حرةً كطائر المساء ...
كالمغيب ....كالشمس ..
بعد طول عناء...
بعد أن حاولوا قتلي
بعد أن دمروا روحي
بعدما حطموا آمالي
وأعلنوا وفاتي
أرجوكم لا تتراجعوا..
وتعيدون إلي تعاستي
فأنا سعيدة أخيراً
فقد أصبحت حرة ......
............................
كان واجم الوجه والمحقق يتلو عليه آخر المستجدات وأن حسان لم يمت من حسن حظه .... يسأله مجدداً عن دافعه لهذه الجريمة النكراء ...وكعادته يلوذ بالصمت والبرود ....زفر المحقق بغيظ وقال
"ألن تخبرني ياحازم ...حسناً لاتفعل.."
إلتفت يريد المضي فحك حاجبيه وقد تذكر شيئاً فأعاد وجهه تلقائه قائلاً
"بالمناسبة رفعت السيدة سارة وجدتها عليك قضية تفريق ...والقضية في صالحهما .. ..."
ثم تركه ومضى خارج الغرفة منزعجاً ... ليأتي إليه الشرطي يقتاده لزنزانته من جديد...
نقر المحقق على طاولته بأطراف أصابعه ...وقال باستهزاء
"هه أثريااااء ؟.... كم سمعت من قصص قتل تحدث لأجل المال...لكن هذه أشنع قصة أسمعها....لديه كل ما تشتهي نفسه فيطمع بإبنة عمه وقد أصبحت زوجة له ..."
كان توفيق في غرفته يتقلب بين جمر ونار لتنسل دمعة من عينيه فوق خده ولجت صفية لتجده يداري دمعته بيديه اقتربت منه وضمت رأسه في أحضانها
"توفيق؟...مابك ياعزيزي..."
عندها إنهارَ باكياً بين ذراعي زوجته
"لقد ضاع حازم ياصفية ....ضاع وأضاع الجميع معه....إنه إبني في النهاية لكني أصبحت أكرهه لما فعله بسارة ...كيف طاوعه قلبه ...أي قلب يحمل هذا الولد..؟"
"ياالله ...توفيق عزيزي أرجوك إن بقيت على هذه الحال من الحزن ستمرض ...أرجوك نحن بحاجتك ...سارة، يامن وليد ،رامي ...حتى عبير تحتاجك بجانبها ...ياعزيزي توكل على الله واهدأ...ماحصل مكتوب فوق سبع أرقة في كتاب ...هذه هي إرادة الله "
"ونعم بالله عز وجل "
جلس حازم مع محاميه الذي وكلته له أمه يستذكران كل شيء ..
"سيد حازم أريد مساعدتك بقدر ما أستطيع ...لكن سأحتاج موافقتك
"ماذا تريد ؟"
إبتسم المحامي وتابع مخططه معه
بينما حسان في طريقه للمنزل بعد أن تم التأكد من سلامته يقله علي ...
وصل لغرفته ووالديه بأشد لحظات السعادة لخروجه من المستشفى ...
جلس في سريره تؤلمه نبضات قلبه بأن يكون قد فقد سارة فعلاً ...فهي لم تأتي لزيارته بعد ذاك اليوم ...
في غرفتها سارة تداعب يامن الذي يضحك ..أتت صفية تزف إليها خبراً جميلاً
"لقد خرج حسان من المستشفى صحته تتحسن أتريدين الذهاب للإطمئنان عنه سأذهب تحت طلب من جدتك "
تجمعت الدموع في عينيها وقالت
"لا لن أذهب"
إستغربت صفية لهذا الرفض
"سارة لماذا؟"
"لا أعلم أنا مضطربة جداً ... ولازلت متزوجة من الوغد حازم لم تأتيني أوراق الطلاق بعد"
" سارة جلسة الإستماع بعد الغد هل ستذهبين..؟.
أومئت لها برأسها موافقة
"لقد طلب نزار ذهابي قال إن من مصلحتي الذهاب .."
لم يتدخل نزار في هذه القضية وبقي يقدم المشوارت للعائلة ...فقد فضل أن يبقى حياداً حولها يقدم النصح لتوفيق وسارة فحسب.. بينما تولى قضية الطلاق برحابة صدر وأولى قضية القتل لزميل له خبير في الجرائم المدنية
في جلسة الإستماع حيث كل محامي يظهر براعته وقف محامي حازم
يتوجه بالقرب منه وهو جالس خلف قفص الإتهام قائلاً
"سيدي القاضي ...حضراتي المستشارين ...إن موكلي بريء من هذه التهمة الموجهة له و هو يعاني من إنفصام بالشخصية ولا يدرك ما يقوم به و إني أثبت ذلك بتقارير طبية مصدقة"
صعق من في القاعة وخصوصاً توفيق ولبنى لهذه الكلمات ....
تقدم المحامي من منصة القاضي ومد يده ببضع أوراق أخذها القاضي لتفحصها
حصل محاميه على بضع تحاليل طبية ومستندات من أمريكا تفيد بأن حازم كان يعالج نفسياً هناك... طبعاً هذا الأمر كان حيلة من محاميه بالتخطيط معه لتخفيف عقوباته ...
ضرب القاضي بمطرقته الخشبية فوق طاولته ثلاث ضربات بعد أن عمت البلبلة القاعة يصرخ
"هدووووء من فضلكم "
ساد الهدوء أركانها والجميع تتوجه أنظارهم له وهو يقرأ مابين يديه من أوراق ليردف
"المدعي العام هل لديك ما تقوله ؟"
أومئ برأسه المدعي العام ....ثم وقف
مطالباً بتقديم حازم للفحص الطبي لتأكيد صحة ما جاءت به تلك الأوراق ..
أنت تقرأ
أثريـاء ولكــن
Romansaجنون ينتفض حين تميل النفس إلى ماليس من نصيبها ويصبح الطمع الدافع الأكبر لها تعمى البصيرة والفؤاد وتتخابط الهواجس ... فيستولي الحقد والكره النفس البشرية وتبدأ الخطوات بالإنحدار نحو مستنقع الجريمة... فتنشب الحرب الضروس بين الحب والمال ذكريات مؤلمة...