اختيار شريك الحياة..القرار الصعب!!
لا شك أن اختيار شريك الحياة تبدو عملية معقدة وصعبة..لما يترتب عليها من مستقبل كل من الزوجين فإذا لم يكن الاختيار موفقا؛ فإما أن ينتهي بالطلاق والفراق، أو تسير قافلة الحياة الزوجية برجل عرجاء، تخطو مرة، وتتعثر مرات!!
فما هي الأسس التي وضعها الإسلام لاختيار شريك الحياة (رجلا كان أم امرأة)؟
لا شك أن أساس الحياة عموما لا بد أن يرتكز على جانبين: جانب تشريعي قانوني
وجانب قيمي أخلاقي
فتخيل معي كيف سيكون الحال لو غاب هذان الأساسان..فلا قانون يضبط ولا أخلق تردع!!
كذا الحال لو توفر غطاء القانون وغابت القيم!!
فإن أسلوب الحياة سيكون ظاهريا مملا..تماما كجسد بلا روح!!
لذلك تكثر المنازعات، ويفشو الطلاق، وتنفصم عرى الأسر التي تفتقر إلى قيم الترابط والتراحم والإخاء.
لذلك جاء هذا الدين العظيم لوضع دستور الحياة الذي يضمن سيرها على هدي من التشريع الرباني، مكللا بتاج القيم الأخلاقي
فقام البناء على سوقه، وتحقق العطاء، وعمرت الأرض بالحياة الطيبة، التي أرادها لها مولاها وفاطرها!!
فقد دعا إلى تحري الجانب التشريعي والحفاظ عليه بدعوته للارتباط بصاحب هذا المبدأ؛ وهو الرجل المتدين، كما دعا إلى تحري الجانب القيمي الأخلاقي، بالارتباط بصاحب الخلق، ولا بد من اجتماعهما في ذات الرجل! لأن العملية تكاملية، ولا يتصور وجود انفصام بين تدين صحيح، وخلق نجيح.
وجود الانفصام (تدين بلا خلق) معناه وجود خلل في فهم وتطبيق مبدأ التدين لدى هذا الرجل، أو لدى هذه المرأة، فالشرع معصوم والمطبقون له يصيبون ويخطئون.
ولو تحرى الناس مبدأ(إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)...الحديث...لعاشوا في سعادة، ولنعموا بالحياة الطيبة التي ينشدها كثيرون.
خلاصة ما سبق..
أيها الخاطب..أيتها الخاطبة..أيها الولي:
لا تنسوا هذا المبدأ وأنتم تبحثون عن شريك الحياة..قبل أن تبحثوا عن الصفات العرضية..ابحثوا عن الصفات الأساسية..وهما:
الدين والخلق.
نتمنى لكم الخير والفائدة.
في المقال القادم سنتحدث عن بقية الصفات العرضية:الجمال والمال، والحسب والنسب، وموقعها في الترتيب، وأثرها على الاختيار.