اولاد الحلال

الفصل السادس. العزيز

اي غدر وأي خداع ؟! .... لم أنكر عمري فضل أمي سمية وابي عزيز رحمه الله وانا من  تعرف !! ... أنا كبرت  تحت أنظاركم  جميعا ..... تعرفون اخلاقي جيدا  وانا لا اعرف عائلة لي سواكم

جاءت الطعنة  سريعا عندما هب فيه صارخا  ونحن لا نعرف لك عائلة أصلا ولا نسبا  فما انت الا لَقيط !.لَقيط.... عادت الكلمة تدوي في أذنه وكأنه يتلقاها لأول مرة الآن لكن ردة فعله الآن تمثلت في ان يطلق  ضحكة مجلجلة اجفلت غادة  بينما اتسعت عينا جيسكا بحذر عاجزة عن التقاط الطرفة في الحوار الذي يتناولونه  وحدها سمية  التقطت الوجع  !. ارتسمت على  وجه غادة ابتسامة باهتة وهي تقول بهدف الحصول على اجابة:  من الجميل ان نكون سببا لجلب هذه الضحكات وان كنّا لا نعرف ما المضحك حقا !. اعتذر احمد دون ان يتوقف عن الضحك بل أخذ يمسح دموعا ملأت عينيه: أسف ...... أسف حقا  لا اعرف ماذا دهاني تذكرت فجأة كل مقالب وحماقات مالك ... اشتقت اليه حقا .

اذا لم لا تأتي لزيارتنا ورؤيته ؟! سارعت غادة بالقول  وتابعت بحماس   سيكون ذلك رائعا للعائلة باكملها خالك غسان سيسعد كثيرا باجتماعنا وستقضي زوجتك اللطيفة وقتا ممتعا وسندعو  ملك وزوجها ان  له شخصية رائعة ستصبحان صديقين أنا واثقة من ذلك ما رأيك يا سمية اليست  افكاري رائعة !؟! فتحت سمية فمها لكن احمد سارع قائلا : بالطبع أنا وجيسي يسعدنا ذلك .  بينما اقسم في سره ان يحجز الليلة تذاكر العودة. بينما ابتسمت غادة برضا غافلة عن  عواصف القلق في عيني سمية. 

استأذن احمد ونهض : أرجو المعذرة سأذهب لغسل وجهي . عاودت غادة النظر الى جيسكا مبتسمة لها تمسك نفسها بصعوبة من أخبارها ان زوجها هذا كان يهيم حبا  بابنتها ملك ! لتخرج الكلمات من فمها : انك فاتنة جدا يا جيسكا وقريبة من القلب احمد حقا محظوظ جدا بك .   ردت جيسيكا المجاملة بابتسامة لكنها قالت بما تشعر به صدقا :  في الواقع أنا المحظوظة في هذه العلاقة !.  ولم يخفى عليها كيف تجمدت الابتسامة على شفتي غادة  لم تفهم لماذا  لكنها ادركت لا بد ان هذه الملك لها علاقة بالأمر . 

ما ان أغلق باب الحمام وتوجه الى المغسلة احنى رأسه بعد ان فتح صنبور المياه  وأخذ يملأ كفيه بالماء ويلقي به نحو وجهه  دون ان يستطيع النظر الى المرآة  ودون ان يستطيع  منع الدموع من التساقط ببطء ثقيل من عينيه . يجتر كل  ما حاول التشبث به  دفاعا عن حقيقة وجوده التي  كان يؤمن بها امام غسان الحقيقة التي غدت سرابا  امام العار الذي وسمه به 

كانت الكلمات  تخرج مرتجفة  خافتة من فمه : ما الذي تقوله ؟!؟  كيف يكون هذا !؟  أنا  أنا لي اسم ونسب...... واوراق تثبت هذا ....... أنا ..... انت   انت أخذتني  معك عندما كنت في التاسعة الى قرية ابي الحقيقي  وزّرت قبره  ......... الا تذكر .... هل نسيت يا خالي ؟؟؟؟؟؟  خرجت كلمة خالي متوسلة راجية الرأفة  اهتز لها قلب غسان لكنه تمالك نفسه سريعا بما انه قرر ذبحه فليكن نصل السكين حاد حادا جدا من باب الرحمة فيه !.