لم أكن مرتاحة وأنا أفعل ذلك...أحس بالضيق...لا أدري لماذا!
إنّهما يناديان عليّ لكي أنزل..
...لا أحبذ هذا التقليد المملّ في بداية كل موسم ..أمي وأبي يدفعانني في بعض الأحيان إلى الأحساس أني أخيّب ظنهما..
..
ربما لأني لا أشاركهما بحماسة في كل ما يفعلانه..
..منذ نعومة أظافري ..وأنا أراهما كل أسبوع يملآن حقائب سفرهما..المكسيك..اليابان..كندا... جنوب إفريقيا..
أشك في أنهما حضرا كلّ الإجتماعات التي تعقد في العالم..!!
_ أين أنت يا كيم؟؟! لمَ تأخذين كلّ هذا الوقت في كلّ مرة؟
_ حسنا أمي..أنا آتية ..شارفت على الإنتهاء..
في الحقيقة كنت قد أكملت فعل ذلك منذ 15 دقيقة..لكنني..وقفت أتأمل نفسي في المرآة..أرثي نفسي..على سوء حظي..
لا يمكن أن تجعلني الملابس..أكثر جمالاً -مثل معظم الفتيات- ربما لأنني أملك نفس تعابير الوجه دائما..مبهمة الملامح..غائرة العينين..كانت الوجهة هذه المرّة ..وأقصد وجهتنا نحن الثلاثة - لأول مرة- إلى مصر ..
لعقد اجتماع في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية قي القاهرة....لم أكن قد رافقت والديّ من قبل..
ولعلّ كان هذا سبب مناقشتهما الطويلة بعد تناولنا للعشاء..
...فقد فهمت من كلام أمي فيما بعد أنهما يخافان عليّ من أن أصبح " انطوائية"
...قالت أمي تلك الكلمة..هامسة..بصوت خافت..كأنها تلفظ اسماً محرّما..
وقررا فيما بعد أن يأخذاني معهما..
لعلّ ذلك يشفيني من 'مرضي' على حدّ قول ماما..