رحيل

302 18 2
                                    


ياراكباً عربة الغياب
إنتظرني ..خذني معك ..
إنتظرني قليلاً ..
خذ قلبي معك..
إلى أين تحملونه .. دعوني أودعه
دعوني أقبل رأسه
دعوني أكتفي حنانه
أين ستأخذون أبي
أين سأبقى أنا
الموت .. ما الموت؟
الموت ليس إلا نوما لا استيقاظ منه
دعوني أحمله سلاماً لأمي
فقد إشتقت لها
دعوني ....إريد أبي.
...........
في مكتب الوكيل القانوني
جلس المحامي نزار يقلب ويدرس بين يديه الأوراق والمستندات
أبا توفيق يشبك أصابعه فوق عكازه يسند رأسه فوق يداه والمغيب بدأ ينزح عن الأفق لتكتسي السماء ثوبها الأسود المرصع بماساته الفضية،وأبا توفيق
شارد الذهن يبحث في خبايا صمته عن فرحة صغيرة علها تنسيه هذا الكم الهائل من الأحزان
قاطع سكون الصمت صوت المحامي
"أأنت واثق من طلبك يا أبا توفيق؟"
أومئ برأسه مجيباً
"أجل يا نزار أنهي كل شئ وتعال إلي لكن لاتخبر أحد الآن سأطلع الجميع في الوقت المناسب "
"حسناً يا أبا توفيق كما تريد سأذهب غداً صباحاً لتصديق هذه الأوراق في المحكمة الشرعية وأعود إليك المعاملات شبه جاهزة منذ أخبرتني، لكن هذا التعديل الأخير سيأخرنا يومان أخران"
"لابأس؛لا بأس خذ الوقت الكافي لست مستعجلاً "
أنهى كأس العصير الطبيعي الذي أحضرته السكرتيرة ونهض سار خطوتان وتابع قائلاً
"عليَّ الذهاب الآن أنا أعهد إليك ما وكلتك به لثقتي فيك و بقداراتك "
نهض المحامي عن كرسيه الدوار وسار بإتجاه أبا توفيق ماداً يده يصافحه
"وأنا عند ثقتك إن شاء الله ياسيدي "
قال بضيق
"دعنا من كلمة سيدي يانزار أخبرتك سابقاً "
"سأبقى أكن لك هذا الولاء فأنا هنا بسببك "
"أستغفر الله يارجل أنت هنا بفضل الله فقط "
"ونعم بالله عز وجل"
إستند أبا توفيق على عكازه يمضي خارج المكتب، وقبل أن يركب المصعد أوقفه صوت أنثوي لطيف
"سيد أبا توفيق"
إلتفت خلفه ليجد السكرتيرة صفية تناديه
"نعم يا بُنَيتي، كيف حالك ياآنسة صفية ؟!"
"بخير ياسيدي شكراً على السؤال، أردت أن أطمئن عن حال السيد جلال"
"لا شيء جديد يا ابنتي دعواتك له "
قالها وأغمض عينيه يحاول أن يريحمها من الحزن الذي أستولى عليه
تنهدت صفية بحزن وقالت بصوت هادئٍ حزين
"ليشفيه المولى عز وجل"
فتح عينيه وأجاب
"اللهم آمين أستودعكِ الله عليَّ متابعة طريقي"
رفع يده ولوحَ لها مودعاً بادلته ذات الحركة
"ليحفظك الله ياسيدي مع السلامة "

عاد به عزام إلى الفيلا فاستقبلته زوجته في الصالة بقلق واضح
"أين كنت ؟لقد قلقت عليك "
لم يجبها بل راوغ الإجابة وسأل
"أين سارة ؟!"
"في غرفتها تلعب "
تنهد حزيناً وقال
"أجل دعيها تلعب هذا سينسيها قليلاً السؤال عن أمها وأباها "
سألته مستفسرةً
"تريد العشاء؟"
هز رأسه نافياً
" لا سأجري إتصال هاتفياً"
" حسنا،سأصعد الغرفة وأقرأ ماتيسر من القرآن "
"أجل"
أمسك الهاتف و أخرج الورقة وطلب الرقم الذي فيها أتاه صوت رجولي يتحدث الإنكليزية بطلاقة
سائلاً مستفسراً عن صاحب الإتصال
تحدثا لساعة وأنهى تلك المكالمة راضياً بما أتت به من نتيجة

أثريـاء ولكــنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن