الجزء الثالت

10.6K 475 31
                                    

إزيكم ...
إسمي كالفين و عندي 81 سنة
عايش في دار مسنين مشهورة أوي في مجمع طبي شهير
بقالي هنا 5 سنين
عشان أكون صريح معاكم ، المكان هنا مش سيء خالص ، عندي شقتي قريبة من هنا و فيها كل التجهيزات اللي ممكن حد يحلم بيها ، بس هنا أحسن لي
الأكل هنا مش وحش ... الممرضات لطاف و شكلهم حلو
عندي مشكلة واحدة بس .......
في حاجة عايشة في الحمام بتاعي
تحديدا عايشة في البانيو
و الحاجة دي شريرة جدا !
.
الموضوع بدأ الإسبوع اللي فات ، تحديدا يوم التلات ، يوم الإستحمام الإسبوعي ، برغم سني الكبير إلا إني بقدر آخد الشاور بتاعي لوحدي ، بس إحتياطي طلبت من واحدة من الممرضات تقف علي باب الأوضة عشان لو حصل حاجة و إحتجتلها
لما دخلت الحمام و قلعت هدومي ، كنت بدأت أستعد لما سمعت صوت ، صوت حد بيهمس ، سمعي كان لسه كويس بما فيه الكفاية إنه يساعدني أحدد مكان الصوت
الصوت جاي من جوا البانيو
.
صوت كأن حاجة بتتأوه بهمس : " كالفين ... كالفيييييييييييييين "
الصوت إستمر حوالي دقيقتين أو أكتر شوية ، بس بيهمس إسمي و بيكرره بس
صوت زي ما يكون صوت راجل ، بس فيه حاجة مختلفة ... حاجة شريرة ... حاجة مرعبة
الصوت بيهمس بنبرة ضعيفة أوي ، يادوب قادر أسمعه بالعافية
أخيرا ... إستجمعت شجاعتي و لقيت صوتي ، بصوت بيترعش سألت : " حد ... حد هنا ؟؟ "
.
الممرضة اللي برا أكيد سمعت صوتي ، لأنها دخلت الحمام و هي بتسألني : " إنت ندهت عليا ؟ "
طبعا و بدون تفكير قلتلها إني فعلا ندهت عليها ، أنا عارف كويس أوي إني لو قلتلها إني سامع صوت بيكلمني كل حاجة هتتغير ، تحديدا هيحصل حاجة من الإتنين
هيدوني أدوية قوية للهلوسة هتخليني أنام طول اليوم ، و تقريبا هكون في غيبوبة عن العالم
أو
هيحطوني في أوضة من أوض المرضي الخطرين اللي تحت و دي مش حاجة ظريفة خالص
الممرضة ساعدتني لحد ما خلصت الشاور بتاعي ، لبست هدومي و نزلت أفطر ، إتكلمت مع زمايلي شوية و بعدها رجعت أوضتي تاني
غالبا مبتكلمش مع حد من الناس اللي هنا ، إلا في أوقات الأكل بس ، أنا راجل بفضل الوحدة من ساعة ما مراتي ماتت
عندي 3 أولاد ، إتجوزوا و خلفوا و الدنيا خدت كل واحد فيهم لمكان مختلف ، بشوفهم في الأجازات هما و أحفادي الأربعة اللي بعتبرهم أحلي حاجة في الدنيا
.
بالليل و أنا قاعد في سريري مستني أنام ، سمعت الصوت التاني ، باب الحمام كان مفتوح و الصوت كان أعلي شوية ، الصوت كان مخيف أكتر و هو بيندهلي : " كالفيييين ....  كالفيييييييييييين "
قفلت عينيا كأني نايم بس الصوت متوقفش : " كالفييييييين ... هجيلك قريب يا كالفين "
الخوف خلاني مش قادر أقوم من مكاني عشان أقفل باب الحمام ، مكنتش عاوز أنده لحد من الممرضات لنفس السبب اللي قلتلكم عليه قبل كده
الصوت سكت لكن النوم مجاش ، لما الشمس طلعت قدرت أهدي شوية و أقوم أدخل الحمام ، كان لازم أتجرأ و أدخل الحمام و إلا مثانتي هتنفجر ، غيرت هدومي و كنت بستعد للخروج لما سمعته تاني !
.
الصوت كان أعمق و مخيف أكتر و هو بيقولي : " كالفيييييين ... قريب هكون معاك ... هنتبسط أوي مع بعض يا كالفين "
غمضت عينيا و دخلت الحمام ، بترعش من الخوف ، دخلت إيدي من ستارة البانيو و فتحت المية السخنة ، خرجت من الحمام و أنا بقوله : " إتبسط بقي مع المية السخنة يا وغد " طول ما أنا بجهز و بلبس هدومي عشان أنزل سبت المية مفتوحة ، كان عندي أمل أخلي الصوت أو صاحب الصوت يغرق
الغضب كان بيزيد جوايا بطريقة محسبتش بيها في حياتي قبل كده
و كانت نتيجة الغضب ده فكرة واحدة بس ....
أنا لازم أقتل الشيء ده أيا كان هو إيه
.
نزلت عشان أفطر و بعد الفطار قعدت شوية بعد ما زمايلي مشوا عشان أعمل الحاجة اللي أنا عاوزها ، إنتهزت فرصة إن محدش شايفني و سرقت سكينة و حطيتها في جيبي بسرعة
لو حد كان شافني كانت هتبقي كارثة ، بس أنا كنت غضبان لدرجة إني مفكرتش ، لما الست بتاعة النضافة جت تنضف الترابيزة قمت بهدوء عشان أروح علي أوضتي
قعدت علي الكرسي الهزاز بتاعي ، غمضت عينيا ، بدأت أفكر في الخطة اللي هتخلص بيها من الشيء ده !
.
لما الليل جه كنت عارف إنها ليلة طويلة ، الخوف كان بيزيد جوايا مع كل دقيقة بتعدي ، كنت نايم علي سريري و إيدي تحت المخدة ماسكة السكينة كويس أوي
كنت مستني بخوف و عشان أكون صريح معاكم معرفش هل الموضوع هينفع أصلا و لا لأ ، أنا أصلا مش عارف الشيء ده إيه أساسا ، و مش عارف هقدر أؤذيه بالسكينة و لا لا
بس بإيدي إيه تاني أعمله ؟
إستنيته لفترة مش عارف تقديرها أد إيه ، بس في النهاية الصوت ظهر : " كالفيييييييييييين "
المرة دي جسمي كان بيتنفض من الخوف لأن الصوت كان أعلي و أوضح .... و أقرب !
.

فتحت عيني و بدأت أبص في كل حتة في الأوضة ، الضلمة كانت مسيطرة علي كل حاجة ، مكنتش شايف أي حاجة ، إبتسمت بخوف و أنا بقول بصوت مليان خوف : " إنت فين ؟ ، أنا عارف إنك هنا "
إيدي كانت بتترعش و أنا ماسك السكينة كويس ، زي ما يكون سامعني ، لمحته ....
كان تحت الترابيزة ، عينين صفرا مخيفة كانت بتبصلي و الصوت بيقولي : " أنا هنا يا كالفين "
حاولت أبقي جريء و أنا بقوله : " تعالي و موتني يلا ، أنا مش خايف منك و مش خايف من الموت "
لكن الحقيقة كانت غير كده ، انا كنت مرعوب جدا
.
سمعت ضحكة شريرة و الصوت بيقولي بنبرة إستفزاز : " مش النهاردة يا كالفين "
إتفاجئت و أنا بسأله : " إيه ؟؟ "
رد عليا بهدوء مخيف : " مش النهاردة يا كالفين ... قريب أوي ... بس مش النهاردة ... نام كويس يا كالفين ... نام كويس "
فجأة حسيت إن الدنيا بتلف بيا ، عينيا بتتقفل لوحدها ... و نمت !
.
أنا ليه بكتب الجواب ده ؟
عشان أنا عندي إحساس رهيب إن الشيء ده عشان يقتلني النهاردة ، عشان أكون صريح معاكم
أنا عارف إني مش هنجو منه ، كفاية عليا 81 سنة في الدنيا دي
مش زعلان علي نفسي ، عشت حياة سعيدة ، آه كان فيها قدر كافي من المشاكل و التعب ، بس أنا مبسوط و راضي

إدعولي بس ، مش عاوز منكم أكتر من كده ، النهاردة هقابل اللي خلقني خلاص ، كفاية عليا كده ، إدعولي
أنا هموت نفسي عشان مديش فرصة للشيء ده يقتلني
مع السلامة
.
.
.

(شرح القصة)

أدامنا حاجة من إتنين و سؤال مهم جدا
أولا :
مفيش شيء و لا حاجة ، الشخص ده مع كبر السن و الأدوية بدأ يشوف و يسمع حاجات مش موجودة و خلق لنفسه وهم مرعب مقدرش يلاقي حل للهروب منه إلا بالإنتحار
أو
ثانيا :
إن فعلا في شيء غامض و مخيف كان بيطارد الشخص ده لسبب مجهول ، و أعتقد الراجل  عارف السبب اللي خلي الشيء يطارده و عارف إيه الشيء ده و ممكن يعمل فيه إيه
عشان كده قرر يهرب بالطريقة الأسهل من عذاب الشيء ده و ينتحر
.
السؤال المهم :
هل فيه فرصة يكون الشيء ده قتله و فبرك الحادثة عشان تبان كإنتحار و قبل ما يقتله أجبره يكتب الجواب ده عشان محدش يدور عليه ؟

#بتاع_الرعب
#حدث_بالفعل
#قصص_حقيقية_حول_العالم

قصص رعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن