في ليلة ماطرة و حالكة السواد في احد شوارع فانيسيا، وقفت السيارة بسرعة و لكن بعد فوات الاوان، فقد صدمت فتاة، فخرج سائقها لاعنا ،
فساله سيده :ماذا حدث ؟
فاجاب السائق : لقد صدمت متشردة ظهرت فجاءة امامي.
فقال سيده: و ما الذي تنتظره احضر الفتاة لنقلها الى المشفى .
فاسرعا بها إلى المشفى ، وانتظرا حتى يتم فحصها ، و بعد مرور ساعتين حضر الطبيب وطمأنهما قائلا :
أنها بخير ، فقد أصيبت برضوض بسيطة يا سيد ماكسويل ، فقط تحتاج لراحة و التغذية الجيدة ، سوف نبقيها لهذه الليلة للمراقبة .
فقال السيد ماكسويل :
شكرا لك اياها الطبيب ، سنعود بالغد للاطمئنان عليها .
فالتفت نحو سائقه قائلا :
روبن احضر السيارة إلى هنا سنعود إلى المنزل ، و غدا سنأتي للاطمئنان على تلك الشابة .
فأجاب السائق :
اجل يا سيدي.
في الصباح اليوم التالي استيقظت الفتاة و هي تشعر بآلام في أنحاء جسدها فالتفتت حولها فوجدت نفسها في غرفة جدرانها بيضاء حاولت ان تجلس ولكنها شعرت بدوار مما جعلها تعود للاستلقاء فدخلت الممرضة عليها فابتسمت لها و قالت :
ها قد استيقظتي صباح الخير لنرى الان .
وقد تفقدتها فاضافت :
ممتاز صحتك بخير ، سياتي الطبيب للاطمئنان عليك يا انسة ...
فتوقفت الممرضة حتى تستطيع الفتاة نطق اسمها ، في المقابل نظرت الفتاة باستغراب الى الممرضة كانها تنتظر منها هي ان تنطق باسمها فتلعثمت الفتاة و قالت :
لا .... لا اعرف ...لا اتذكر شيئا !!
فابتسمت الممرضة باطمئنان لها و قالت :
لا تقلقي سياتي الطبيب في الحال لكي يفحصك .
فاعادت الابتسام بتوتر للممرضة .
بعد قليل حضر الطبيب و تفقدها و سالها عدة اسئلة مثلا عن سبب فقدان ذاكرتها فلم تستطع الاجابة عليها فقال الطبيب مايك لها :
لقد اجرينا عدة فحوصات لك و لم نرى اي شي خاطئ في الدماغ ....
و توقف قليلا ليفكر و فسالها :
هل حدث شي معك قبل هذا الحادث ؟
فقالت بخيبة الامل :
لا اتذكر شيئا في الحقيقة .
فهز الطبيب راسه فقال :
سارسل لك الدكتور كريستوفر مايلز وهو طبيب نفساني سيساعدك لحل مشكلتك يا انسة .
فهزت راسها بالموافقة ، فابتسم لها ثم خرج .
لقد شعرت بالاحباط الشديد لانها لا تتذكر من هي ، و هذا ما قد حاولت فعله الالف المرات قبل اربعة سنوات ، لم تكن تعلم من هي و كيف فقدت ذاكرتها الذي تعلمه انها استيقظت في احدى الايام لتجد نفسها في غابة لا تعرف موقعها او في اي منطقة او اي بلد هي ، فقط كانت تشعر بالالم و الدوار ، حاولت البحث عن مساعدة ولكن لم يساعدها احد ظنا بانها مجنونة او متشردة نظرا لملابسها المتسخة و الموحلة ، و منذ ذلك الوقت وهي تائهة لا تعلم عن نفسها شيء ، كانت تحوم في شوارع فانيسيا و هذا ما قد علمته بعد ذلك على غير هدى لمدة اربعة سنوات تاكل ما يخلفه الناس من طعام ، او عندما تحصل على القليل من المال لتشتري به ما يسد رمقها و جوعها ، تحملت قساوة الحياة من برد في شتاء و الحرارة الخانقة في الصيف ، و صراخ الناس في وجهها و طردها من جميع الاماكن التي تقترب منها ، و كان تتجنب العديد من المعاكاسات من قبل السكارى، و عند موعد النوم تبحث في الزقاق عن مكان امن بجانب النفايات لتخفي نفسها عن المتحرشون السكارى ، و ترتدي ما تراه في القمامة لتدفء نفسها من برد الشتاء القارص ، وقد لقبت نفسها بالشريدة .
عادت الى الواقع عندما دخل عليها طبيب النفساني مايلز، و جلس بجانبها و معه دفتر الملاحظات فابتسم لها و سالها :
كيف حالك اليوم ؟
فاجابته بقلق :
بخير شكرا لك .
فسالها الطبيب :
لماذا هذا القلق ؟
فاجابت :
في الحقيقة اشعر بالخوف من انني لن اتذكر من انا مرة اخرى .
فابتسم لها باطمئنان :
لا تقلقي سنتعاون معا لنحل المشكلة ، وقد اخبرني الدكتور مايك انك لا تواجهين اي مشكلة جسمانية و هذا جيد ، اذا فيبقى لدينا المشكلة النفسانية و قد تحدث عن صدمة عاطفية قوية حيث يحاول العقل طمس الذكريات السيئة التي حدثت لكي ، ويمكن ان يكون الضرر بسيط بحيث تفقدي مرحلة معينة من ذاكرتك او يكون الضرر قوي بحيث تفقدي الكثير من حياتك و حتى اسمك ، و يمكن ان يكون فقدان الذاكرة دائم او مؤقت ، و هذا ما سنعرفه بعد عدة جلسات و يمكننا تجربة طرق عدة لاستعادة ذاكرتك ما رايك ؟
فابتسمت متوترة :
حسنا .
و بعد مرور بعض الوقت خرج الطبيب و بقيت الشريدة لوحدها تفكر بما قاله الطبيب لها ، عندها سمعت طرقا على الباب فسمحت له بالدخول ، فدخل السيد ماكسويل عليها مبتسما ، فنظرت له متعجبة كان رجلا اشيب يبدو بسبعين من عمره مع ذلك يبدو وسيما و ثريا و ذلك من ملابسه الانيقة و النظيفة و نوعية القماش وهذا ما تعلمته وهي متشردة فقال لها مقاطعا تدقيقها فيه :
اطمئني يا صغيرتي جئت لكي اطمئن عليكي كيف تشعرين ؟
فاجابت مستغربة منه :
انني بخير شكرا لك ، و لكن من انت ؟
فاجاب متأسفا :
انا من قد صدمكي بسيارتي ليلة البارحة اعتذر منك ، اقدم لكي نفسي فرانسيس ماكسويل .
فقالت مرحبة :
تشرفت بمعرفت سيد ماكسويل اعذرني لاني لا استطيع التعريف عن نفسي في الحقيقة ....
فقاطعها قائلا :
لا عليكي اعرف ، لقد اخبرني الطبيب مايلز عن فقدانك لذاكرة ، انا شديد الاسف لذلك و ساعوض لك ذلك بالعلاج لما سببته لك من ضرر ....
فقاطعته الشريدة قائلا :
لا عليك يا سيد ماكسويل ، و اشكرك لحسن كرمك معي ساقدر لك ذلك كثيرا ، بماذا استطيع خدمتك بالمقابل ؟
فقال لها رافعا يده لينفي :
لا اريد .....
و توقف عن الكلام عندما دقق النظر فيها ، انها حقا جميلة لديها اجمل عينين لم ارى لهما مثيل ، و قال ايضا في نفسه و قد خطرت فجاة في باله فكرة فابتسم و همس : ولما لا ساحتاجها .
فقال :
حسنا يا صغيرتي في الحقيقة ساحتاجك لعمل ، و هذا العمل قد يقلب حياتك راسا على عقب ، و ستكون لك حياة جديدة كليا ، و ستكسبين الكثير من المال .
فنظرت فيه و قالت متعجبة :
ماذا تقصد ؟ ما هو هذا العمل الذي تقصده ؟ !
فقال ليزيل تعجبها :
ستكونين عارضة .
فقالت و ما زال التعجب في محياها :
عارضة ! عارضة ماذا ؟
فقال ليطمئنها :
لا تخافي ، ستكونين عارضة لمنتاجتي ، في الحقيقة لم اعرفك بنفسي جيدا اسمي فرانسيس ماكسويل صاحب اكبر شركة لانتاج اداوات الزينة و العطور ، كنت ابحث عن عارضة جديدة ذو وجه جديد لم تعرف من قبل ، و انت لديك نفس المواصفات التي احتاجها لعارضتي ....
فقاطعته :
لحظة يا سيد ماكسويل ، هل نظرت الي جيدا ؟ لا اشبه اي من تلك العارضات التي كنت اراهن على المجلات او في صحف ، انني متشردة لا مأوى لي و لا حتى اعرف من انا .
فقال مبتسما :
كل ذلك سيحل، لا تقلقي، سنفكر لك باسم و سنجد لك مأوى كل هذا بسيط و ستتابعين علاجك .
فعارضته :
ولكني لا اعرف شيء عن كيف اكون عارضة .
فقال لها :
لا مشكلة في ذلك ايضا ، سنقوم بتدريبك للقيام بذلك .
فقالت :
ماذا عن كوني متشردة ؟ ماذا سيقول الناس عن ذلك ؟ و ماذا سيحدث لشركتك ؟ و و ....
فقاطعها ضاحكا :
توقفي ، لا داعي لكل هذا القلق ستكونين حديث الناس ، بحيث يقولون كيف لتلك الجميلة ان تكون متشردة و سيضعون علامات استفهام من تكون و ما هي الحقيقة ؟ ستتغير حياتك كليا ، لربما تجدين من يتعرف عليك احدى اقاربك ربما .
و عندها لم تتردد في ذلك و قد وافقت للعمل معه .
أنت تقرأ
الشريدة
Romanceفقدت هويتها ضاعت في شوارع الحياة ذكراياتها عن ماضيها اختفت، لا تعلم ماذا تفعل هنا ؟و من اين جاءت ؟ هل سيكون لها مستقبلا؟ و ما اسمها؟؟؟؟؟ فاطلقت على نفسها اسم الشريدة لفتاة لا حياة و لا عالم لها، تاكل ما تخلفه الناس في القمامة، هل من منقذ؟ هل سي...