حلم

268 18 2
                                    

مؤلم أن تحيا
بنصف قلب ...بنصف روح
منفي كالحلم ...ضائع بين الأيام
تختنق حروفك بانتظار جواب
مؤلم أن  تجبرك الحياة
على إقتماص أدوار
لا تناسبك
مؤلم أن تسير منفياً
في شوارع الحياة
وحلم الصبا تقتله
الظروف
والحب يعلنون إعدامه
مؤلمة هي الحياة.....
....... ..... ..... ....... ....... ........
في صالة إنتظار القادمين
عبير وزوجها ينتظران ذاك المسافر قادماً من غربته ....فلمحته قادماً طفقت عيناها تغرقان بدموع الأشواق
لوحت له تلفت إنتباهه إليها
طويل القامة عريض المنكبان
بجسده الرياضي وعيناه الشهلاوتان
حليق الذقن والشاربان شعره المموج أسود اللون زاده وسامة يمسك بين يديه سترة بذته الرسمية السوداء الفاخرة ،لتوحي للناظرين بأن هذا الشاب من عائلة ثرية.. ...
يبحث بين المنتظرين عن شقيقته
لوح بيده بعد أن رأى عبير تنتطره بلهفة دامعة العينان إبتسم إبتسامة عريضة عبرت عن أشواقه فأسرع بخطاه نحو أخته التي فتحت ذراعيها قليلاً تستقبل أخاها بالأحضان إقترب منها وضمها برقة ولطافة قائلاً
"كيف حالك يا عبيرر ؟" ..
"حازم ...حازم... يا الله كم أنا مشتاقة لك يا أخي "
"لا أقل عنك شوقاً ولله ..إني لمشتاق لكم كيف حالكم جميعاً؟..كيف حالك ياربيع يابن خالي وزوج أختي"
ضحك ربيع ضكةً طويلة وقال
"لازلت تناديني هكذا "
"وهل أنا كاذب أنت إبن خالي وزوج أختي"
ثم استدار بإتجاه رامي ووليد معانقاً إياهما معاً
"لقد كبرتما ..كدت لا أتعرف عليكما لولا صوركم المرفقة مع الرسائل لما عرفتكم"
وأخذ يضحك ليجعل البقية يضحكون على مزحاته
جال بناظريه المكان يبحث عن أحد ما
"أين أمي؟ لما لم تأتي معكم ؟"
خفضت رأسها عبير بحزن قليل وقالت
"أمنا مع زوجها فهو في رحلة عمل "
شعر حازم بخيبة أمل إلا أنه تبسم وقال
"لا بأس.. لابأس سأرها حين تعود وأبي لما لم يأتي ؟"
"أبيك ينتظرك في الفيلا عند جدتي "
لنذهب إذاً عندهما ...مشتاق لجدتي كثيراً"
"ألا تريد الذهاب لشقتك ؟"
"لا لا ..دعيني أذهب لجدتي أولاً ستوبخني بشدة أنت تعرفينها "
ضحكت عبير بينما زوجها تابع قيادة السيارة يقل هؤولاء الإخوة لمنزل جدتهم
وصلت بهم السيارة تدخل عبر البوابة الضخمة وحازم ينظر ببرود لتلك الدروب قطعت الممر الداخلي فيهم لتقفز ذكريات طفولته إلى خلده فابتسم  ملفتاً إنتباه رامي ليقول له
"ما اللذي يضحكك ياحازم؟'
"لقد تذكرت أمراً..."
ثم قهقه  قائلاً
"هل تذكر كيف أوقعتك هناك يارامي؟"
أشار بيده نحو الحديقة الداخلية للفيلا
"تباً يارجل لاتذكرني لازال أثر الجرح موجود على فخذي"
قال حازم وصوته تمزجه الضحكات
"لقد كنا أشقياء جداً "
"أجل"
وراح الجميع يستعيدون من ذكرياتهم داخلين للصالة ليقاطعهم صوت حنون مبحوح أثر السنين قد غير من نغماته المسترسلة تنادي
"حازم "
مادةً ذراعيها تستقبل حفيدها
ألقى بنفسه عليها بهدوء يضمها ويقبل يديها ورأسها
"كيف حالك أيتها الشابة دعيني أرى" أبعدها  عنه ولمس خدها يرسل كلماته مبتسماً
"يال هاتان الوردتان على خديك أجمل من ألف صبية أنت يا جدتي "
ضربت كتفه بدلال
"توقف ياولد أنت تخجلني"
"أطال الله بعمرك يا أجمل جدة في العالم "
واستدار إلى أبيه يضمه
"كيف حالك يا أبا حازم "
"مشتاق إليك ياولدي وأنت كيف حالك؟"
أتت صفيه تحمل يامن بين ذراعيها وجودها لم يرحه إلا أنه تغاضى عن مشاعره مسلماً عليها بكل إحترام
"كيف أنت يا خالتي صفية ؟"
"بخير ياحازم الحمد لله على سلامتك"
"سلمك الله من كل مكروه،أنظروا لهذا الشاب القوي تعال يا شقيقي"
قالها وحمل الطفل بين ذراعيه يقبله بكل حنان
جلسوا في الصالة ودار الكثير من الحديث المرح ليقاطع كلمات حازم صوت أنثوي يلقي السلام
"السلام عليكم ورحمة الله"
إلتفت حازم ليتفاجأ بسارة عائدة من الكلية  فقال بتعجب مما رأت عيناه
"سارة !؟"
تبسمت ابتسامتها اللطيفة وقالت
"حمداً لله على سلامتك يا إبن عمي"
"شكراً شكراً سلمك الله "
لكزه رامي فقد أطال النظر بوجه إبنة عمه... إستعاد رشده وجلس يتابع حديثه مع سارة التي تحتضن يامن
"أرى أنك تدرسين؟"
"أجل لقد تخصصت بالهندسة"
"الهندسة؟..جيد جداً ..لم أهواها يوماً"
رحب الجميع بعودة حازم المفاجئة
إلا أن صفيه إستغربت من هذا الرجوع
فلطالما أخبره أباه بالعودة وكان يرفض فباتوا ليلتهم جميعاً في منزل جدتهم يتسامرون مستعيدين أيام مضت عاشوها في هذا القصر الصغير

أثريـاء ولكــنحيث تعيش القصص. اكتشف الآن