١١:٤٢ صباحاً
تَقِف تِلك الفتَاة الشارِدة في نافِذة غُرفتها المُطله علي العالم الآخر ، و مَع كل رشفه من قهوتها التي أصبحت جُزئا أساسياً في حياتها اليَومية ، كاُنت سابِحة بخيالِها الي ما حدث منذ الاربع سنَوات الماضيات ، حقائق تخشي مُصارحة نفسها بها حتي لا تُصاب بالعجزِ ، كوفَاة والدي التي تسَببت بها ، يراودها شعور الذنبِ تجاههُ دائِماً ، لو لَم تكُن عبئاً عليه ، لو لم تَكُن تَحتاجه في كُل شَئ ، لظَل مَعها في وقتِها ذاك .
ولكِن لا مفَر من الواقِع ، هو واقِع لابُد منهُ ، لابُد مِن التأقلُم معُه والعيِش لاستمرارِ الحياة ، لكِن هُنا يَكمُن التسآئُل
كيف ستمُر الحيـَاة ؟ .
في كُل الاحُوالْ سَتمُر الحَياة و يتَزايَد العُمر و تَقترِب مِن الشَيخُوخة بالتَدرِيج ، ولَكِن لِلقدَر قرَارات حَتماً تجعَل الحَياة تمُر كَما يَشَاء ...مُنتظِرة الآن قُدوم كريسْ حتي تستَمِع لأصواتِ بُكاؤه التي تجعَلها تنهِمر بُكائاً من خلفَ شُرفتِها ، هي فقَط من تشعُر به هنُا ، فهيَ في قائِمة الفاقدِين مثلُه ، تريد المَسح اعلي ظهُره و مواساتُه ، فلَم يشعُر أحَد عَلي هذا العالم البغيض بهما الا اذا تيتم العالم بأكمله .
لا تَعلم ربما هو يُلاحظ وجودها كما تَفعل ، رُبما يتعَجب ايضاً مِن امر مَسكنها ، كانت تَراه مُنذ الاربع سَنوات كأي شَخصٍ يأتِي الي هُنا ، لكِن لَم تكن تكتَرث لوجوده اليَومي ولكِن في الاونةٍ الاخِيرة اصبَح يَوميا يأتي ليغرَق في مَوجات من الدموع ...
لا تَعلم هِي لمِا يأخُذها فضُولها تجاهَ تلِك الشاب ، ربُما لغمُوضةِ المُتناهِي ، و ربُما تَعجبها من تضَاد قامة جسَدة المريِعه مع دمُوعه المُنهمِرة علي قَبر والدته .
قاطعهَا شِرودها تِلك المُلثَم قادِم مِن بَعيد
بينما تشُق طَريقهَا للدخُول ،
وبدُون ساِبِق إنذارٍ من كِلاهُما !
تقَابلَت اعينهُما لجُزءٍ مِن اللحظَه ممَا جَعلهَا تَتجَمد مَوضِعها كالبلهاءِ ، اما هوَ فلمْ يُبالِ واكْمَل سيرهُ متجِهاً لقبرِ والدتهُ .!
لم يحالفها الحظ حينها ، ولكن لما السخرية ؟ ومنذ متي يحالفها الحظ من الاساس ؟!اُفيقَت من شِرودِها عِندمَا ادركَت انها تتَأمَل اللاشئِ ، اغلقَتِ بَاب الشُرفهَ مُعلنَه دخُولها .
جَلسَت عَلي الارِيكه بِمفرَدها تَذفر الهواء بشكلٍ حادٍ ، تلَعَن ذاتِها ، تَلعن غبائِها الذي وضَعها بتلكَ المَوقِف الغيِر مُرحَب به البتَه..!
_________________________في القصر :
" لم اتوقع كل تلك القسوة منك زين !. أيعقل ما فعلته بتلك المسكينه !. "
تلكَ العبَارة التِي تفوَه بِها الشابِ الجَالِس بِجانِب صَديقُه المُقَرب لهُ فِي تلكَ القصْر بشكل خاص ، أو بمعني اصح في تلك الحياة بشكل عام .
YOU ARE READING
القَدَر. ْ | .DESTINY
Romanceاتعلَمِي ! القـَدَر هُو مَن جَمعنِي بكِ و اخشي ان يَفرقـَنا .