"ماثيو، أنت تعرف بأنني تحملتُ الكثير، أنا فقط أريد أن يكون لدي أطفال! لا شك بأنني أحببتُك لكن .. قد طفح الكيل."أنهت زوجته حديثها ببعض الحُرقة وهي تنظر إلى أصابعها المُتشابكة بتوتر.
"ولهذا تخونني! ما هذا الغباء!" صرخ بها بعُنف شديد ليُمسك ذراعها بقوة ليجعلها تنهض من مكانها.
"كان بإمكاننا إنهاء الأمر فقط بالطلاق وألمي سيكون أقل، لكن ما فعلته أنتِ أفسد كُل شيء، جعلتيني مُحطم كُليًا!"
صرخ بها مُجددًا ليتفحص وجهها، ذلك الذي يُخفيه شعرها الأسود الطويل، لكنه تمكن من ملاحظتها تنظر إلى الأرض بصمت.
أفلت ذراعها بقوة وعنف ليَرمي بها على السرير فتصطدم هي به وتتآوه، رفعت نظرها إلى ماثيو وهي تتحدث بأسف بالغ قائلة: "لا يحق لي أن ألومك على تصرفك معي، أنا آسفة ماثيو"
"أنتِ مُجرد حقيرة عديمة الإحساس، ما فائدة الأسف الآن!" صاح بنبرة مهزوزة وهو على وشك البُكاء بأي لحظة.
"إرتدي ملابسكِ الآن، أريد أن أنهي هذا الأمر في الحال" أمرها بعد دقائق من الصمت.
"أنظر ماثيو، أظن أنه من حقي أن أتمنى أطفالًا كما يفعل الجميع، إنتظرنا لسنوات عديدة و العلاج ليس له أية نتيجة، ما الذي كُنت تنتظره مني؟" عاتبته بعدما نهضت ونظرت إلى عينيه مُباشرةً.
"أنتِ لم تُحبينني من الأساس، هذه حُجج لأنكِ فقط أردتِ العودة لعشيقكِ القديم، لم تُبالي بقلبي ولم تُفكري بحُبي ولو للحظة! من أين هذا الجحود كله؟" صاح ليفرك عينيه بعدها مُحاولًا كبح دموعه.
"أكرهكِ" تفوه بها وهدوء بينما هو يتمعن النظر بعينيها، تلك التي رأى بها أحلامه يومًا ما، لكن ما يراه الآن، هو اسم عشيقها.
خرج من الغرفة ليصفع الباب خلفه بكُل ما أوتي من قوة.
-
كُل ليلة قبل أن ينام، يتذكر ذلك اليوم الذي إنتهى به كُل شيء وشعر بأنه فارغًا كُليًا.
الإنفصال عن أحدهم قبل الزواج أمر هيّن بعض الشيء، لكن الطلاق، هو أقسى شيء يُمكن للعاشق أن يتعرض إليه.