إلي من أصبحت عيناه بلا ضوء ،
و ضحكته بلا سعادة ،
و أنفاسه بلا حياة ...لم تكن تتوقع أن الألم سيكون بهذه الفجاعة ، ظننت أنك كنت مستعدا له ، ظننت ان ما تعانيه من آلام سيكون مثل ما سيأتي ، ظننت أنه سيكون ألما يمكنك التعامل معه ، لكنه لم يكن ألما طبيعيا ، سقط كل شئ من حولك كما تسقط العمارة ، بلا مقدمات ، تتهاوي ببطئ ثم تنهار في دفعة واحدة .
من حولك صامدين ، لكنك لا يمكنك الصمود ، حزن هائل يستولي عليك ، يسلبك كل إحساس آخر و يأخد محله ، يفرض نفسه عليك ، يحفر نفسه فيك و يصبح جزء منك .. فقد كل شئ لذته ، فقدت كل فرحة بهجتها ، فقدت الحياة لونها ، كل شئ أسود من حولك .
لم يعد يهمك أحد ، لم تعد تشعر بأي أهمية لوجودك ، أنت ثابت في مكانك ، و الحياة تمر من حولك وأنت لا رغبة لك في المشاركة ، تشاهد ، تحدق بذهول ، أنت مثل من يقف علي الرصيف يراقب الجميع وهم يتحركون و الأرض من تحته تسحبه لأسفل .
تريد أن ترحل ، هذه هي رغبتك الوحيدة ، لا شئ لك في هذه الدنيا سوي السواد وأنت تكرهه ، تكره لونه ، تكره كآبته ، تكره قبضته التي يحكمها عليك شيئا فشيئا ، تكره كيف أنه أصبح كل ما تملك . سترحل ، ستتركه ...
يتعجبون من حولك ، ينادوك بالأناني .. لكن كيف لا يشعرون بك ؟ كيف لا يدركون هول ما أنت فيه ؟ دعهم ، دعهم يقولون ما يقولون ، دعهم يظنون ما يظنون ، فلن يفهمك أحد إلا إذا شعر بما تشعر انت به.
يطالبونك بأن تدع حياتك تستمر ، وأنت تطالبهم بنفس الشئ ، أنت لم يعد لك أهمية ، هم خائفون أن يفقدونك ، لكنهم بالفعل فقدوك ، فأنت لم تعد من كنت ، لقد ذهبت منذ وقت طويل و استبدلك شبح ، فأنت تقدم لهم خدمة ، تساعدهم علي تقبل الحقيقة ، فأنت أصبحت عبئ ، أصبحت صعب الإرضاء ، لا أحد يدري كيف يتعامل معك ، تسمعهم يشتكون ، تسمعهم يتأفقون ، يكتمون غيظهم ، يكتمون بكائهم و حزنهم ، يكتمون آلامهم ، لا يهم ، هم من يريدوك حولهم ،
دعهم يتألمون ربما يفهموك حينئذ .. !!
أنت تقرأ
رسالة من مراهقة
Historia Cortaالكلام الي هيتقال هنا كلام أنا ببقي نفسي أقوله لحد و احساس بيجيلي في موقف معين ... سميتها " رسالة من مراهقة " عشان كلنا عارفين إنو مرحلة المراهقة دي أزبل مرحلة ممكن الإنسان يعدي عليها فممكن أي مراهقة يبقي عندها نفس الإحساس أو نفس طريقة التعبير الي أ...