يَالـَعُمقِ لـُغَةِ الَأعيُن

560 28 45
                                    

••

أقبعُ ببيتيَ المُسمى قفصٍ حديدٍ يُحاصرُني

مُتسَعُهُ بحجمِ أضعافِ جسدي عشرةَ مرات

...فما زالَ ضيقهُ يقمَعُني في كلِ مرةٍ أُحاولُ بها فردَ أكنافي . !

المُوقِع : جِوارَ النافِذةِ التي هيَ مُنتهى آمالي الأزلية .

هُنا.. حيثُ المنظرُ حوَليَّ مُشبعٌ بلونِ رمادِ الأحلامِ المُحترقة ،، وما وَراءَ تِلكَ النافِذة هوَ المعنى اليقينُ للحياة !

أشجارٌ عالياتٌ خُضر

زرقةُ سماءٍ ليسَ يحصُرها حد ،، تسبحُ بها الطيورُ مُحاذاةِ الغيماتِ القـُطنية

كذا ضجيجُ المخلوقاتِ في كلِ الأماكن .،

..ليسَ يُرافِقُ وحدتي سِوى مقعدي ،، قـُطِيراتُ مائيَ اللؤلؤيةِ وبعضُ حبوبِ الذرة . !؟

/
يجتاحُني الظمأُ البحتُ بنظري إلى المنفذ المُغري كمن يُشاهِدُ المُحِيطَ قِبالهُ فتجِفُ حنجَرتهُ عطشاً وليسَ يستطيعُ شيئاً يمكنُ أن يَرويه . !

أنا خلقٌ من مشاعِرَ يُواريهِ الريشُ كاسياً !

حمامةٌ ناصعة بلغت سنتها السادسة
وهوَ مُنتصفُ العُمرِ حَسَبَ المعروفِ والمُعتاد لِأَجَلِ بني جنسي من الحمائِم بعدَ مشيئةِ الله عزَّ وَجَل .

/
حُبستُ حتى قبلَ إدراكي لِمغزى عيشةٍ نحياها مُلزمِين .،

نحنُ أُممٌ أمثالكم يا معشرَ البشرية

لِما تسلِبوننا حُقوقنا في العَيشِ أيضاً ؟

لِماذا تغـُضونَ أبصاركم عن حجمِ أنانيتِكمُ الهائل ؟!

لـَم أُخلق لأُحجَزَ جوفَ القفص !

خلقني الربُّ لأعبُده،. ولأجوبَ السماءَ طائرةً حتى أنشُرَ عُطـُورَ البهجة ،، وأرسُمَ ملامِحَ السلامِ على وُجُوهِ جُلِ بـِقاعِ الأرض

حتى أُلاقيَ زوجاً مُحِباً كما تتمنى كلُ الإناثِ وأستقِرَ مُطمئنةً برفقةِ أبناءِ جِنسي !

وحتى أُضاعِفَ نـَسلي ،، لأُجاهِدَ وأُكرِّسَ كامِلَ وقتي لِجَلبِ الغِذاءِ لِصِغاريَ الجِياع حينَ تفقِسُ بُيوضَهم .،

الحبسُ منعني من إتمامِ مَهامي وتنتابُني الخَشية

يجبُ أن أحيا أيضاً كما تعيشُ الحَماماتُ عُمرها المُحدود

قبيلَ أن تباغتني المَنية !

وقبلَ خِتامِ النِصفِ الآخرِ من عُمريَ القصيرِ الذي راحَ مُعظمُهُ هدراً بِجُلوسي حَبيسةَ سِجنٍ زُجِجتُ بِداخِلهِ ظلماً وافتراءً .

/
أشتاق.. وأتلهفُ لمعشوقتي ذاتِ الأحرُفِ الأربع !؟

حاءٌ لــ(حياةٍ) تبدأ فورَ إطلاقِ عَنانِ جناحايَ مُتجاوِزةً حُدودَ النافِذةِ المُحكمة

أنينُ أرياشٍ متململةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن