ربما يوم ما

254 4 0
                                    

استيقظ على رائحة خبز بلدي ، انه اشتاق للمأكولات الشعبية فمنذ أن أصبح ما هو عليه الآن ، لم يأكل قط طبق بل كل ماضيه بات عالقا في ذكريات طفولته المتعثرة و السعيدة .
الشمس تخترق عيونه ففي بيت سائقه ، الستائر لا تحمي الأعين من أشعة الشمس ، لكنه يشعر بطاقة تحيي كل ذكرى سنوات مضت و كأنها حقبة و تكرر .

إنه ضحك أطفال؟

دقات قلبه تسارعت ، ففي بيته تعاقب العربية أطفاله، و تلقنهم دروسا في التعامل برقي ، احس بالذنب كأنه حرم أولاده من الطفولة ، من المرح من كل شيء، أهم سعداء بدوني ؟

- صباح الخير .. السائق حيران لم يتقبل بعد وجود رب عمله ، على فراش بيته المتواضع ، الفطور جاهز .

- صباح الخير ، يبدوا لي أن الفطور شهيا .

- انت تعلم فطور عادي جدا

- هذا ما أريد.

- أنا حقا اعتذر بدل أطفالي هه انهم يتحدثون بصوت عال .

-  كفاك اعتذارا ، تعاملني و كأنني من فصيلة أخرى ، إلا أبدوا لك على أفضل حال من البارحة ؟  حظيت بالراحة هنا .

- نعم وجهك اليوم مشرقا ، نحن ننتظرك على مائدة الطعام .

على المائدة الجو مختلف ، و دافئ انه جو عائلي ، ام و زوجة سعيدة ، أطفال يضحكون بصوت صاخب و أب يشارك أبنائه اكل شيء، انهم اسرة متكاملة ،  لماذا احس بفراغ كبير ؟
ماذا انا اغار من سائقي ؟
و لما لا ؟ انه يملك كل ما افتقده : السعادة .

- أحد ما يطرق على الباب .. اختفت الزوجة لتعود و معها صوت مألوف

أدار وجهه ثم حدق إليها كانه أم  لاقت ابنها بعد سنوات من الغياب و الحرمان ، يحلل كل جزء من ملامحها ، إنها ليست كباقي النساء ، شعرها عاد لا أثر لللألوان على وجهها، جمالها عار كالطبيعة .. و في عيناها شيء عميق كلوحة فن ، نظراتها متناسقة يا إلهي ما الذي حل بي ؟


لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 26, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ظلمة طيف . حيث تعيش القصص. اكتشف الآن