صدمة

245 23 0
                                    

أين هو ....؟!
أخبرنون ..
ماذا حصل...؟!
لما أنتم مصرون على الصمت ؟!
ماهذه الدموع ؟
!.هل تسمعون!؟
لماذا لا أجد إجابة
ردوا عليّ...
أخبروني...
أين أنت يا غائبي... أين أنت؟
دعوه يعود ....
أحتاج إليه فأنا دونه..
في وحدة مؤلمة
................
دخل أبا توفيق مساءً لغرفته ليجد أم توفيق جالسة على شرفة غرفتهما بحزن تسرح بأفكارها ، مبللة الأهداب
"السلام عليكم "
قالها وهو يضم زوجته من خلف ظهرها يغدق عليها الحب والدفء
إستدارت لتصبح بين ذراعيه مستقبلة إياه
"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...متى عدت ياعزيزي .... لم أنتبه"
إبتسم بحنان يمسح دمعها
" لأنكِ كنتِ شاردة الذهن....حزينة العينين ...كم مرة أخبرتكِ أن الحزن لايليق بكِ..."
إبتسمت بخجل وضعت رأسها على صدره قائلة ...
"كيف أحزن ولديَّ أروع زوج في الدنيا يمتلك صدراً أوسع من كل بيوتنا"
فأسند رأسها على كتفه وقال
"وأنا لدي أفضل زوجة في العالم أجمع"
ثم أمسك يدها قائلاً
"هيا لندخل الجو بارد على عجوز مثلي"
ضحكت بمرح مبددة أحزانها وهي في طريقها للداخل تابعة زوجها
"لست طاعن السن لهذه الدرجة ...."
أطلق أبا توفيق ضحكة وقال
"لا تنكري لقد أصبحنا عجوزان "
تنهدت أم توفيق وتابعت حديثهما
"أجل صحيح لقد كبرنا في العمر والدليل أن أحفادنا قد أصبحوا شبانا......وأنا قلقة"
قاطعها بنظرات متسائلة
"مالذي يقلقكِ ؟!"
"لاشيء ...لاشيء"
تابع كلماته وهو يرتدي منامنته
"أهناك مايشغل بالك ؟!"
"إنهم يكبرون يوماً بعد يوم....لقد أصبحوا مراهقون ...قليلاً بعد وتصبح سارة شابة إنها تزداد شبهاً بابيها أكثر فأكثر ..."
"ليرحمه الله ويغفر إليه ويجمعنا به في الجنان "
"اللهم آمين"
إبتلعت دموعها التي طفقت بين أهدابها مكملة حوارها مع زوجها لتستعيد إنتباهه لها...
"...عادل ..أليس...من الأفضل؟ ...".
أردف سريعاً كلماته يُرحها من شرح طويل
"أجل... أجل ...لقد فهمتك وأنا أفكر بذات الشيء لا تظنيني غافل عن أمر كهذا إنما إنتظري عودة توفيق فقد أخبرني أنهم سيعودون لمنزلهم ما أن يصل من لندن ....والآن إستريحي يا عزيزتي ودعينا ننام فقد أصبح الوقت متأخراً ..."
إبتسمت أم توفيق بود لزوجها وأطفئت الأنوار تاركة أبا توفيق يغط في نوم عميق واستلقت بجانبه بكل هدوء داعيةً الله أن يطيل بعمر زوجها الحبيب

يوم جديد ....وسارة على مقعد دراستها تهنئها معلمتها لنباهتها وذكاءها جاعلةً بقية الطلاب يصفقون لها بحرارة
صديق حازم يسترق النظر إلى ورقته فهم يقدمون إختبار منتصف العام الدراسي
أبا توفيق في مكتب الفيلا يتابع أعماله المكتبية من المنزل
أم توفيق في زيارة لقبر جلال
تقف قربه و دموعها تعبر عن حزنها الذي لم يخبو رغم هذه السنين تخاطبه كأنه موجود
"....آااه ياولدي....أوجع قلبي فراقك... آااه ما أصعب أن يسبقك ولدك في الموت "
عزام الذي ينتظرها متكأً على السيارة أشفق على حال هذه الأم وانسلت دمعة من عينيه راح يداريها بيديه
بينما حسان إنتهى من الإجابة على أسئلة الإختبار وسلم ورقته لأستاذه راضياً عما قدمه فيها ، فقال الأستاذ
"هل إنتهيت بهذه السرعة ياحسان ؟!"
أجاب حسان مبتسماً
"أجل يا أستاذ "
نظر بتعجب إلى ورقة الإجابة وراح يتفحصها فزال عجبه لما رآه وابتسم قائلاً
"أحسنت بإمكانك المضي إلى الإستراحة "
نظرات حازم الحاقدة لحسان جعلت الأستاذ محتاراً فيها إلا أنه تجاهل الأمر

أثريـاء ولكــنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن