أجبرَ "مالفن" طبيب السجن القصير القامة في بداية عقده الخامس على الإعتراف بما شاركت به يداه مستعيناً بطرقه التي تدوس على الجرح وتدميه أكثر
"ستدخل السجن لتآمرك مع مجرم مختل ومساعدته على الهرب تصور كم حجم الضرر الذي سيلحق بعائلتك ..سمعت إن أبنتك طُلقت وهي الآن تحت رعايتك مع أطفالها لو حدث ودخلت السجن برأيك من سيرعاهم هل زوجتك العجوز المشلولة ستفعل؟!"
بللت الدموع أهدابه وأرتجف بدنه ليخر على كرسيه فاقد القوى يتخيل كلام الشرطي وهو واقع.ثم إستعاد بعضاً من رشده وأنطلق لسانه معترفاً بجرمه
"كنتُ أرزح تحت وطأة ضغط شديد ..المرتب قليل وزوجتي بحاجة لرعاية ناهيك عن الديون المتراكمة ومهما كدحت في العمل لا أحصل على ماأريد وذاك المجرم كان طريقتي الوحيدة للحصول على مبلغ لسد ديني سمعني أولول وأشتكي لأحدهم ثم فوجئت به يتقدم ناحيتي ويعرض علي مبلغاً ضخم إن ساعدته..ولأني كنت أعاني وافقته وأتفقنا.."
مسد جبينه بأطراف أصابعه السمينة وأستطرد يستذكر الماضي كأنه حاضر وشبك أصابعه بتوتر وشاح بناظريه نحو النافذة:
"أعطيته عقاقير تبطئ نبضات القلب وتجعله يبدو كالميت مع إني أكدت له مدى خطورتها إلا إنه لم يمانع وأعلنت عن وفاته بسكتة دماغية..
أشرفت على كامل المهمة بلا مساعدة ترجى من أحد لأنني كنت موضع ثقة ولم يكن أحد ليشك بي ويتهمني وهكذا أتممتها بيسر.سجلت وقت وفاته وأدخلته الثلاجة حتى موعد الدفن المقرر في نفس اليوم.حقنته بحقنة ليستعيد نبضه الطبيعي وأخرجته من الثلاجة وسلمته للشرطة..لم يكونوا ليشكوا بي أبداً وهذا ماأشعرني بالراحة ..إنتظرت قدومه لتسليم المبلغ خارج السجن بالمكان المتفق عليه وأستلمت نقودي "
"إذاً كان حياً خلال ذلك الوقت ونحن لم ننتبه..ياإلهي..إتقنتما اللعبة بشكل جيد..لو كنت مكانك لأبلغت الشرطة بما يريد فعله ..أنت طبيب ألم تدرك كم ستكون النتائج وخيمة..ألم تدرك بأنه قاتل أم إن اليأس سلب عقلك وبصيرتك"
علق مالفن حانقا ليستطرد الطبيب مدافعاً عن موقفه:
"هددني فأنصعت له حماية لنفسي وعائلتي"
"سمحت للأفكار السلبية بالاستيلاء عليك وأنظر أين أودت بك..السعادة التي تأتيك عن طريق الباطل فانية ياسيدي ..ليس سيد من ساعدته بل حتى السجناء الثلاثة من بعده أليس كذلك هيا..إعترف ؟"
"نعم..نعم هؤلاء أيضاً ..ماذا سيحصل لي ألآن ؟"قال يائساً.
"خالفت القانون بمساعدتك لمجرمين وأخذ الرشا بالطبع ستسجن.. ولكني سأوصي بك لتقليل الحكم..نصيحة مني إليك..عندما تخرج تحرر مما كنت تعيشه وأستفد من تجاربك وتقدم للأمام"
إنتهت الجلسة بإرساله إلى السجن و جعلا يتناقشان بينهما في المركز:
"كيف لم يتأكد الشرطة من وفاته هل هم بهذا الغباء حتى لو كانت دقات قلبه بطيئة كما شرح الطبيب لايعني بإنها لاتُسمع. صحيح يا مالفن؟"
سأل زميله حائراً مما سمعه.
كل تلك الكلمات ألتي قيلت ترفض أُذنا مالفن تصديقها وكذا حدسه وتراه يهيم في عالمه البوليسي الخاص يحبك وينسج الافكار لينتهي بقوله
"إن سيد ليس غبياً ليضحي بنفسه عن طريق تلك العقاقير ..الطبيب أكد مدى خطورتها ليس هذا فقط, مثل هذه العقاقير أشك بوجودها ولا يُسمح بإدخالها للسجن فكيف أتى بها الطبيب؟"
"أتقول إنها تمثيلية أخرى ..إن شخص آخر له يد في مساعدته ؟!"
"هذا جائز ..لاحظت مدى إضطرابه وكيف ثبت نظره على مافي خارج النافذة كأنه يخشى أن يستمع إليه أحد..أو ليتأكد من وجود هذا الشخص المجهول ..سنحقق أكثر في هذا الموضوع دعنا نذهب ونخبرهم بما أكتشفناه "
أنت تقرأ
لا مفر مني
ChickLitقرارٌ طائش أودى بها إلى التهلكة ليجعلها حبيسة ماضيها وأوهامها اللامفر منها. تحكم بها ونثر في عقلها بذور الخوف والندم عاشت ظلمةٌ لا تُحتمل فهل من مفر يعصمها المرارة والألم ؟ ملاكي سأحطم أجنحتكِ وأبث فيكِ الرعب سأنسيكِ النعيم وأسحبكِ إلى الجحيم وكلم...