أريد أبي وليس المال
مال .؟!
وهل يشتري المال السعادة؟!
كل ما أفقهه بأنه
يشتري لي حلوىً ودمى
دعوني
أتركوني
أريد الهدوء
لقد أدمنته بعد رحيل أمي
أريد أبي، أريد أبي
...... ...... ..... ....... .....
اليوم الخامس لتواجد جلال في المستشفى
وآلات الطباعة في دور النشر للجرائد الصباحية تطبع الخبر بسرعة ، كل دار يريد أن يكون الأول في نشر الحدث
<<حادث سير يودي بحياة زوجة السيد جلال عادل ؛ بينما هو يقبع في العناية المركزة بلا حراك،الناجي الوحيد هو الطفلة سارةجلال عادل>>
وكل دار يكتب بطريقته في سرد الحكاية والحدثالساعة الثامنة صباحاً والهدوء يعم أرجاء الفيلا وكأنها قد فقدت حياتها
رن صوت الهاتف ليقطع شرود الخادمة
فأسرعت تستقبل الإتصال
كانت المكالمة دولية،و صوت أنثوي يمر عبر السماعة متحدثاً
"مرحبا أنا لينا؛أين أمي ؟"
"أهلاً سيدتي؛أنا رابعة،السيدة في حجرتها مازالت ؛لم تنزل بعد "
"أعطني إياها بسرعة، ماذا حصل ؟!
هل صحيح ماقرأته في الجرائد؟"
بصوت يقطع الدموع أحرفه ، تترجى أن يكون الخبر لا أصل له من الصحة
أتى جواب رابعة يحبط أملها مجيبةً إياها بحزن ثقيل
" هذا الخبرصحيح للأسف ياسيدتي"
شهقت لينا ،وتعالى بكائها على الهاتف بينما الصمت أخذ رابعة لتنسل دموعها بهدوء، تحاول لملمة نفسها لتعزي السيدة لينا تلك المسافرة إلى دولة غريبة،تلك المغتربة عن ديارها بسبب عمل زوجها هناك ، تكتشف هذه الحادثة بقرائتها جريدة الصباح فقط، لم يخبروها عن قصد منهم،أرادو عدم إزعاجها فهي في الغربة ولايريدون إقلاقها هذه كانت أوامر أبا توفيق
زوجها رياض يعيد قراءة الخبر غير مصدق ما يقرأ <<حادث مأساوي في عائلة رجل الأعمال الشهير عادل الملقب أباتوفيق يسفر عن مقتل السيدة هالة زوجة إبنه الأصغر،بينما دخل السيد جلال في غيبوبة،ونجاة الطفلة سارة جلال عادل >>
أغلقت لينا الهاتف بعد ان حدثت أمها مايقارب الساعةوانهارت على أريكتها تبكي على موت هالة وحال جلال وتدعو له بالشفاء،إقترب زوجها رياض يواسيها جلس بجانبها على الأريكة وضمها لصدره يمسح شعرها الأسود رفع رأسها بيديه بحنان لتلتقي عيناه البنيتان بعيونها العسلية وابتسم إبتسامة ممزوجة بالأحزان ليخاطبها
"سأحجز لنا بأقرب موعد طائرة إلى بلادنا "
هزت رأسها موافقة ودموعها لا تستكين ضمها زوجها لصدره ثانيةًمواسياً إياها
في اليوم التالي وصلت الطائرة تحط لينا وزوجها،دخلت من بوابة الفيلا تسارع خطواتها لتصل إلى حضن أمها وتعانقها
أدمى فؤادها شوق الهجر ليزيده ألم ماوقع لأخيها وزوجته
إنكبت بين أحضانها باكية ألم المصاب وأم توفيق تلفها بيديها ودموع عينيها تسيل بألم وحرقة
عودتها إلى ديارها أفرح قلب أم توفيق
رغم كل هذه الأحزان
"أمي،ماذا حصل؟؟،كيف جرى ماجرى ؟هل سيعيش أخي؟أين أبي،كيف حالكما؟أين سارة
هل ماتت هالة فعلاً ؟"
أجابتها عن اسئلتها بحرقة دامعة العيون
"نعم يابنيتي هالة ماتت،وأباك في المستشفى الآن عندجلال هو في غيبوبة "
نزلت سارة مع الخادمة التي تحملها متعجبةة من أصوات بكاء جدتها وعمتها التي لم تراها من قبل
همت لينا وحملتها واحتضنها
"سارة أنا عمتك، هل عرفتني؟!"
صمتت سارة مستغربة مما يحصل
فحال البيت ليس مثل عادته
لطالما كان بيت جدها حين تأتيه وكأنه يوم عيد
جدها غائب لايلاعبها،جدتها لاتتوقف عن البكاء
ولم تعد ترى أمها ولا أبيها
"سارة،أنا عمتك كنت أكلمك على الهاتف حين أحدث أباكِ"
وحضنتها باكية.
وصل رياض بعد برهةً وألقى السلام قاطعاً هذا الصمت الذي استولى على السيدتان
"السلام عليكم .."
" وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، حمداً لله على سلامتكما يابني"
أنت تقرأ
أثريـاء ولكــن
Romansaجنون ينتفض حين تميل النفس إلى ماليس من نصيبها ويصبح الطمع الدافع الأكبر لها تعمى البصيرة والفؤاد وتتخابط الهواجس ... فيستولي الحقد والكره النفس البشرية وتبدأ الخطوات بالإنحدار نحو مستنقع الجريمة... فتنشب الحرب الضروس بين الحب والمال ذكريات مؤلمة...