آن للقلم أن ينثر حبره
فى احدى شوارع باريس كان يجول الفتى المدلل ويتهكم على فقراء المدينة مشى كثيرا فتعب وقرر الجلوس على كرسي بالقرب من دكان قديم يقطن فيه عجوزا يبيع الحلوى للصغار وكان هناك بعض الفتية الصغار يلعبون مع بعضهم وكان الجو عاصفا ..وكان في نهاية الطريق شجرة طويلة ترائى لهذا الفتى ثوب فتاة واقفه خلف الشجرة فأصبحت محور اهتمامه فذهب أليها وعندما وصل كان بيديها أوراق عديده وقلم ولما شاهدت الفتى حاولت أخفاء ما كانت تكتب سألها
-ماذا تفعلين ؟!
_قالت لٱ شيء !!!
ثم تركته وذهبت.. كان لها من الحسن ما لٱ يوصف.. اخذت هذه الفتاة تركض مسرعة محتنظنة اوراقها حتى وصلت ألى الزقاق المؤدي ألى بيتها وعندما دخلت ألى البيت قالت والدتها
_ميار ..هل هذه أنتي يبنتي ؟
_نعم ومن غيري يدخل عليك يا أمي
كان المنزل قديما ..أخشاب البيت رطبة وفي أي لحظة يسقط السقف على رؤؤسهم ..باهت اللون يملؤه الغبار.. تناولت ميار العشاء مع والدتها ثم صعدت ألى غرفتها واخذت تكتب على ضوء الشمعه ..أن ميار فتاة شابة تبلغ من العمر تسعة عشر سنة جميلة لها شعر اشقر ذات عينين زرقاوين بيضاء البشره موهوبة في فن الكتابة لكن لم يعرف احد بذلك ..احتفظت بموهبتها لنفسها كانت تكتب كل ليلة حتى أصبحت متمكنة في الكتابة أما في النهار فكانت تعمل في الخياطه لكي تعيل نفسها ووالدتها وفي يوم من ألايام ذهبت ألى العمل وعندما دخلت ألى مشغل الخياطة أخبرتها المسؤولة بأن عليها أن تترك العمل فليس لديهم ما يكفي من الاموال لدفع النقود لكل الفتيات هنا وقع هذا ألامر كالصاعقه على رأسها وأخذت تتسائل
من أين سأأكل أن لم يكن لدي أموال ؟؟!
كيف سأحضر لوالدتي دوائها ؟!!
كيف سندفع أجار المنزل !!
اخذت طيلة الًيَوُمًِ وهي تبكي وتندب حظها وعندما حل المساء وذهبت لتكتب قليلا وبينما هي كذلك ..جذب انتباهها ورقة بيضاء فارغه في زاوية الغرفة أطالت النظر فيها وكأنها كانت تفكر في شيء ما ثم قالت
_ولما لٱ… !!!
ثم سكتت ونامت وفي اليوم التالي أستيقظت مبكرا أرتدت أجمل ثيابها وأخذت كتاباتها ثم غادرت المنزل كانت متفائلة جدا وعندما وصلت وجهتها التي تريد ..أخذت نفسا عميقا ثم طرقت الباب ففتح لها صاحب المكتب وكان صحفيا يكتب في جريدة فدخلت وعرضت عليه ان تعمل في الجريدة وانها متمكنة في الكتابة وأرته الكتابات فنالت اعجابة فوافق على طلبها مقابل مبلغ جيد من المال وقال لها عليها ان تباشر عملها من الغد فشكرته وعندما همت بالخروج وأرادت فتح الباب وجدت في طريقها الشاب ذاته الذي قابلها بالقرب من الشجرة فتفاجأ كل منهما بالاخر وبعد مدة زمنية قصيرة أفترقا ..كان الشاب المدلل قد سلمه أبوة هذه الجريده كي يشعر بالمسؤلية قليلا ويهتم بها أذ أن شغله الشاغل الطعام والفتيات .. اخذت ميار تعمل في الجريدة فكانت تكتب قصصا طريفة ومقالات جميلة وكانت ايظا تكتب بعض الخواطر الرائعه ..فكانت تريح الناس من هموم الاخبار لم يعرفها احد ومن هي هذه الكاتبة الموهوبة كل ما يعلمونه اسمها أذ كان يذكر اسفل قصصها تزاحم على دار الجريدة العديد من الناس يودون معرفة هذه الكاتبة لكن لم ينجحوا بذلك حتى أن هذا الشاب المدلل اخذ بقراءة ما تكتب ولم يعلم أن تلك الجميلة ميار هي نفسها التي تعمل عندهم وبعد مرور عدة أشهر وفضول الناس بدأ يزداد جلست ميار مع امها وقالت لها بأنها سوف تعلن عن نفسها يكفي هذا الكتمان وهذا الغموض فلم تعارضها أمها بل وافقت على ذلك فأتفقت مع الصحفي بأن يعلن بان هناك قصة سوف تمثل على المسرح من كتابات ميار وسوف تظهر محبوبتهم وتعلن عن نفسها وعندما جاء يوم العرض كان المكان مزدحما جدا مثلت القصة وكانت رائعه وفي النهاية خرجت ميار على سطح المسرح فشهق الجميع شهقة واحدة أذ لم يتوقعوا بأن ميار هذه الفتاة هي نفسها تلك الكاتبة الرائعة تفاجأ الجميع وبالذات الشاب المدلل الذي يدعى (مرسيس )
ومن عندها توهجت شعلة الحب بقلبه ولم يهدأ ألا عندما تزوجها ..فوضع لـٍهآ جريدة بأسمها (جريدة ميار )
وهكذا أن القلم الذي يكتب لٱ يجف حبره حتى لْـۆ أصبح أمره مكتوما فلابد أن يشتهر يوما..