حديثي معكم اليوم عن خمسة من اهل النار وثلاثة من اهل الجنة اخرج الامام مسلم عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ الْمُجَاشِعِيّ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ، ذَاتَ يَوْمٍ فِي خُطْبَتِهِ: وأهل الجنة ثلاثة:ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم، وعفيف متعفف ذو عيال. وأهل النار خمسة:الضعيف الذي لا زبر له، الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون أهلا ولا مالا، والخائن الذي لا يخفى له طمع وإن دق إلا خانه، ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك عن أهلك ومالك. وذكر البخل والكذب والشنظير الفحاش )
ثلاثة من اهل الجنة
قولة ثلاث
العدد هنا غير مطلوب وغير مقصود لذاته اوانما اراد التنويه على هذه الخصال لان هناك خصال اخرى توجب للعبد الجنة وعليه يكون المعنى ثلاث خصال من خصال كثير فليس هؤلاء هم الذين يدخلون الجنة فقط بل سيدخلها الألوف والملايين بألوف وملايين الأعمال؟ فما معنى حصر الكلام على هؤلاء؟ اراد التنويه على هذه الاعمال لانه قد نوه على اعمال اخرى في مجالس اخرى
الاول ذو سلطان مقسط متصدق موفق اجتمع فيه ثلاث خصال العدل ورحيم متصدق وموفق في اموره فكان هذا الامام العادل من اهل الجنة
الثاني ورجل رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم
لاشك ان موقف رحمه يقفه المسلم افضل له من الف ركعه ومن ثم قالوا علامة ايمانك الرحمة التي في قلبك ولذلك قالوا تكاد اعمال الانسان لاقيمة لها بدون رحمه وفي الصحيحين عن ابي هريرة مرفوعا { دخلت امرأة النار في هرة حبستها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض } وفي الزهد للإمام أحمد مرفوعا { رأيتها في النار ، وهي تنهش قبلها ودبرها } . فاصحاب القلوب الغليظه والقاسيه علاجهم في نار جهنم كما قال الله ( فويل للقاسية قلوبهم )
فعلامة ايمانك ان ترحم من تحتك فموقف رحمة وشهامة او تحل مشكله خيرلك من الف ركعه ولذلك امراة دخلت الجنة بسقيا كلب رحمته ودخلت النار امراة بسبب حبس هرة فالراحمون يرحمهم الرحمان
ثالثا ورجل عفيف متعفف ذو عيال
العفة عن القبائح ففي الحديث ( واسالك العفاف ) لانه خلق ايماني رفيع يقولون احتج الى من شئت تكن اسيره واحسن الى من شئت تكن اميره واستغن عمن شئت تكن نظيره والعفة تكون عفيف عن القبائح بعض الناس تحت يده ملايين وهو فقير ويده عفيفه لا لايطلب منك شيء وبعضهم نفسه عفيفه تمر عليه تقول له هل يلزمك شيء من مكان كذا فيقول لا ومنهم من يقول لك اين انت ذاهب اين انت مسافر احضر لي كذا فلا يترك انسان الا ويسخره له وفي الحديث عند احمد عن عائشة (أعظم النساء بركة أيسرهن مئونة. رواه أحمد والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبي والسبب ان حاجاتهم قليلة لكونهم اغنياء نفس وبعضهم تمر به اجمل النساء وعينه عفيفه قال عيسى لايزني فرجك ما غضت عينك ففي الحديث : "مَنْ يَضْمَنُ لِي مَابَيْنَ لَحْيَيْهِ وفَخِذَيْهِ أَضمَنُ لَهُ الجَنَّةَ"أخرجه البخاري – كتاب: الرقاق، باب: حفظ اللسان، (6474عن سهل بن سعد