منهج الامام علي في القضاء

823 6 6
                                    

  

الاستاذ فاضل عباس الملا

المقدمة : 

   لا مراء في ان شخصية الامام علي بن ابي طالب ( عليه السلام ) شخصية فذة ، لا بل انها معجزة من معجزات الاسلام ، لما تملكه من عمق وثراء ، في مختلف جوانب الحياة البشرية والابداع الحضاري والتاصيل العقائدي على مر العصور .

   واذا كان العلماء ورجال الفكر ـ على اختلاف مللهم ونحلهم ـ قد افردوا لشخصية الامام علي ( عليه السلام ) الخالدة من الموسوعات والدراسات التي تناولت سيرته ودوره التاريخي في رفعة الاسلام واعلاء شإن الأمة وكشف العديد من جوانب عظمته واماطة اللثام عن بعض مناحى عبقريته الملهمة وما تحوية من كنوز ما تفخر بها البشرية ، فإن اهتمام الدارسين له انصب على ابراز معالم عظمته ، بوصفه خليفة متميزاً واماماً ثبتاً وانساناً متكاملاً ، فتناولوا سيرته من هذه النقطة او تلك ، وبحثوا في مناقبه ومواصفاته الانسانية المتميزة وما تمخض عنها من البلاء الفذ في سبيل اعلاء كلمة الحق بفعل العناية الالهية التي رفدت به امة العرب والمسلمين كافة ، للذود عن حياضها ، وهو ابن عم الرسول الامين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وباب مدينة علمه المتين .

   واذا كانت حقيقة شخصية الامام علي ( عليه السلام ) تكمن في فهمه لحقيقه الاسلام ونظرته الثاقبة التي اخترقت اعماقه فتغلغل الايمان في قلبه الطاهر وعجن بلحمة ودمه ، فاضحى رجل الاسلام المخلد الذي لا تاخذه في الحق لومة لائم او مكابر ، وهو الصحابي الوحيد الذي قال قولته المشهورة : ( اسالوني قبل ان تفقدوني ) (1) .

   ومن ثقته بنفسه ان طلحة والزبير لما عتباً عليه لتركه مشورتهما قال : ( نظرت الى كتاب اللّه وما وضع لنا وامرنا بالحكم فيه فاتبعته وما استن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فاقتديته فلم احتج في ذلك الى رأيكما ولا رأي غيركما ولا وقع حكم جهلته ) (2) .

---------------------------

(1) راجع : ابن ابي الحديد ، شرح نهج البلاغة ، المجلد الرابع ، ص‏138 تحقيق لجنة احياء الذخائر ، بيروت ، 83 .

(2) الشيخ محمد عبده ، شرح نهج البلاغة ، ج‏2 ص‏1 84 نشر مؤسسة الاعلمي ، بيروت ، بلا تاريخ . 

منهج الامام علي في القضاء  _ 2 _

   وبحكم علاقته الوثيقة ببيت الرسالة المحمدية وما حباه البارئ تعالى من الهام ومكانة نجده ( رضوان اللّه عليه ) قد انفرد عن غيره بخصائص هو ابن عذرتها ، ولا غرابة في ذلك ما دام الرسول الكريم قد مثله بنفسه ، وقال في حديثه الشريف : ( ما من نبي الا وله نظير في امته وعلي نظيري ) (1) ، فكان من الجوانب المتميزة في حياته الطاهرة عدله القضائي ودقة احكامه في القضايا التي كانت تعرض عليه ، فكان سباقاً الى احتواء مشكلات القضاء وعويصاته ومستحدثات مسائلة وما يمكن ان يستجد من اموره وموضوعاته .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 13, 2012 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

منهج الامام علي في القضاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن