جلس على المقعد أمام الزجاج الغليظ ، يحدق في المكان من حوله ، تلك الجدران الباردة التي تتحدث عن كآبة هذا المكان
من خلف الزجاج ، جلس يونهو بملابس السجن الخالية من الحياة وهو يضحك ضحكته المستفزة
يونهو : ما هو سبب زيارتك لي الان ؟
دونغهي : أردت ان ارى لاي حال وصل بك انتقامك
يونهو : ماذا عن جميلتك النائمة ؟
دونغهي : لقد استيقظت ، تمكنت من النجاه وستخرج من المشفى قريباً
يونهو بغيظ : لم تمت إذاً ، لابد انك سعيد ؟
دونغهي : اجل انا سعيد جداً ، ولكن ماذا عنك ، ما الذي وصلت اليه بانتقامك الغبي ذاك
لقد خسرت كل شيء ، خسرت ماضيك وانت تفكر بالانتقام ، وخسرت مستقبلك لمحاولتك قتل فتاة بريئة بحجة الانتقام
لقد خسرت نفسك حتى ، خسرتها في ظلام الحقد دون ان تشعر ولم تكسب شيئاً
عندما تخرج من هذا السجن ، سنكون انا ويون بي سعيدين معاً بل وربما سيكون لنا اطفال رائعين
ماذا عنك ، ما الذي ستكون قد جنيته من بيع روحك للظلام كل تلك المدة ، كيف ستعيش في ذلك الوقت ومن اين ستبداً ؟؟
انا أشفق عليك حقاً ، على ما الت اليه أمورك ، لم تعش يوماً بسلام وانت تخطط لتدميري بينما كنت تدمر نفسك فقط
ضرب على الزجاج بجنون بينما تعالت الدموع الى عينيه رغم محاولاته اليائسة لمنعها
صرخ غاضباً : كل ما يحدث لي بسببك ، لقد أفسدت حياتي انت السبب
دونغهي : لست انا من أفسد حياتك بل انت من فعل ذلك !
يونهو : تباً لك ..
دونغهي وهو ينهض : اتمنى ان تمضي فترة عقوبتك بسرعة ، وان تبدأ حياة أفضل عندما تخرج من هنا ..
غادر دونغهي تاركاً الاخير يبكي ، يرثي نفسه وحاله ، وقد خسر كل شيء
في المشفى ، بينما كان على وشك المغادرة قابلته هناك في طريقها للذهاب الى غرفة يون بي
نظر كلاهما للاخر ، نظرة عتاب وألم ممتزجة بالحيرة والرهبة ، أبعدت نظرها عنه بصعوبة وحاولت تخطيه
لكنه امسك بيدها ليوقفها ، كان ظهر كل منهما للاخر دون ان يلتفت أحدهما
كيونا : الى متى ستستمرين بتجنبي هكذا دون ان اعلم السبب ؟
تي ري وقد أضعف صوته الحزين عزمها : لا اعلم ..
ابتسم بحزن وهو يجذبها لتنظر اليه ، ربت على رأسها بلطف وهمس : صغيرتي الحمقاء ...
تركها وأكمل طريقه الى خارج المشفى ، وقف أمام المدخل بحزن ، كثرة المشاكل التي تساقطت على رأسه مرة واحدة ترهقه
اصابة اخته الوحيدة ، وغضب والده عليه ومحاولاته لاجباره بالتخلي عن الفتاة التي يحبها ، وأخيراً الصغيرة تي ري التي لا يفهم ما بها ..
لحظات فقط اختتمها بتنهيدة طويلة قبل ان يسمع اسمه بصوتها تناديه بلهفة اجبرته على النظر خلفه حيث كانت تجري اليه
بسرعة خاطفة كانت قد ألقت نفسها في حضنه ، تعانقه بقوة باكية دون ان تسمح له بابعادها لينظر الى وجهها
كيونا بقلق : هل انتي بخير ؟
تي ري : لست بخير أبداً ، منذ ابتعدت عنك وانا بأسوء حالاتي
تنهد بارتياح : وهل انا من اجبرك على الابتعاد ، لماذا تعذبين قلبينا هكذا ؟
تي ري : لايهمني حتى لو رفضنا العالم أجمع ، ولكن لا يمكنني الابتعاد عنك فقد تعلقت بك أكثر مما يمكن لعقلك العجوز ان يتصور
ضحك بخفة : بالتأكيد لا يمكن لاحد ابعادنا عن بعضنا
تي ري : حتى لو كان ذلك والدك ....!
كيونا وقد تبدلت ملامحه : كيف علمتي بالامر ؟
ابتعدت عنه عدة خطوات قبل ان تجيبه : بيانيه ، ولكنني سمعت حديثكما في ذلك الوقت
كيونا بغضب : ولهذا السبب تصرفتي بحماقة وحاولتي دفعي بعيداً ؟
تي ري : لم أرد ان اتسبب في احداث المشاكل بينك انت ووالدك ، اردت ان اكون أكثر نضجاً لمرة واحدة وان اتركك دون التسبب بالمشاكل
كيونا : اششششش لا تحاولي ان تكوني ناضجة مرة أخرى لانك ستفسدين الامور أكثر
تي ري بغيظ : ما الذي تقصده ؟
كيونا : اعني ان الجميع يعلم انك سيئة بكل شيء تفعلينه ، حتى لو حاولتي اصلاح الامور انت تفسدينها فحسب
تي ري بغضب : اياك ان تتحرك من مكانك ان اردت البقاء على قيد الحياة
كيونا وهو يبتعد ضاحكاً ، بل علي الجري بعيداً ان اردت التمسك بالحياة
تي ري تلحق به : ياااا توقف ، سأقتلك بمجرد ان امسك بك ..
توقف فجأة على احد الأرصفة ليوقفها بحضنه بينما كانت تجري لاهثة خلفه وابتسم لها
تي ري : سأقتلك ، فقط انتظر .. لالتقط انفاسي ..
كيونا : لنبقى معاً حتى النهاية ، ونتحدى والدي وكل العقبات التي تقف في طريقنا .. بحبنا ..
بادلته ابتسامته بابتسامة أكثر اشراقاً وهي تقف على رؤوس أصابعها حتى بالكاد طالت كفيها وجهه وضمته بهما
تي ري : لنفعل ذلك ...
ابتسم لها بسعادة حتى اغرق شفتيه بخدها الممتلئ بقبلة بريئة كبراءة حبهما النقي وما ان ابتعد عنها حتى ضربت قدمه بقوة
كيونا : اشششششش لماذا هذه الان ؟؟؟
تي ري تبتسم بشقاوة : الم تقل انني بارعة بافساد الامور فحسب
غمزته بسعادة وهي تتقدمه بينما الاخر بعثر شعره خلفها بغيظ قبل ان يطلق ضحكة عاليه على ابتلائة بحب هذه الطفلة ...
بعد عدة أيام ، وقفت امام باب المشفى بانتظار السيارة التي ستقلها الى المنزل عندما وقف بجانبه وهو يرتدي سترة بدلته
يون بي : اوموو ، هل ستغادر المشفى الان ؟
دونغهي : بالتأكيد ، علي ايصال زوجتي العزيزة الى المنزل
يون بي : ماذا عن العمل ؟؟
دونغهي يبتسم : لقد أخذت اجازة لليوم
وبسرعة رفعها عن الارض وحملها بين ذراعيه وسط ذهولها من تصرفه الجريء غير مبالياً بالناس اللذين يحدقون بهما
يون بي بخجل : ما الذي تفعله ، أنزلني حالاً
قرب شفتيه من أذنها وهمس : هذه ليلتنا ، لم يعد يسعني الانتظار بعد الان
غرق وجهها باللون الاحمر من تلميحاته المخجلة بينما اسرع بها الى السيارة التي وقفت امامهم وخرج منها كيونا ليفتح لهما الباب الخلفي
كيونا بطريقة درامية : تفضلا سيدي
دونغهي يغمزه : شكراً لك ..
أدخلها الى السيارة من الخلف وجلس بجانبها بينما أغلق كيونا الباب خلفهما وعاد ليجلس بكرسي السائق وبجانبه تي ري
تي ري بسعادة : أهلاً بعودتك اوني * أكملت بمكر * واتمنى لك النجاة من اخي الليلة ...
مدت لسانها لهما لتغيظهما بينما زادت حمرة وجه يون بي حتى كاد الدخان يتصاعد من رأسها وسط ضحكات دونغهي وكيونا على كلمات تي ري
دونغهي وهو يفك ربطة عنقه : يا لا تنظرا للخلف أبداً
نظرت اليه يون بي بعيناها المتسعتين وهو يقترب منها مبتسماً على خجلها الذي زاد من جمال وجهها الساحر
زادت ابتسامته اتساعاً عندما اغمضت كلا عينيها بقوة وهي تعض شفتيها فلم يتمكن من منع نفسه وتقبيل غمازتها التي تختال في منتصف خدها المحمر
فتحت عينيها ببطء ورمشت عدة مرات وهي تنظر الى ابتسامته الدافئة التي أهداها اياها قبل ان يبتعد عنها
عضت شفتيها للمرة المليون في هذه الجلسة قبل ان تقترب منه بهدوء وخجل وتقبل خده ثم تسند رأسها على كتفه حيث تتمنى ان تبقى هناك بسلام .. والى الابد ..
وهكذا .. انتهت أحداث روايتي التي شملت مشاعر متضاربة من الحب والحيرة وتجاهل المشاعر الحقيقية
ورست سفن أبطالي على شاطئ السعادة التي يرتجيها كل منا بينما نبحر في محيط الحياة بأمواجة المتلاطمة
ها هي قصة أخرى ، تنتهي بالسعادة التي باتت بالنسبة لواقعناً حلماً جميلاً أبعد من الخيال ..
أسطورة سمعنا عنها من أجدادنا لم نرها يوماً ، بل بقيت معلقة في عقولنا دون ان تشفق على يأسنا وقلة حيلتنا ..#النهاية
الحمد لله وصلنا لنهايه المشوار للاسف
بتمنى الكل يعطيني رايه وكل المتابعين يلي خلف الكواليس يظهرو اليوم رح اكون على اتم الاستعداد لسماع اراكم وتقبل اي نقد بناء ونصائح ممكن تساعدني بالكتابه مستقبلاً
شكرا للجميع على متابعه روايتي المتواضعه وعلى الدعم حتى النهايه ♥*ملاحظة : لا تنسوا تطلعوا على البارت الخاص للروايه بعد البارت الاخير 😉
أنت تقرأ
في ظلال الصمت
Fanfictionبداية جديدة ، في قاموسي الممتلئ بالبدايات ولا نهاية ، قصة جديدة اضعها بين ايديكم أملاً ان تكون كلماتي الساذجة ، ومخيلتي البسيطة قد نقلتكم الى حيث تحلمون ... روايتي الجديدة ، ذات طابع مختلف ، حيث الحرب الداخلية الصامته ، محاولات النسيان الفاشلة ، خد...