Part* 1*

82 8 9
                                    

ضغوطات وغرق بين اوراق العمل من وثائق وتوقيعات ومستندات التي استطاعت بأن تنسيني أني كائن حي أتنفس لي مشاعر وأحاسيس أطلقها عنان قلبي وأنستني أن لي الحق في حياتي ان أشقها دون قيود ...لأرى جمال الخالق في إبداع خلق خلقه ..اشغلتني عن أرق الكائنات وصفا "نساء الارض" بأنهن نبضات القلب يتراقصن على أوتار حياة الرجال ..
لم أستيقظ من سبات الغرق العميق من فوهة سوداء ..لم أخرج منها إلا عندما رأيت صاحبة الوجه ذو بياض الثلج في شتاء شديد البرودة ذو شفاه قرمزيتين ..بعيون واسعة اتساع الكون، بلونهما الزرقاوتان يشبهان البحر يبثان الصﻻبة والرقة في صفائه .... صاحبة الشعر المجعد الطويل كأمواج البحر عند غضبه ..مرتدية فستان وردي اللون المنسدل على جسمها النحيل ناعم البشرة صافي ﻻ تشوبه شائبة ..توافقني في القول الريشة عند سقوطها من الطائر تداعب يداها منزلقة عليهما دون ان تخدشها ...حاملة باقة من الورد الأزرق البري ..متجولة في الطرقات بين السيارات تحاول بيع زهرة زرقاء تشابه السماء في صدقها ..عند خروجي من عملي ذاهبا الى منزلي حيث يرقد الفراغ وصوت الهواء يتجول في جميع أركان المنزل يستقبلني لدى عودتي ... لأضع جسدي الهامد الذي يعيش في هذه الحياة دون ان يبث في عروقي جرعة من الحياة ... ؛ ذاهبا لركوب سيارتي اراها تحني رأسها سائلة السائق إن يريد شراء زهرة لعشيقته او لزوجته ...وأنا ﻻ استطيع بأن أوشح بنظري عنها غارقا في ملكوت الجمال في هذا الابداع من الرقة والقوة والصخب يجتمعون في جسد واحد صاحبته "بائعة ورد" ....
إنهمكت في مشقات الحياة دون أن تراعي هذه البشرة مثل الزجاج شفاف ورقيق صادق ارى نفسي بها... هل أنا بخطيئة لمجرد نظري اليها ؟! هل يستطيع الانسان بأن يرى الجمال المعبود ذو شعر المجدول وان يتوقف عن النظر اليها؟!
ها أنا قد انفتحت لي الحياة برؤية ﻻمعان العينين مثل لمعان عيني الطفل باكيا ﻻ تستطيع بأن تقاومهما .... احدثت ضجيج في اضلعي لأول مرة يتوافقان عقلي وقلبي♥ على شيء وانا بنفسي ﻻ أستطيع نكران ما رأيته ... أنظر وأنظر وأستطيل بنظري اليها منتظرا دوري بأن تأتي الي بأن تسئلني ...هل تريد شراء زهرة مني ؟! .. أنا لن أستطيع الصمود امام الكم الهائل من هذا الجمال في عينيها سأقوم بشراء الباقة جميعها وليست زهرة واحد ...ولكني ﻻ أريد أن اراها ليوم واحد فقط أريد ان اراها كل يوم .. ..

أزرقي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن