بعرف اتأخرت بنشر الفصل .. اعتقد رح اصير انشر فصل كل اسبوع ..
********************
رغم اني خلدت الى النوم مبكراً الا انني استيقظت نحو الثانية عشر ظهراً ، من بعيد وصل صوت اختاي محفوف بالحماس عندها انتابتني غصة نزلت اثرها دموعي ، مسحتها سريعاً متذكرة حلمي ومن فوري دخلت الحمام غسلت وجهي ، اسناني ورتبت شعري ثم توجهت الى غرفة امي.
ما ان دخلت حتى صفعني منظر الحقيبة الفارغة على السرير وهي تجلس في طرفه مع وجهها الكئيب تمسك قطعة ملابس تناظرها ، كأنها تتسائل اضيفها الى الحقيبة فتكون صاحبة الشرف كأول قطعة بها ام أؤجل ترتيب الحقيبة قليلاً .
علمت بأنها تفكر بي وبحزني ، فهي لا تستطيع ان تسافر في رحلة للاستمتاع وابنتها هنا تندب حظها وتبكي لعدم مقدرتها لمرافقتهم .
كانت غارقة في تفكيرها لدرجة عدم ملاحظتها لي حين دخولي ، اقتربت منها وجلست بمحاذاتها.
انا مبتسمة لها : الم تنتهي من حقيبتك بعد!!؟
الصرخات في الخارج تنبأني بان الجميع انتهى ، ان لم تسرعي سيتركونك خلفهم ، لا تريدين للفتايات ان يحضين بهذا النصر.
امي وهي تحاول رسم ابتسامة : هل تعتقدين ان هناك شبان على متن الرحلة!؟
انا : ان اكثر روادها من الشباب ، وان تخلفتي عنهم اضمن لك باني ابي سيعود مع ملابسه وحدها.
قالت بخوف : ماذااااا !!؟ اذاً لن يذهبن هن ايضاً.
انا : امي لن يحدث شيء وانتي هناك ، راقبيهن جيداً ، فان لم اكن من تكلم الشبان لن يكلمنهن.
غمزتها وقمت الى خزانتها احضر بعض الاغراض التي قد تحتاجها ، واما هي فأخذت تضحك وتناظرني بحب.
بعد ان انتهيت من تحضير حقيبة والدتي خرجت معها من الغرفة نحمل الامتعة وتوجهنا نحو الباقيين الذين كانوا يجلسون بالصالة ينتظرون سيارة الاجرة ، قمت بتوديع اخواتي بقبل واحضان ثم اتجهت الى ابي وفي عيني نظرة عتاب وقهر حاولت جاهدة ان اخفيها عنه بلا فائدة .
احتضنته متمنية له رحلة سعيدة حابسة الدموع في عيناي ، ثم جلست على يد الكنبة انتظر سيارة الاجرة معهم.
مسحت دمعة سالت على وجهي وانا اراهم يبتعدون الى مبتغاهم ، اغلقت الباب باحكام وعدت الى الداخل حيث كان الفتيان يلعبان ، توجهت الى الكنبة وامسكت بجهاز تحكم التلفاز وبدأت اقلب المحطات ، لم اشعر بدموعي المنهمرة وهي تغرق وجهي وقميصي.
أجلت وظيفة اخي اليدوية الى يوم لاحق ، فأنا لست بمزاج مناسب لاقص والصق ، ولو فعلت فسأنهي وظيفته بكارثة كبيرة . اعددت الطعام لهما وقدمته ثم رتبت المنزل قليلاً عند العصر وعدت الى شاشة التلفاز ، اشاهد فيلم درامي وابكي ، لا ابكي لاحداثه المأساوية وانما ابكي نفسي.
اعلم بأنني سابقاً اعتدت الجلوس وحدي وأن الوقت اعتاد ان يمر ببطئ علي ولكن اليوم شعرت به يمر ابطئ منذ قبل وشعرت بأن الوحدة التي احببتها بدأت تقتلني ، اغمضت عيناي وبدأت افكر كم من الجيد ان احلم بذاك الرجل هو الوحيد الذي يفهمني ويشعرني بالحب والامان ولو كان نسج عقلي.
احببت كيف بامكانه امساكي بقوة ولكن بنفس الوقت يمدني بالحنان.
كنت غارقة بافكاري حين اتى اخي ينكزني يطلب مني ان افرش له في الصالة حيث ينام ، رجوتهم ان يبقوا مستيقظين قليلاً بعد ولكنهما اصرا علي ليناما ، فما كان مني الا ان فرشت لهما وشاهدتهما يخلدنان الى النوم. كيف لهما ان يناما مبكراً ، لم اكن اعلم بذلك مسبقاً ، حقاً كنت بعيدة عنهم ، عن كل العائلة ، لا عجب باننا لا نعلم شيئاً عن بعضنا البعض.
لم اطل السهر فأنا كنت متحمسة لحلمي الليلي الذي يراودني منذ ليال ، ولكن الارق والتفكير يذبحني ، كلما اجبرت نفسي بان لا تفكر بماذا قد يكونوا يفعلون الان اهلي ، فكرت بهذا اكثر واكثر.
الاستلقاء على ظهر السفينة والتحليق بالنجوم فوقي ، بجانبي كأس عصير وصوت الموسيقى الهادئة تصلني من البعيد حيث صالة السهر ، يختلط بهدير محرك السفينة وهو يخترق امواج البحر الساكنة ، نسيمه الليلي يضرب وجهي بنعومة. لم استطع ان ابعد هذا المنظر عن عيني.
تنهدت بعمق ثم نهضت عن سريري وعدت الى الصالة ، فتحت التلفاز من جديد وجلست قبالته احدق بالشاشة ، باجسام تذهب وتعود دون ان افهم شيء ، لم اكن استمع للحديث الصادر عن الشخصيات في الفيلم ، حتى نمت دون ان اشعر.
هذه المرة لم يكن من يضرب الجرس ، لم يكن بحاجة لذلك ، بدل ان يضرب الجرس رأيته بجانبي يجلس على الاريكة ، كنت نائمة وفتحت عيناي لاراه يحدق بي مع ابتسامة صغيرة ، عدّلت من جلستي ، لم اتوتر او اخاف ، لقد اصبح جزء من ليلي في كل يوم ، بل اظن بأنني سأموت رعباً ان توقف عن زيارة احلامي.
هو بتهكم واضح : ارى بأنك سعيدة لرؤيتي!!!
انا : حسناً لم ارى شخصاً لساعات وانا سعيدة لرؤية احد لا غير.
هو ضاحكاً : كاذبة ، لم تكوني تجلسين مع عائلتك او ترين اي منهم .
تذكرت عائلتي واين هم عند ذكره لهم واعترتني نظرة حزن ، اجبته بعد ان عدلت جلستي على الاريكة بجانبه وانا افكر بهم.
انا : حسناً ، سابقاً كنت اجلس بغرفتي وانا على علم بأنهم بالاسفل ولكن الان اجلس هنا وانا اعلم بانهم يقضون وقت ممتع في رحلة كان من المفروض ان اكون انا بها.
احتضنني واضعاً ذقنه على رأسي وربت على ظهري بخفة متنهداً ، بكيت على صدره بعد ان كابرت كثيراً ، فلمسته جعلتني ارغب بدفن احزاني بين يديه.
هو : هل تريدين ان تري ما الذي يفعلونه الان!؟؟
رفعت رأسي محملقةً به مستغربة
انا : ما الذي تقصده؟
هو : سترين .
وقف من فوره وامسك بيدي ثم سار بي نحو الباب الخارجي .
ما انت فتح الباب حتى هب نسيم بارد ضرب وجهي .
صرخت بفرح وانا ارى سواد البحر ، والتفت اليه عاجزة عن قول شيء ، ابتسم لي وقادني الى وسط السفينة ، مشينا وسط الناس ، حركاتهم كانت بطيئة وتكاد لا تلاحظ.
هو : نحن اسرع منهم بعشرات المرات ولهذا ترينهم كأنهم جماد ، وبما اننا اسرع منهم بكثير فهم لا يستطيعون رؤيتنا.
حاولت ان استوعب ما يحدث لكن بدون جدوى ، ما الذي يتحدث عنهم ، انه مجنون بلا شك ، ولكني عدت لاذكر نفسي بأنه حلم من نسج خيالي ، وان ما احلم به الان مجرد مواساة لنفسي ، لم اعره اهتماماً كبيراً ، وتابعت التقدم بين شبه تماثيل البشر ، فانا ان كنت سأحلم بالرحلة واواسي نفسي فلا مانع لدي ابداً ، افضل بكثير من البكاء طوال الوقت.
بحثت عن وجه ابي وبحثت عن ضحكة امي كثيراً لكن لم اراهما ، يبدو ان حلمي لا يريد ان يتخلله وجودهم.
هو : هل تريدين رؤية والديك واخواتك!؟
انا : حسناً ، ليس حقاً.
واسرعت من خطاي.
لحق بي وامسك يدي ثم قادني الى داخل السفينة ، بين حجرات الطعام وصالات السهر الى حجرات النوم ، وفي غرفة هناك كان بابها شبه مفتوح لمحت امي تجهز السرير لتنام هي وابي ، هل يريدون النوم فعلاً ، كيف لهم ذلك ان الوقت ما زال مبكراً كما انها رحلة بحق الله ، تنهدت مستنفرة ، لم يقبلوا ان يأخذوني معهم وهم الان ينامون ، سرت للامام ، توقفت امام حجرة حين سمعت صوت مألوف ، اخواتي في هذه الغرفة .
يضحكن ويقهقهن ، ارى ان هناك من استفاد بالخروج من المنزل ، ولو اني اعلم تمام المعرفة بان ابي اجبرهن ان يدخلن الغرفة. صحيح بان هذا اراه في مخيلتي ولكن ان كنت اعرف والدي جيداً فانا على يقين بان هذا تماماً ما سيفعله، حمداً لله باني لست برفقته والا حدثت مشاجرة كبيرة والرحلة التي حلمت بها ستنقلب الى كارثة مع شهود عيان ، ستصبح مسرح جريمة لا شك.
هو : هيا ، لنذهب ونجلس خارجاً .
ثم عاد ليسحبني من يدي ، يفعلها كثيراً ، احبه حين يفعل هذا ولكن قبضته قوية جداً.
عدنا الى سطح السفينة ، ترك يدي وجلس القرفصاء ينظر الى الفضاء امامه ، جلست بجانبه نظرت اليه لعدة دقائق ، ثم فرشت ظهري على الخشب من تحتي انظر الى النجوم ، بقينا على هذه الحال لمدة الساعة.
كما تخيلت المشهد في رأسي تماماً ، نسيم البحر البارد وصوت الموسيقى الخافت ، اصوات الناس المختلطة مع بعضها ، لكن الاجمل وجوده في جانبي ، املت برأسي لناحيته ، رأني اناظره بطرف عينه ، فالتفت الي ثم امال نفسه ناحيتي ، تمدد بجانبي وجسده يتكأ على معصمه ، اما رأسه فيده تحتضنه ، نظر الى من الاعلى واقترب قليلاً قليلاً.
بدأت ارتجف وانا اراه قريب الى هذا الحد ، اسرعت والتفت الى الجهة المقابلة ولكن ذلك لم يمنعه من طبع قبلة على وجنتي.
احسست بمعدتي تتقلب وحرارتي ترتفع ، التفت اليه وجسدي يرتجف ، كم كان ساحراً وعيناه ذائبتان ، انفاسه الحارة تضرب وجهي ، حدق بي لبعض الوقت ثم عدل من وضعيته ، ووضع رأسه على سطح السفينة كما افعل ، ونظر الى السماء المتلئلئة فوقه.
بتمنى عاجبكم الفصل ..
كومنت + فوت
واكملوا قراءة !!!!!
اعطوني ارائكم
انتظروا الفصل القادم ^^
أنت تقرأ
القريب
Fantasyحب محرم بين عالمين متناقضين , فتاة تقع في عشق جني يزورها ليلاَ رحلة غوصها في اسبار الحياة الاخرى على الارض. اعتناق الحب وحمل السيف لمواجهة مملكتان ,مملكة الانس والاخرى مملكة الجن . والاعظم هو مواجهة النفس , عصيان على النزوة وجعلها اثم مباح. هل ستتمس...