البارت الرابع

1.7K 58 2
                                    

يوم بعد يوم يمر في القصر وأنا كتمثال شمع يحركونه كيفما يحبون.......كل ذلك من أجل المضاض الذي كنت أخذه في تمام الساعة الثامنة مساء وليحين موعد الثامنة أكون قد شعرت أن الموت بإنتظاري ويطرق جسدي كل لحظة...شعور قاتل لا أستطيع أن أصفه مهما حاولت.....أعيش ولا أعيش...أتكلم ولا أتكلم..كأنني شبح نفسي أو مارد ضعيف ينفذ الأوامر فقط وأنا لا حول لي ولا قوة......كله تحت أوامر السيد منير ......من أصغر شيىء في القصر وصولاً الي.......مدبرة المنزل تعملني كيف أكون سيدة قصر بكل ما في الكلمة من معنى ......وأنا أنفذ ما تقوله لي ...رغماً عني.....

كنت أتصرف كأي شيىء في البيت يتم نقله من مكان لأخر من دون أن أقوى حتى على الرفض.....مع من أتكلم؟؟؟....لم أجد سوى الله...أبكي كل مساء وأنا راكعة على الأرض أصلي وأطلب منه أن يخفف عني العذاب النفسي الذي ألقاه.....هذه هي حياة القصور التي تمنيتها....أضحت كحياة القبور..مظلمة وموحشة تقتلني ببطء....

كل يوم شيىء ما داخلي يقول لي...تحرك ِ ...ثور ِ....لا تصمت ِ...لا تخضع ِ.....
ماذا أفعل..مع من أتكلم وأنا لا أعلم الى الأن ما هو دوري بالتحديد ولماذا أنا......مدبرة المنزل لا تتعامل معي الا بالرسميات ولا تتحمل عناء سماعي على الأقل....الخادمة سهام ليس لها حول ولا قوة تطلب مني دائماً أن أهدأ وتقول انها مثلي لا تستطيع الخروج من القصر.....الخادم الشخصي للسيد منير أبكم..كيف أتفاهم معه؟؟؟؟...لا يوجد أحد....ولا يدخل الى القصر أحد....سوى أشخاص محددون....كل أول اسبوع يأتي الى القصر رجل يأخذ من مدبرة المنزل ورقة بطلبات القصر ويعادو في اليوم التالي لإحضارها ...فقط من البوابة....لا يدخل القصر أبداً....ويأتي الساعة الثامنة الا ربع بالدقيقة....

بدأت أفكر في الطريقة التي أستطيع فيها الهروب من القصر....ولم أجد سوى بموعد قدوم الرجل الحل الأمثل....لأفكر بخطة ما وأخرج من هذا .......

في تمام الساعة السابعة وقبل موعد مجيىء الرجل الذي يدعى السيد عصام تسللت جلسه الى المطبخ وجدته فارغاً...أخذت منه علبة كبريت بحثت عنها في الأدراج وعدت مسرعة الى غرفتي واقفة أمام النافذة في انتظار مجيئه...
مر الوقت كحد السيف على رقبتي كلما اقتربت الساعة الى الثامنة أشعر أن الموت يقترب مني خاصة أنني سأجازف بحياتي من أجل الخروج ....دعيت الله كي تنجح خطتي خاصة أنه في هذ اليوم لم يكن السيد منير قد عاد بعد وأعلمتني الخادمة أنه كلفها إعطائي المضاد في وقته....

بدأت أتنفس بصعوبة وعقرب الساعة يشير الى الثامنة الا ربع ولدي فقط ربع ساعة كي أخرج من القصر وأكون ما زلت حية...كم أكره الساعة الثامنة أشعر أنني فتاة ميتة تأخذ جرعات من الحياة لتعيش من جديد....رأيت من بعيد أضواء لسيارة تقترب..لقد جاء ......انه السيد عصام .....انه هو....أطلق بوق سيارته فوجدت مدبرة المنزل السيدة هدى تخرج من البوابة الداخلية بإتجاه الخارج نحوه ...
حانت اللحظة الحاسمة...... احضرت جميع الأقمشة من على السرير ......وضعت عليهم مادة قابلة للإشتعال وفي لحظات إشتعل كل شيئاً في الغرفة.....وقفت من على النافذة وبدأت أصرخ بأعلى صوت ...

اين انا؟؟ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن