يا أنت...
ماهذه الأوراق ...؟؟
أهي بضع صفحات من كتاب؟
أم قصاصة حكاية ؟
أهي كلمات مبهمة...؟
أم هو إعتذار؟!
تعالي إليّ ...
تعالي يا أحلامي
تعالي يادميتي
فلننام ولنترك عالم الأعمال
لا أحتاج مال ...
ولا أحتاج هداياهم
أريد غفوة صغيرة أرى خلالها امي وأبي
وصديقي المقرب
..........................
أخرج حسان سارة من الماء بمساعدة حازم و أجرى لها إسعافات أولية كان قدتعلمها من مدرب السباحة
وصل الجد يلتقط أنفاسه متعبا ًبعد أن أسرع للحديقة
رأها مغمضة الأجفان مبللة الملابس
و حازم بقربها فصرخ
"ماذا حصل هنا ؟!"
أجاب حازم سريعاً
"دفعها حسان إلى المسبح"
إنتاب الجد غضباً عارماً
ومن دون إدراك أو لحظة تفكير
رفع يديه وصفع حسان على وجهه لتعطي أصابعه علامة على خده
أبا إحسان أغمض عينيه بألم لهذه الصفعة وكأنه هو من تلقاها، رابعة وضعت يدها فوق فمها تمنع صوت شهقتها من الظهور
وضع حسان يده مكان الصفعة ولم يلفظ ببنت شفة وجّهَ نظراته الغاضبة سريعاً نحو حازم وقال بصوت يشبه الهمس
" كاذب لعين"
ً رفع أبا توفيق نظره نحو حسان بغضب وقال
"ماذا قلت ؟!"
أجابه ببرود وهو ينهض متكماً على غضبه
"لم أقل شيء "
ثم استدار بإتجاه جده أبا إحسان وقال
"لنخرج من هنا ياجدي ...فحال سارة ليس بخطير"
صرخ أبا توفيق لهذه الإجابة الفظة معنفاً حسان
"أخرج من الفيلا... لا أريد رؤيتك هنا ثانيةً..... "
خرج هو وجده من الحديقة يسيران للممر المؤدي للخارج ...
بينما حازم إبتسم بخبث راضياً لطرد حسان
أما أبا توفيق يحاول إيقاظ سارة يهزها ويصفعها صفعات خفيفة
"سارة....سارة؟!...إستيقظِ ياطفلتي "
لكنها لم تستجب له
أخرج توفيق هاتفه الخليوي بعد أن وصل وأتصل بالإسعاف
حينها بدأت سارة تستفيق حملها عمها إلى داخل الصالة ووضعها فوق الأريكةوفي المستشفى خرج الطبيب من غرفتها مبتسماً يوجه كلامه لأبا توفيق وتوفيق
"لاتقلقوا الطفلة بخير لم تبتلع الكثير من الماء يبدو أن أحدهم أجاد الإسعافات الاولية"
دخل الجد غرفة الصغيرة التي إستيقظت وما أن رأته حتى عانقته وقالت
"جدي أنا أسفة لم أقصد إخافتك كنا نلعب فحسب ، أنا بخير يا جدي "
كنتم تلعبون ؟!..أتسمين الغرق لعبة ياسارة ؟! وما الذي كنتم تلعبونه؟!"
"كنا نلعب لعبة المطاردة ، يبدو أن قدمي زلت وسقطت في المسبح وأنقذني حسان ...."
"أنقذك أم هو من دفعك؟!"
"لا ...جدي .... لقد أنقذتي لم يدفعني أحد يا جدي..لقد زلقت قدمي فحسب "
"سارة لاتكذبي عليَّ"
"جدي ....أنا لا أكذب "
قالتها وأشاحت بوجهها كي لاتفضح عيناها إخفائها للحقيقة
ضم الجد صغيرته وحدث نفسه بندم..
" لقد أخطاءت بحق حسان بدلاً من أشكره صفعته وصدقت حازم لما كذب عليَّ هذا الولد؟! "
عادوا بسارة من المستشفى فوبختها جدتها تصيح في وجهها فقد أخبرها حازم بأنهم كانوا يلعبون فسقطت في الماء
"سارة ...لقد أخبرتك ألف مرة أن تنتبهي أثناء لعبكِ ماذا لو تأذيتِ، يا إلهي كان من الممكن أن تموتي. كوني حذرة أكثر... "
قال أبا توفيق مهدئاً زوجته
"لابأس يسرى ....لا بأس الشابة بخير"
ثن إستدار إلى سارة وقال
"إذهبي إلى غرفتك وارتاحي ياصغيرتي"
مضت سارة تصعد السلالم و رابعة تمسك بها ....وساعدتها على إرتداء ملابسها ثم قامت بتغطيتها بعد أن دخلت السرير قبلت رأسها وابتسمت قائلة
"الحمد لله على سلامتك ياصغيرتي "
تبسمت سارة إبتسامة لطيفة وأجابت
"شكراًلك يارابعة سأنام قليلاً"
"حسنا ياً صغيرتي .... إرتاحي "
هبطت الخادمة السلالم لتسمع أم توفيق تقول لزوجها
"لما ضربت الصبي ياعادل أهذا جزاء إنقاذه لسارة؟ "
ظل عادل صامت يغمض عينيه مكتفاً يديه إلى صدره
"أتعلم أن أبا إحسان قدَّم إستقالته "
فتح عينيه مدهوشاً واستدار بإتجاه زوجته وقال
"ماذا ؟!"
تنهدت أم توفيق تعاتب زوجها
"عليك ألا تتسرع يا عادل... لم تتسرع يوماً كما تسرعت اليوم ،لقد جرحت كبرياء الصبي فهو ليس صغير.....إنه في الخامسة عشر من عمره في بداية شبابه وأعتقد أن هذه إهانة بحقه"
زفر بعصبية يخفي ندمه
"كفا يا إمراءة ...لقد أخطاءت وأعلم هذا جيداً ،لكن لما قدَّم أبا إحسان إستقالته "
تابعت كلامها بكل هدوء
"لا أعلم ...ماذا لو ضرب أحدهم حازم أمامك هل كنت ستبقى معه؟"
أغمض عينيه يبحث عن هدوء لمشاعره المضطربة ثم نهض وسار باتجاه الهاتف يتصل بأبا إحسان لتجيبه أم إحسان بأن زوجها غير متواجد في المنزل
صعد السلالم وطرق باب غرفة سارة ما أن رأته حتى عدّلت من جلوسها في سريرها قائلة
"جدي؟..أهلاً جدي "
هز رأسه وجلس بجانبها ...
وضع يد فوق يد على عكازه وقال بنبرة شديدة
"سارة ....أريد الحقيقة ماذا حصل حقاً؟ ولا تكذبي علي أنت الأخرى.."
تنهدت الطفلة علمت أنه لا مفر من الحقيقة وأخبرت جدها كل شيء وكيف يصر حازم على نعت حسان بألفاظ مهينة وكيف يُعيّره بفقره
غضب أبا توفيق وانزعج من تصرفات حازم فهو لم يهن أي عامل لديه في حياته قط ...فكيف يفعل حازم هذا بحفيد صديقه؟
حازم في غرفته يستمع للموسيقى الصاخبة
فتفاجأ بأن باب غرفته فُتح بعنف
،وجَدَّه يضرب الأرض بعكازه داخلاً للغرفة ثم قام بإطفاء المسجل بعصبية لاتقل عن غضب مشاعره لتصدر حروفه بشددة
"إن حصل و سمعت أنك أهنت أحد في هذا المنزل ياحازم لاتلومن إلا نفسك..هل فهمت يا ابن لبنى ؟"
"إبن لبنى !؟"
قالتها لبنى بتعجب بعد ما رأت الجد يدخل غرفة حازم بهذا الشكل فعلمت بوجود خطب ما فاتبعته
تابعت كلامها مغتاظة من عمها
"ومابها لبنى ياعمي ؟"
لم يجبها، بل أشاح بوجهه مبتعداً كأنه لم يسمع أحد يتكلم ومضى لغرفته يزفر بغضب
في منزل إحسان
حسان يثور ويصرخ بسبب ماحصل قائلاً
"لقد أنقذتها وصفعني ......ذلك الكاذب حازم قال أني دفعتها.... أقسم أني لم أدفعها.. هو من دفعني فاصطدمت بها وسَقَطت في الماء"
تنهد أبا إحسان فهو حقاً لا يدري ماذا يجب أن يفعل ثم قال
"يجب أن يعلم أبا توفيق الحقيقة "
أجابه إحسان بكل هدوء
"ومن برأيك سيصدق إبن العامل لديه ... أم حفيده؟!"
رد أبا إحسان مدافعاً عن صديقه وقال
"أبا توفيق ليس من ذاك النوع وأنت يا بني تعلم ذلك جيداً ...أنت أيضاً يا حسان تعلم كم السيد عادل إنسان جيد ...فلقد نشأت في منزله تقريباً"
"وهذا ما كان يزعجني ياجدي وبشدة نشأت في منزله ولم يصدقني"
ثم تابع بحزن
"لم يتبين الحقيقة بل تصرف فوراً"
بينما أبا توفيق كان نادماً لهذا التصرف اللا تلقائي وبدون تفكير مسبق
أنت تقرأ
أثريـاء ولكــن
रोमांसجنون ينتفض حين تميل النفس إلى ماليس من نصيبها ويصبح الطمع الدافع الأكبر لها تعمى البصيرة والفؤاد وتتخابط الهواجس ... فيستولي الحقد والكره النفس البشرية وتبدأ الخطوات بالإنحدار نحو مستنقع الجريمة... فتنشب الحرب الضروس بين الحب والمال ذكريات مؤلمة...