حقد

525 21 16
                                    

أستيقظ يومياً على صوته
ذكرياته أشبه بالهمس .
حنيني لتلك التجاعيد
تزيد نار أشواقي،
أين باتت كتبه؟!
أين أقلامه وكراساته؟!
لماذا الجميع صامت؟!
ليس لهذه الوجوه معالم
في أي منفى أنا ؟!
في الضياع أنا
أسقط وأسقط
في ذاكرتي
في ذاكرتي أنت     وأنت فقط
............ .......... ......
في صباح اليوم التالي
استفاق أبا توفيق منهك متعب وضع يديه على عينيه يستعيد ذكرى  الأمس حين صدمت لبنى هالة دون إعتذار وهبطت تلك اللئيمة السلالم غير مبالية بما سببته من أذى لزوج جلال من جراء الصدمة،بل وكادت أن تسقط سارة  من يدها،يخالجه شعوربأن فعلة لبنى كانت مقصودة ،تنهد قليلاً وحدث نفسه
"تباً يالبنى ألا تكفين عن عادتك،إلى متى ستبقي تثيرين المشاكل.

مالذي تريدينه ،فلديكِ أضعاف مما لدى زوجة جلال،ماهذه النسوة؛صدق الله حين قال (( ّ إن كيدهنّ عظيم)) ماالذي يجعلك تتصرفين هكذا،ليتني أعلم مايريحك. "

بعد برهة؛ فتحت عيناها أم توفيق تلتمس موضع نوم زوجها فلم تجده نهضت من سريرها تبحث في أنحاء الغرفة فوجدته على الشرفة يتلو أذكار الصباح 
أخذت رداءه الصوفي الأسود ووضعته على كتفيه قائلة
"الجو بارد في الصباح يا عزيزي، تدثر جيداً حتى لا تمرض وتخسر إجازتك مع الأولاد "
ناداها بينما هي تهم للدخول
"يسرى"

إستدارت إليه مبتسمة متعجبة فهو نادراً ما يناديها بإسمها
"نعم ياعادل"
"ماذا تريد زوجة توفيق؟!"
عادت إليه و قد ازداد عجبها لهذا السؤال الغريب
"ماذا تريد؟! مالذي دفعك لهذا القول؟! هل حصل ورأيت شيئاً أغضبك ؟"
"لا،لا؛ لاتشغلِ بالكِ أعلم أنها حركات كنائن،لكن لما هي متضايقة هكذا ؟؟! لاحظت بضع أمور لم تعجبني إن استمرت هكذا أبلغيها أني لن أسكت هذه المرة "
". لاتشعل ناراً جديدة ، فلم ننسى بعد ماحصل في المرة الأخيرة،فقد تشاجر توفيق وجلال بسبب كيدها، و كان من الممكن  أن يخسر توفيق أخاه بسبب هذه المرأة"
"إذاً هي  تفتعل المشاكل دائماً؟!
حسبنا الله ونعم الوكيل ،ماذا أفعل بها فابنك متمسك بها وإلا كان سيكون لي معها تصرفا آخر "

استيقظت هالة زوجة جلال على صوت بكاء سارة، ﻷن الخادمة لم تسمعها فأسرعت إلى غرفتها وحملتها  ثم بدأت تلاعبها وتغني لها.ثم قالت تخاطب صغيرتها التي هدأت بين ذراعيها.
"هل أنتي جائعة ياحبيبتي؟، هيا تعالي سأرضعكِ أوامر الطبيب ايتها النحيلة رغم أن معظم الأطفال بعمرك قد فطموا منذ مدة"
كانت تكلمها وتداعبها مبتسمة تلمس جبهتا بجبهة إبنتها التي إنهالت على صدر أمها ترضع بنهم كبير
إمتدت يدان من خلفها تتلمس أكتافها وتداعب شعرها لتضمانها إلى صدره
الصدر الذي طالما يشعرها بالحنان  ،هامساً في أُذنها
"صباح الخير يا أروع أميرتان في حياتي "

إبتسمت بحب تستقبل قبلة كبيرة على رأسها
"صباح النور حبيبي جلال "
داعب طفلته التي إنزعجت فقد عكر صفو إفطارها وأخذت تهم بالبكاء فقبل يديها الصغيرتان وقال معتذراً
" حسناً،حسناً،لقد فهمت؛ أزعجتك يا أميرتي هيا لا تبكي  تابعي طعامك ستصبحين سمينة، ولن يحبكِ جدك "
جلس بجانب زوجته يحدثها بمرح ومحبة بينما هالة تحاولت تهدئة سارة التي أعلنت تعكر صفو وجبتها الصباحية 

أثريـاء ولكــنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن