~ البارت الحادي عشر ~

119K 1.6K 111
                                    

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

قراءة ممتعة للجميع ♡

- قال ادهم الصغير لأمه بنبرة امرة : انا عايز بابا ينام جنبي هنا النهاردة.

ثم كتف ذراعيه بطريقة لطيفة وكأنه اصدر حكم قضائي يجب ان تنفذه مريم دون مناقشة ، اما هي فنظرت الى زوجها ادهم وقالت بحنق : ماشي يا ادهم... انت اللي كسبت ، انت وابنك برطعوا في الأوضة وانا هروح انام في أوضة الهام الليلة دي .

رسم ادهم ابتسامة صفراء على زاوية شفتيه وقال بهدوووء مميت : وهتنامي هناك ليه ؛ مهي أوضتك موجوده وتقدري تنامي فيها .

فلم تحتمل مريم بروده الذي كاد ان يسبب لها ازمة قلبية لذا تنهدت وقالت باستسلام : لو عايز تتعشا انا جهزت الاكل... ادهم الصغير لازم ياكل علشان ياخد الدوا.

قالت ذلك ثم حملت ابنها واضافت : يلا يا شقي ؛ جيه وقت الاكل.

- ثم خرجت من الغرفة وتركت ادهم خلفها فضحك بخفة حتى لا تسمعه ثم اخذ ينظر في ارجاء غرفتها... وبينما كان يفعل ذلك وقع نظره على زجاجة عطر كانت على طاولة التزين الخاصة بها ؛ نهض بسرعة ثم امسك بها ونزع الغطاء ومن ثم قربها الى انفه ولكن سرعان ما ابعدها وعقد حاجبيه قائلاً : هي ليه غيرت الپارفان بتاعها ؛ انا فاكر ان ريحته كانت اجمل من دا.

في تلك اللحظة سمع صوتها قادم من خارج الغرفة تقول : لو مش عايز تتعشا انا هشيل الطبق بتاعك.

فاغلق زجاجة العطر واعادها الى مكانها ثم خرج من الغرفة وذهب حيث كانت مائدة الطعام فوجد ابنه جالساً في حضن امه ووجهه ملطخ بالصلصة بينما كانت هي تطعمه ؛ ابتسم تلقائياً عندما رأى ذلك المنظر وجلس مقابلاً لهما وقال بصوت مرح : انتي بتأكليه ولا ايه ، بصي على وشه ازاي اتبهدل !

فنظرت مريم اليه لمدة ثواني ثم عادت لتكمل اطعام ابنها قائلة : هو ميعرفش ياكل غير كدا...بيحب يوسخ وشه في الاكل وانا هبقى احممه بعدين .

فنظر ادهم الى ابنه وقال : ها يا بطل... الاكل عجبك ؟ 

أومأ الطفل برأسه وهو يمضغ الطعام بسعادة اما مريم فقالت : حتى لو عجبه مش هياكل الاكل دا مره تانيه لانه مش صحي.

ادهم : وانا بقول كدا برضو بس للضرورة أحكام .

قال ذلك ثم امسك طبقه ووضع بعض الطعام فيه ولكنه لم يأكل بل اكتفى بمراقبة مريم وهي تطعم ابنها وتأكل بهدوء فاخذ يلوي شاربيه وهو يبتسم بلطف ... اما هي فكانت تحاول جاهدة ان لا تنظر إليه وكانت تتمنى ان يمر الوقت سريعاً حتى يأتي الصباح لأنها لم تكن تتخيل فى أقصى أحلامها بأن تجلس مع حبيبها البارد ذات يوم على نفس المائدة ولكن ها هي قد اصبحت زوجته مجدداً وجمعهم سقف واحد ولا احد يعلم كيف ستمر هذه الليلة .

...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن