دائماً و أبداً

4.2K 184 29
                                    

راقبت عقارب الساعة بحذر شديد فهي لاتريد للوقت ان يمر  

امسكَت بهاتفها علها تجد منه اتصال او حتى رسالة يطمئنها عليه فيها ولكن للاسف لم تكن ظنونها في محلها

بالخطأ عندما ارادت الخروج دخلت على رسالة من ضمن رسائله الكاذبة التي كان يخبرها فيها ( لن اتركك ابدا )

حدقت بالشاشة مطولة قبل ان تبدأ باسترجاع تلك الايام , فورا امسكت بالهاتف وألقته ارضا وهي تصرخ " لماذا "

ولأن لا يوجد احد غيرها بالمنزل فتكرر صوتها مرارا وتكرارا الا ان توقف .

الهدوء يعم المكان لا تسمع الا ثلاث اصوات , صوت انفاسها وصوت عقارب الساعة و قطرات المطر الغاضبة تضرب بقوة على الزجاج

حركت جسدها النحيل الذي بات يؤلمها مؤخرا من على السرير واقتربت من الساعة الموجودة على الحائط . بدأت تتأمل العقرب وهو يمشي بسرعة اكبرمن المعتاد , تكلمت هامسة لنفسها " لماذا تمشي بسرعة ؟ "

صمتت قليلا ثم اكملت " ارجوك تحرك ببطءِ قليلا .. ارجوك " نظرت مطولة وكأنها تنتظر من الساعة اجابة ثم ضحكت على نفسها " أنني اتحدث الى جماد ! ههه حتما لقد جننت "

سارت الى النافذة ونظرت الى قطرات المطر الموجودة على الزجاج قبل ان تبدأ بسؤال نفسها " ترى هل هو سعيدُ الان ؟ ترى هل كل شئ على مايرام ؟ هل تمت مراسم الزواج بشكل صحيح ؟ هل تذكرني او هل لاحظ عدم وجودي هناك ؟ بالطبع لا فهو الان يستمتع مع زوجته الجديدة التي لطالما وعدني بأنها ستكون انا

بمجرد أن تذكرت انه كان يقول لها انها اميرته وانها الوحيدة التي سكنت فؤاده و عقله جعلها تشعر بالم في قلبها

مسحت دموعها التي سقطت على وجنتيها دون ان تشعر , نظرت الى يديها وهي تمسح دموعها فلاحظت اثار الجروح التي فعلتها لنفسها مؤخرا بعد ان اخبرها انه لم يعد يحبها وانه يريد الزواج بفتاة اخرى "

بمجرد ان تذكرت حديثه لها  واللا مبالاة الموجودة في صوته حين قال هذا الكلام وكيف كانت صدمتها عندما سمعته , تذكرت انه كان في يوم الحب وكانت قد احضرت له وردا احمر ودبدوب كتب عليه " الحب الدائم " ولكنه اهداها عوضا عن ذلك ماهو اقوى والذي هو انه لم يعد يحبها ! .. جعلها تسقط ارضا وتزحف الى زاوية الغرفة حيث اعتادت ان تجلس كلما تذكرته .

بدات بتكرار نفس الاسألة  التي اعتادت ان تسألها لنفسها يوميا " تُرى هل فعلت شئ يضايقه ؟هل قلت له شئ يضايقه ؟ هل رفعت صوتي او انفعلت قليلا وانا اتحدث معه ؟" لا فأنا كنت دائما منتبهة لكلامي حارصة على ان لا اغضبه قط ! اذا لماذ تركني ؟ "بدأت بتكرار السؤال " لماذا ؟ لماذا ؟

اعادت نظرها لساعة .. و هاهو الوقت , انه وقت حفل الزفاف , انه الوقت الذي سيتوج اميرها ملكاً ولكن بأميرة اخرى غيرها

دائماً و أبداًحيث تعيش القصص. اكتشف الآن