مِجَـــنٌوِنٌيّ

"حريق "

فبعضي لدي
وبعضي لديك

وبعضي  مشتاق لبعضي فهلا اتيت ؟؟

*************************

في ذلك المنزل الهادئ .. ترتفع صوت ضحكات جميله .. وتلك العائله الصغيره تجتمع على مائده الطعام الفاخره ولكن بتواضع .. يتبادلون الاحاديث الطريفه والنكت اللطيفه .. عائله صغيره لا تتكون اكثر من الام والاب وبنتين وصبي .. يجتمع بهم والدهم ليلقي عليهم موقفا جميلا حدث معه في عمله .. وتملئ الام المنزل بزهور فواحه متعدده الالوان تأتي بها من متجرها الصغير لبيع الزهور .. وتجلس احدى الفتاتين تضحك بشده على شي يقوله والدها ولكنه غير مضحك .. لينتبه لها الباقين فيضحكون على ضحكتها ..

- ليــــث .. اعطني قاروره الملح يــا  ولدي

- خذ يا أبي

ليــث الفتى البالغ من العمر خمسة عشرة سنه كان قد بدأ يكتسب من الوسامه ما يراهن على انه سيكون رجلا فتاكا وسيما في المستقبل

شعره الاسود الفاحم وعينيه الزرقاويتين المائلتان للرمادي ثاقبتا النضر .. كان يبدو خارج المنزل الفتى المعقد المخيف الذي لا يضحك ابد .. لكنه لا يتهاون في تقديم المساعده لمن يحتاجها .. علمه والده ما جعله يكتسب اجمل شخصية رجوليه على الرغم من صغر سنه

اخذ رنين هاتف المنزل يرتفع .. قام خليــل والدهم ليجيب على الهاتف

-آلــو .. السيد خليل يتكلم .. من معي

جاءه الرد من الطرف الاخر ليردف بصوت اعلى

- مــاذا؟؟ متى حدث ذلك ؟؟ هــل انت متأكد انه هو نفسه ؟؟

اقفل الهاتف بقوه لتسرع له رنا زوجته  قائله

- مالذي حدث يا خليــل ؟؟

- صديقي يا رنا .. صديقي الوحيد ســام

لقــد احترق منزلهم .. لقــد كانا هو وزوجته رؤى بالمنزل .. لقــد احترقو  .. يا الهي رحمتك

شهقت -يا اللهي ماذا بشأن طفلتهما الصغيره .. هــل هي بخير .. هــل كانت معهم

-لا ادري يا رنا لا ادري .. ساذهب للمشفى

- خذني معك .. ارجوك .. رؤى صديقتي المقربه .. ارجوك .. اريد ان اطمئن عليها

- كــلا يا عزيزتي ابقي مع الاولاد هنــا .. سأتصل بك عندما اطمئن عليهما

- حسنــا

وضعت يديها على قلبها تدعي للـّہ ان يحفض هذه العائله الصغيره

عادت للاولاد تجلس معهم على الطاوله لترى وجوم وجوههم الصغيره والقلقه لتردف الصغيره ريم بصوت ناعم

-مــاما .. اين ذهب ابي

تحدث ليــث بصوته العميق رغم صغر سنه