العقاب

224 3 1
                                    

هناك أشياء لم أكن أحب أن أتحدث بشأنها أبداً. عندما دخلت الأمن المركزى، أدركت أننى لم أكن أحب الحديث عن هذه الفترة من حياتى.

خلال الأيام الأولى أحسست بأن حياتى توقفت تماماً، كنت لا أنام تقريباً . منذ أن غادرت القطار وسط القطيع وأُلقيت فى عربة تكاد تنفجر من البشر، حتى وصلت القطاع وأتممت ما تبقى من إجراءات ميرى -أو تستطيع أن تقول- التى تمت دون رغبة منى.

إسمى يُعلن على الملأ " أفندم" .. أصطف خلف طابور طويل يتحرك بإنتظام ويقف، يأتى دورى لإستلام بطانيتين، أحملهما متهالكاً وأصطف فى طابور أخر ..

كم الوقت الآن؟ لا أدرى. لماذا طُلب منا خلع الساعات؟.. أهى ممنوعة هنا، لا أدرى.. إنها مجرد ساعة.

أفترشت الأرض، وضعت البطاطين وجلست القرفصاء، ينهرنى من بعيد، من على كرسيه الخشبى، كلما تدلت رأسى على صدرى لا إرادياً من أثر الإنهاك، و هكذا حتى الصباح.

فى طابور الإفطار تنامى إلى سمعى كلام عن" فول بزيت الخروع" لم يعنى لى ذلك شيئاً، كل ما تمنيته فى تلك اللحظة أن يأتى دورى لأن الجوع الكافر يقتلنى ببطء.

الأكل بطابور، والحمام بطابور، والإنتقال من مكان لأخر بطابور، حتى النوم بطابور.. عندما آتى موعد طابور النوم، كانت الأسِره كلها مُحتله، فتقاسمت الأرض مع زميل، وكان غطاء بلاعة صغيرة يقع فى الجزء الذى تقاسمته تحت رأسى مباشرة، ولولا الإنهاك والتعب ما غمض لى جفن بسبب هلاوسى عن الحشرات التى سوف تملأ أذنى حين أغط فى النوم.. هكذا مر اليوم الأول أو الأسبوع الأول، لا أدرى، فالملل قاتل والميرى لا يرحم.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 17, 2014 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

العقابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن