من عمق الطفولة .. نتذكرها ( بائعة الكبريت ) مآساة العصر .. رفيقتنا أبد الدهر .. كيف رأيتها في الرسوم الكرتونية غَرِقَتْ في لعنة الثلوج .. ماتت و الناس حولها سعداء .. يضحكون في ليلة الميلاد .. فرحون بقدوم الأعياد .. و هي لا تريد عيداً و لا شجرة الميلاد .. كل ما تريد دفء يحاصر قلبها الذي نزف دماً .. و لكنها همست في عيني – أنا فقط دون الأطفال – :
" أتمنى الموت السريع يا محمد .. يؤلمني الموت البطيء " ..
- الكاتب : هذا مجرد هذيان فأنا واثق أنها قصة كرتونية فالنزعة الإنسانية شملت العالم .. فأي مأساة تحتضنها حقوق الإنسان .. و إلا إذن لمَ أعلنوا ميثاق حقوق الإنسان ؟!
( و خاب ظني بعدما رأيت مأساة أتعس منها .. عاصرتني في المكان و الزمان ) ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يبكي قلمي و يذرف الدموع و يبلل الأوراق ، قائلاً : " في سنة 1999 .. كنت أسير - في شوارع مخيم اللاجئين أتخبط بجدران المنازل مخنوقاً من ضيق الحال .. حتى سقطت على كرسي من حجارة في نهاية الشارع و أخذت أعد النجوم و أبحث عن القمر أين يهرب مني .. و غفوت في نوم عميق حتى سمعتُ منادياً ينادي بصوت حزين جداً و كأن ( الكمان ) يصدح في الفجر قائلاً : ( الصلاةُ خيرٌ من النوم ) ..
و أخذت أستمع و أردد : ( جعلت قرة عيني في الصلاة ) .. قمت و صليت و شكيت لربي و دعوته و ذرفت دموعي و رجف قلبي متسائلاً : يا رباه .. إلى متى ؟!
و أشرقت الشمس منزوعة الأمل .. قليلة التفاؤل .. لونها ليس أصفر كالمعتاد .. لونها باهت يبعث فينا الكسل .. و من ثم سعيت في مناكبها .. أطلب العمل ؛ سألت محل القهوة هل تريد عاملاً يقدم القهوة لزبون و يغسل لك الصحون ؟! قال صاحب -الكافيه- : لا نريد عاملاً قبيح الوجه يُشرّد من عندنا الزبائن المبتسمين .. الرومانسيين .. قلت : معك حق .. فوجهي شاحب حزين ضعيف لأنك سرقت طعامي .. و مضيت و الدمع يغرغر في عيني و لكني أجبرته الصمود و ذهبت لشارعي المعهود .. و انفجرت باكياً شاكياً همّ الحياة و ضيقها .. حتى تَحتحتُ و سقطتُ من شدة التعب ، و فجأة في دُجى الليالي و كأنه حلم .. لا ليس حلما بل حقيقة .
- هي : مرحباً
- أنا : أهلا و سهلاً
- هي : كيف أنت الآن ؟
أنت تقرأ
البائع الحزين - قصة قصيرة
Short Story* القصة جزء واحد فقط و لكنها رائعة جدا .. الحكاية حقيقية تروي قصة شاب تزوج و كافح من أجل لقمة العيش و من أجل أن يرى له صبي كان يحب أن يسميه ( روميو ) .. حتى رزقه الله بهذا المولد و كبر و ترعرع بين يدي أبيه و أمه .. و لكن الموت يخطف منه إبنه بعمر 15...