وَاقِعٌ مُشَوَّهٌ

282 26 27
                                    

" لماذا أنت هنا ؟ " 

أخرجت كلماتِها بصعوبة وقد منعت الصدمة جفونها من الإغلاق للحظة طويلة 

أقتربت أكثر من جسده المُتهالك محاولةً الحصول على رؤية أوضح 

وسط الظلام 

شُوه جسده بمختلف ألوان الكدمات  

تشِعُ بشرته البيضاء  لتُرشد عينيها في الظلامِ الداكن 

أبتسم و هو شِبه فاقِدٍ للوعي


كأنه أدرك وجودها

أتسعت عيناها عندما أدركت أن الواقع هو المُسيطر الأن 

أدركت أنها كانت تقترب من حَبلِ مِشنقتها أو بالأصح حبل مِشنقتُه هو 

" لماذا أنت هنا ؟ " 

كررتها مجدداً بنبرة مبحوحة

تأبى الخضوع للقدر و غدرِه

لكنه كان قد باغتها بالفِعل و أوقع بها 

كانت الصدمة قد سيطرت على أحبالها الصوتية  

"لماذا أنت هنا ؟ " 

كررتها للمرة الثالثة بنبرة شبيهة بالصُراخ 

كان ذاك صراخ قلبها الذي آبى الخضوع للقدر الذي سبق و خشع لهُ عقلُها

"أجبني

صرخت مجدداً حتى خار صوتها و لم تقدر على الكلام مُجدداَ

كأن أجابتُه هي التي ستجعلُ قلبها يخضع

أغلقت عينيها للحظة نافية ما تراه الأن من الواقع 

حاولت إجبار عقلها على الغدر بالقدر الذي خشع له

أنهمرت حبات الماء المالح و تغلغلت بين رموشِها بقسوة 

"مُجدداً " 

تمتمت ببحة البُكاء التي أعتلتها 

أوشك قلبُها على الخشوع هو الآخر لحقيقة أن المشهد يتكرر لثالثِ مرة 

" لماذا يجب أن يكون أنت مجدداً ؟" 

صرخت مُجدداً 

خارت قدماها 

دمعة مظلمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن