على قارعة الطريق
أنتحب ....
ذكراه أروع من أي ذكريات
جدي ...
تلك الكلمة المنسابة من شفتي
هو أمي من بعد أمي
هو أبي من بعد أبي
جدي
لا تنم ليس وقت النوم
الوقت باكر
قصة أخرى بعد
حكاياتك أروع من كان ياماكان
جدي أخبرك سر؟!...
أنا أشتاق ذكراك
.......... ........... ..........
في إحدى الشركات الكبيرة رجل خلف مكتبه ببذته السوداء الفاخرة
بعقده السادس أنهى أخر عمل له لهذا اليوم وخرج ينتظر سائقه بيده سيجاراً كوبياً غير مشتعل يتكئ على عكازه يحامل خطواته بدقة وخلفه موظف البوابة يحمل حقيبته السوداء
ما أن وصل حتى فتح له البواب باب السيارة قائلاً
"تفضل ياسيدي"
جلس بكل وقار يتجاذب أطراف الحديث مع السائق بابتسامات ودية تجعلك تشعر بالصداقة بين السائق وهذا الرجل الثري
"مساء الخير ياأبا إحسان "
"مساء النور يا سيدي"
"كيف حال إحسان ....هل وضعت زوجته؟"
" بخير الحمد لله ،لقد وضعت زوجته صبي آخر"
"صبي؟!"
قالها بتعجب طفيف ليتابع حديثه ناظراً إلي وجه السائق في المرآة الأمامية فهو يجلس في المقعد الخلفي
"ماشاء الله ،صبي آخر ليصبح لديه أربع صبيان في خمس سنين"
أغلق عينيه بحزن يحدث نفسه
"سبحانك يارب، جلال وإحسان تزوجا في ذات العام وذات الشهر فأصبح لإحسان أربع صبيان بينما جلال ليس لديه سوى سارة ...أتت بعد الكثير من العلاج الطبي.. .. والله لو أن الأمر من زوجته لزوجته بأخرى، المهم الحمد لله أتت سارة تنير حياة جلال ،اللهم اجعلها من الصالحات"
هذا الرجل مزيج متجانس بين القسوة والطيبة فهو طيب في تعامله مع العمال، إلا أنه يغضب أشد الغضب حين يتعاقس أحدٌ منهم في أداء واجباته رفع نظره ليجد سائقه شارد الذهن حزين العينين
فأجحظ به يسأله
"ماذا بك يا أبا إحسان؟!"
"لا تشغل بالك سيدي لا شيء"
أعاد سؤاله بنبرة تأنيب ودية
"تكلم يارجل، أنت حزين منذ أيام لا تظن أني لم ألحظ "
ممادفع سائقه ليجيبه بخجل متلعثم الحروف
"أمور عائلية"
"هل ينقصك المال؟!تكلم ياصديقي"
هذا السائق الذي يقارب الرجل الثري عمراً يعمل منذ زمن عنده لذا لم يمانع بمناداته صديقي
"لا تشغل بالك ياسيدي هاقد قاربنا الوصول"
تكلم أبا توفيق بحدة واضحة يشدد على كلماته
"لن أنزل خطوة واحدة إن لم تخبرني ما بك،تكلم "
"إبنتي حسناء في المستشفى بحاجة لعملية "
دمعت عيني السائق بعد أن أنهى جملته الأخيرة
ليردف أبا توفيق مشدداً حروفه من جديد
"ولم تخبرني؟! "
ثم شدد على أحرفه أكثر يعلن إنزاعجه من إخفاء سائقه عنه مرض إبنته
"لماذا؟!"
"لم أشىء أن أزعجك"
"تزعجني ياأبا إحسان ؟!كم من مرة أخبرتكم جميعاً أن مثل هذه الأمورتعنيني أيضاً؟كم تحتاج ؟"
"سيدي "
قاطعه غاضباً
"كم تحتاج؟؟ "
"مئة ألف "
"مائة ألف؟ أوفٍ مما تشكو ابنتك ؟!"
"القلب لديها مشاكل في القلب وبحاجة لعملية"
"ولم تخبرني ؟؟أتدري كم أنا غاضب منك!!حسناً سأرسل لك المبلغ مع توفيق في صباح الغد "
"بارك الله فيك يا أبا توفيق "إصطفت السيارة بجانب باب الفيلا الكبير معلنةً وصوله،هبط السائق ليفتح الباب الخلفي لأبا توفيق
فنزل منها يحمل بيده حقيبته السوداء تضم أوراق ومستندات تخص العمل وأمور أخرى،
تلك الحقيبة التي لا يدع أي أحد يلمسها إلا زوجته التي تقربه عمراً
إقترب من باب الفيلا متكأً على عكازه يحاول جاهداً ألا يعرج على ساقه اليمنى فركبته لا تنثني جيداً معه فمرض المفاصل أنهك ساقه
كان الباب مفتوح فهذا موعد قدومه من العمل وهو دقيق المواعيد ونادراً ما يتأخر
حيث تنتظره زوجته مرتديةً ثوباً أسود اللون طويل مخرم الأطراف ذو أكمام طويلة، وقد تم وضع لمسات من اللؤلؤ الأسود لإضافة نوع من الفخامة عليه ترتدي ذاك العقد الماسي المرصع بالجواهر النفيسة الذي قد يكون بالنسبة لشخص عادي ثروة بحد ذاتها تزين به عنقها الممتﻷ،فهي ليست زوجة نحيلةعلى عكس زوجها النحيل طويل القامة تبسمت بكل حب واحترام ممسكةً الحقيبة بعد أن مد يده بها
بادلها الإبتسامة مع قبلةً صغيرة على جبينها وحياها
"مساء الخير"
"مساؤك سعيد أبا توفيق
أمدك الله بالقوة والعافية،أستأذنك سأضع الحقيبة في الخزنة وآتيك على الفور "
دخل أبا توفيق صالة قصره الفخمة متكئاً على عكازه مصدراً صدى وقعها على الأرض الرخامية حتى جلس على أريكته المخصصة له منحنياً على وسادتها
أغمض عينيه ليسرح بفكره ويستحضر كلام طبيبه اللذي لم يبشره بخير في زيارته الاخيرة
ذكرى يعود بها لتلك الزيارة للطبيب بعد أن شعر بألم حاد في صدره الأيسر نادى سائقه وهرع به مسرعاً للمستشفى خرج طبيبه وبيده بعض الأوراق والتحاليل الطبية قائلاً
"سيد أبا توفيق هذه المرة عدَّت على خير؛لكن المرة القادمة قد تقتلك. عـّدني أن تأخذ دوائك بانتظام لقد لاحظت تراجع كبير في صحتك"
رد أبا توفيق مقهقهاً
"أيها الطبيب إن من وضع هذه الروح في جسدي حيث لم أشئ يأخذها مني حينما يشاء،سبحانه بيده ملكوت كل شيء وهو على مايشاء قدير"
أنت تقرأ
أثريـاء ولكــن
Lãng mạnجنون ينتفض حين تميل النفس إلى ماليس من نصيبها ويصبح الطمع الدافع الأكبر لها تعمى البصيرة والفؤاد وتتخابط الهواجس ... فيستولي الحقد والكره النفس البشرية وتبدأ الخطوات بالإنحدار نحو مستنقع الجريمة... فتنشب الحرب الضروس بين الحب والمال ذكريات مؤلمة...