الصدمة

347 20 0
                                    

أصبحت فتاة كبيرة كفاية وافهم كل المعاناة ولن أجعل أختي تعاني منها كما عانيت من الحرمان ... لن اجعلها تشعر بما شعرت به لأنه شعور قاسي جدا ... حضرت كل شئ وذهبت للمدرسة فامامي يوم شاق جدا و.كما هو كل يوم انتهت كل حصصي و ودعت الطلاب و خرجنا أنا و مروتي للعودة معا للمنزل ولكن ما اذهلني هو تجمع الناس حول منزلنا بدأ الخوف يدب في أعماقي و مع اني تجمدت ولم أستطع الحراك إلا أنه لم.أجد سوى الخطوات تتسارع للهرولة نحو باب منزلنا و أنا أسرع و مروة ممسكة بي خفنا كثيرا من.حدوث شئ لا نتمناه ركضت و شفتاي لا تنطقان سوى كلمة واحدة __> جدتي .. جدتي جدتي .... وإذا بي أرى أنها ممدة على غير عادتها في السرير و وجهها مغطى صرخت بكل قوتي سوف تخنقونها ابتعدوا هكذا لن تتنفس و أبعدت عنها الغطاء ثم قلت لها جدتي افيقي ولكنها لا تجيب يبدو أنها غطت في نوم عميق ولكن لا يجب أن ايقظها من أجل الدواء هيا هيا يا جدتي افيقي لا تمزحي معي هكذا لن تتهربي من الدوء مهما فعلتي هل تظنني ساذجة لتنطلي علي حيلتك محال هيا بلا دلال افيقي و لكنها لم تجبني ... أرجوك يا جدتي تعلمين أنني أخاف عليكي كثيرا هففف جدتي و هززتها ولكن لا تتحرك و لا نبض لها يجتس قلقت و صرخت جدتي أرجوك و لا أعلم لما تقول لي سيدة هنادي ان جدتي لن تفيق خاطبتها أن جدتي س تفيق و سترون هذا جميعا ولكن جدتي خيبت أملي صرخت و صرخت و السيدة هنادي تقول أنها ماتت صرخت بوجهها ألا تتحدث هكذا عن جدتي وإلا سوف نقاطعها ولن نتحدث معها مجددا و بدأت مروة بالصراخ والبكاء احتضنها و قلت ان جدتي لن يحدث لها شي هي فقط نائمة لا غير ولكنها لم تفيق .. لا يا مروتي انتظري و سوف ترين أنها سوف تفيق وانتظرنا ولم تفيق لم أتحمل صرخت وصرخت حتى لم أعد أرى سوى الظلام ولم أعد أشعر ب أي شئ بعدها!!!!!
.
.
.
.
أفقت على وجه مروة وابتسمت لها ولكن و جهها لم يكن كما عهدته كان شاحبا و يائس و حزين قلت لها ما بكي يا حبيبتي
اجابتني إجابة صادمة جدتي لم تفق يا سمر ... تردد صوتها كالصاعقة بقلبي جدتي لم تفق يا سمر و الصوت يتردد و أنا اصرخ و هي تبكي وأنا أشعر بأنني انتهيت لم أعد أملك شي جدتي اااه لماذا ذهبتي لماذا ألم يكن يجب عليك ان تنتظري قليلا ... قليلا فقط لماذا لم تنتظري أن نذهب معا...
الآن أنا و مروة نتذوق طعم اليتم مرة أخرى أجل كنا يتيمتين ولكن لدينا أم و أب و اخت و عائلة و دفء كل هذا جدتي والآن صرنا لا أم ولا أب و لا عائلة ااااخ يا جدتي يتمتنا باليتم ألف مرة كسرتي ظهري يا سندي حطمتي حلمي يا أملي أخذتي قلبي يا روحي لماذا . . . . هذا ظلم في حقنا ألم يكفي ما مررنا به والآن يسلب منا اخر ما تبقى لنا لما هكذا الحياة ظالمة لما . . . وبعدها استغفرت لأن هذا قضاء الله و قدره أجل هكذا مقدر لنا أنا و مروة ان نعيش وحيدتين بلا عائلة أو سند في الحياة . . لقد سئمنا كل هذا سئمنا جدا
انصافك يارب عدلك يااارب رحمتك ياارب ارحمنا يالله نحن وحيدتين لا نملك الآن سوى رحمتك ارجووك أن لم يكن من أجلي فمن أجل هذه الصغيرة مروة يالله ....
بكيت وبكيت وبكيت أنا احتضن اختي آخر بقايا روحي ... أخذوا جدتي لمقبرة القرية دفنوها .. أخذها منا التراب نحن أحق منه بضمها و النوم بحضنها . . . بتنا الآن وحيدتين بين أربعة زوايا ... في السابق لم.نكن نخاف لأننا نشعر بالأمان فجدتي معنا وبقربنا ولكن الآن ما ان يأتي العصر بدون مبالغة نغلق المنزل علينا ب إحكام ولا ننام إلا ونحن متمسكان ببعض
مرت علينا أشهر و أنا ومروة على هذه الحالة نخرج معا للمدرسة و نعود معا و نغلق علينا الباب لا نستقبل أحدا عندنا ... صرنا نخاف من دبت النملة ولكن كانت السيدة هنادي بارك الله فيها دائما تتفقدنا و تشعر بالشفقة علينا نحن الاثنتين و لا تبرح ساعة إلا و تفقدت حالنا فهي كانت صديقة جدتي و صاحبتها و رفيقتها . . . اشعرتنا أنه يوجد شخص يهتم بنا ويخاف علينا أشعرتنا أننا نهم أحد على الأقل فى هذا الكون . . .
في أحد الأيام بعد عودتي من دوام المدرسة ذهبت مروة للعب وأنا حضرت الطعام و جلست أحضر لدروس طلبتي ليوم غد وإذا السيدة هنادي تطرق الباب و معها سيدان لم أعلم من هما إلا بعد فتح الباب كان سيد مراد و سيد أمين معها رحبت بهم و ادخلتهم ... قدمت لهم الشاي ... وإذا بالسيد امين يقول لي : سمر يابنتي انتي فتاة شابة و يافعة و مهذبة و نحن نشهد لكي بذلك منذ وجود جدتك رحمها الله و انتي تعلمين ماتحتمه علينا عاداتنا
وقال سيد مراد : وتعلمين أن عاداتنا لا تسمح لوجود فتاة لوحدها بالمنزل خصوصا لو كانت بجمالك و صغيرة بالسن مخافة الذئاب البشرية
اجبتهم : لكنني لست وحدي فمروة اختي معي و...
ثم قاطعني سيد أمين قبل إنهاء جملتي ..
نعلم ولكن مروة فتاة صغيرة و وجودها لا يعنى شيئا فهي ما زالت طفلة و نحن لا نعلم ما تخبئه الأيام
اجبته و ماذا تقترح
أجابني : أن الآن اصبحتي بسن الزواج لذلك لكي تعيشي و تعولي اختك يجب عليك بالزواج
صدمني حديثهما
فأجبته ولكنني أعمل وأستطيع اعالت اختي جيدا ولا نحتاج أحد ولا صدقة من أحد
أجابني لا تفهمي خطأ يا بنتي ولكن تأكدي أنه سيأخذوا منك اختك إلى الميتم إن علموا أنك وحيدة ولا أحد يقطن معكما
انصدمت وقلت له بحق الله ماذا تقول .. وكيف ياخذوها وهي ليست وحيدة و عندها اخت
أجاب لديها أخت ولكن اخت شابة صغيرة
اجبته بصراخ ومن قال إني صغيرة مروة أختي ولن أتركها لأي أحد ولن يسلبوها مني
أجاب لا تجبرينا على فعل أشياء ضدك
صرخت ب أعلى صوت هااا افعلوا ما شئتم ولكن مروة ستبقي معي لو على جثتي هل تفهمون و الآن لو سمحتم أخرجوا من منزلنا من غير مطرود
أجابني بغضب : ستندمين وذهب
جلست والأفكار تتخطب ب رأسي ولا أعلم ماذا أقول صدمت و جرحت ألا يكفيني ما حدث والآن سياخذونها مني .. لا محال هذه كنزي قوتي ضعفي وصية أبي أجل إنها وصية أبي إنها مروتي إنها نسختي من أمي إنها بقايا يزن و جدتي كيف فكروا ان ياخذوها مني لن أسمح لهم بكيت وبكيت حتى أتت مروة و صرت كالمجنونة اضمها و أخبرها أنهم لن ياخذوها مني لن نفترق عن بعض ولن أسمح لأحد بأن يفرقنا لو انفجر العالم غيظا أبدا أبدا لن أتركها . . . . . . . . .

سأعتني بك يا اختيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن