~ البارت السابع ~

106K 1.4K 125
                                    


﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

قراءة ممتعة للجميع ♡

- دخل ادهم إلى غرفة امه في المستشفى بعد ان كان يجري مكالمة هاتفية في الشرفة ثم امسك سترته التي كان يضعها على الأريكة وارتداها قائلاً : انا عندي شغل مهم دلوقتي ولازم امشي... مش عايز اوصيك في ماما يا معاذ.

فنهض معاذ من جانب زوجته وقال : متشغلش بالك اساساً هي هتخرج بكرا بأن الله.

اما السيدة كوثر فانتهت من تناول الحساء من يد ابنتها رغد وقالت : في حاجة يا ادهم ؛ انت شكلك متعصب اوي.

فاقترب ادهم منها وقبل جبينها قائلاً : متشغليش بالك بالحاجات دي يا ست الكل...انتي بس خفي بسرعة علشان ترجعي وتنوري البيت زي زمان اصله وحش اوي من غيرك.

فابتسمت السيدة كوثر واردفت : ربنا يخليك يا حبيبي.

ادهم : خلي بالك منها يا رغد.

رغد : حاضر .

ادهم : ومش عايز اسمع انها زعلت من اي واحد فيكوا لان مش هيحصل طيب لو حد زعلها انتوا سامعين !

فقالت سلوى : مخلاص يا ادهم... يعني حد يقدر يزعل القمر دا  .

فضحكت السيدة كوثر قائلة : يا حبيبتي يا سلوى... وانت يا ادهم بطل تهدد خواتك لان محدش هيزعلني.

ادهم : انا مش بهددهم يا ماما وانما بنبه عليهم بس .

قال معاذ بسخرية : لا مهو واضح انك بتنبه علينا... على العموم متقلقش.

فتنحنح ادهم واستطرد : طيب انا همشي وجايز اتأخر في الرجعة النهاردة ...سلام دلوقتي.

قال ذلك ثم غادر الغرفة فخرج من المشفى وتوجه نحو سيارته وهو يتحدث في الهاتف مع سكرتيرته سلمى قائلاً : عايزك تلغي كل اجتماعاتي بتاعة الاسبوع الجاي لاني مش هاجي الشركة في الفترة دي .

سلمى : بس يا فندم ما ينفعش نلغي كل الاجتماعات والا الشغل هيوقف وهنتحط في موقف محرج احنا في غنى عنه .

فتنهد ادهم وقال : طيب ماشي متلغيهمش وانا هخلي كمال ينوب عني في الموضوع دا.

سلمى : حاضر يا فندم.

- ثم اغلق ادهم الهاتف وقال محدثاً نفسه : لو الامن في المطار مسمحوش لعاصم انه يجب معلومات عن مريم لان دي تعتبر انتهاك خصوصية يبقى انا اكيد هقدر اجيب المعلومات دي لانها مراتي حسب الشرع ، والقانون بيقول انها ما ينفعش تسافر من غير موافقتي وبكدا اكيد هعرف هي راحت فين وهقدر ارجعها لحضني تاني .

وبعد ان عث في نفسه شعاع من الأمل بقوله لتلك الكلماتِ وضع نظارته الشمسية لتخفي عيناه المتلألئة كما لو انها بلورات سوداء حالكة ممزوجة بالحزن ؛ بعدها صعد في سيارته الفاخرة وانطلق بها متوجهاً الى المطار ليطالب بحقوقه المشروعة بمعرفة مكان زوجته التي هاجرت دون سابق إنذار ، وعندما وصل سُلطت الأضواء عليه كونه احد اشهر رجال الأعمال في البلاد واخذت العيون تتبعه بترقب وهو يمشي بشموخ كما لو كان اسداً عزيز النفس مرفوع الهامة بحلته السوداء الداكنة ونظارته الشمسية التي تخفي تحتها بحر من الحزن الممزوج بالحدة ، فتوجه نحو مكتب الاستقبال وقال للموظف بنبرة صوت واثقة : انا كنت بعت واحد من الرجالة اللي بيشتغلوا عندي علشان يجيبلي شوية معلومات عن وحدة ست سافرت برا مصر من تلات اسابيع بس مع الاسف ماقدرش يعرف هي راحت فين... ممكن تقولي ليه ما اديتهوش المعلومات دي يا...

...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن