لا داعي للقلق

51 3 0
                                    

لن يكون علي القلق بعد الآن...
لقد انتهت ايام تعاستي...
لقد تخلصت من لحظات تحاملت فيها دموعي على الخروج...
لي يقين انها لن تعود...
وداعا ذكرياتي السيئة..وداعا كتابي الحزين...
في سابقة من حياتي ليس لها مثيل...
والليالي حالكة...
في مضجعي احمل قلمي و اوراقي...
تخالجني الوحدة بين الفينة و الاخرى...
اتجهت نحو نافذتي و تاملت الشارع...
فلمحت طفلا...
كانت ملامح الفقر بادية على هيئته...
رغم ان ايامنا آن ذاك كانت صيفا...لكن المسكين كان مقشعرا...
وكان يمسك بيد رغيف خبز بال..وباليد الاخرى بطنه متوجعا...
غريب ذلك الاحساس الذي زارني حينها...
ضعيفة عاجزة...لا اقدر على فعل شيئ...
فامسكت بالقلم المسكين و صرت اتهم هذا و ذاك...
الا من نسيت ذاكرتي..و لا اظن انها فعلت...
نفذت افكاري...توقفت و انتهى بي الامر عند النافذة من جديد...
وهاهو رجل جالس بقرب الطفل خيل لي للوهلة الاولى انه من الصعاليك كما اسميهم...
لكن المسكين اقرب من الملاك...إئتنس الطفل بمجالسته...ورسم على وجه البراءة ابتسامة جميلة تسر لها الاعين...
ثم رمى عليه معطفه..و امسك بيده و ادخله بيته...
ايقنت حينها ان الخير لا زال يرفرف عاليا في سماءنا...
وان الانسان يسمو بتصرفاته...
ليس علي القلق بعد الآن...
لن افقد الامل من شعب يهب لمساعدة المسكين...لن ايئس من شعب في قلبه قطرات رحمة....
مواقف صغيرة تترك بقلبي آثار عظيمة...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 07, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لا داعي للقلق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن