف معين ... سميتها " رسالة من مراهقة " عشان كلنا عارفين إنو مرحلة المراهقة دي أزبل مرحلة ممكن الإنسان يعدي عليها فممكن أي مراهقة يبقي عندها نفس الإحساس أو نفس طريقة التعبير الي أ...